| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد كعيد الجبوري

 

 

 

الأحد 6/6/ 2010

 

جرت الدماء فصحت يا وطني
في الرد على قصيدة الدكتور الصائغ

حامد كعيد الجبوري

بعث لي الصديق البرفيسور عبد الإله الصائغ بقصيدة على عنواني البريدي ، وكذلك وصلت لي القصيدة من أكثر من مصدر متفضل علي بها ، وسوف لن أتناول قصيدة الصائغ نقديا بل مضامين وبناء ، ورأي متواضع أضعه أمام القراء والنقاد لأخلص لما أريد الوصول إليه مستعينا بما تركه لنا شعرائنا القدامى .
في ديوان عبد الإله الصائغ ( ها كم فرح الدماء ) تستوقفك صور جميلة وكأنها بريشة رسام بارع ، وكذا في ديوانه الآخر ( عودة الطيور المهاجرة) التي برع الصائغ بتوظيف صورها الحسية وغيرها ، لصالح مبتغاه الشعري ، فأنتج لنا نصوصا يمكن أن يشار لها بالاستحسان ، ولا أعرف هل للصائغ أنتاج شعري غير الذي وصل إلي ، وببساطة أقول أن الصائغ خلال حقبة الدكتاتورية البغيضة كان وكنا نمني أنفسنا بالخلاص الأبدي من حيف وظلم وقع بل طال الجميع ، حتى ظننا أن الطيور المهاجرة سوف لن تعود لديارها فصرخ الصائغ بوجه الجميع أن الطيور ستعود رغم مأساتها لأوطانها المحببة ، وسقط صنم الدكتاتورية وقلت بنفسي أن أول من سيعود من منفاه ألقسري هو الصائغ وأشباهه من المتعلقين بقيمهم وتراثهم ومقدساتهم ، إلا أن الصائغ ومثله الكثير قد وجد بغيته بدولة أخرى انتمى لها مجددا ، وأنا من المتابعين للصائغ منذ الوهلة الأولى لمغادرته العراق ووصوله لليبا ومن ثم الى أمريكا ، وأستوطن مدينة مشيكان الأمريكية وأطلق عليها بل أسبغ عليها لقبا جديدا من عندياته فأسماها مشيكان المحروسة ، فيما لم يطلق هذا المسمى على عراقه الذي أحتضنه وأوصله ومنحه بجهده طبعا شهادة الدكتوراه ، فأخذ هذه الشهادة ليفيد بها من هم أحق من أبناء وطنه بل أبناء العربية بهذا الجهد المثابر كما يرى هو ، وبعث لنا بقصيدته التي أن حاكمتها عروضيا فبها أكثر من هفوة ، وأن حاكمتها بالقافية فأنا لم أطلع على نص قديم أو حديث يحمل قافية واحدة لكل القصيدة ، ( جرت الدماء فصحت يا وطني) ، أنا لا أشكك بوطنية الصائغ ومن أمثاله ولكن أتسائل معك أستاذي الفاضل ماذا قدمت للعراق من لحظة السقوط وليومنا هذا ، أنك لا تعرف عن العراق إلا من خلال ما تبثه الفضائيات المسمومة عن العراق ، نحن هنا كل يوم نودع من ظُلم وأكتوى بنار المحتل والإرهاب والميليشيات ، ومع ذلك نصمد ونؤمل أنفسنا رغم أن كل يوم أسوء من اليوم الذي يليه ، أتعرفون لماذا !، ببساطة أنا نعيش على حلم موهوم بالخلاص ونتمسك به أي تمسك ، ويأتي الصائغ ليضيع منا هذا الحلم اللا حلم بالخلاص الأبدي الذي نظن أنه سيزول ، ألا تستطيع أيها الفاضل الصائغ أن تقدم شكواك ومن مثلك من الطيبين من ميشيكانك المحروسة للرئيس الأمريكي لتعرض له حالة بلدك الثاني ، وليس بلدك الأول أمريكا ، وأنا أعزم أن الإدارة الأمريكية هي صاحبة القرار الفصل بكل ما دار وسيدور في عراقنا الجريح ، بل تجاوزتم أنتم أعراب الجنسية لتسلبونا أملا غير محقق ولكنه أمل ، أذكرك والآخرين بشاعر الحلة الفيحاء صفي الدين الحلي الذي غادر بلاده طائعا وأستوطن ديار الغربة ثم عاد مجبرا لها ، والذي أجبره على العودة حنينه المتواصل لدياره ، فقيل له لماذا عدت للعراق يا صفي وأنت كنت بأجمل بلد بالدنيا ( أصفهان) ، فما كان من الصفي إلا أن يقول هذه الأبيات ردا لهم وردا لك سيدي الفاضل ولمن بعث بالقصيدة إلي مشكورا

بلاد ألفناها على غير رغبة
وقد يؤلف الشئ الذي ليس بالحسن
وتستعذب الأرض التي لا هواءها
ولا ماءها عذب لكنها وطن




 


 

free web counter