| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد كعيد الجبوري

 

 

 

الجمعة 4/6/ 2010

 

 (تيتي تيتي ، مثل ما رحتي إجيتي)

حامد كعيد الجبوري

تعد محافظة بابل لا إراديا ولا إداريا مركزا لمحافظات الفرات الأوسط ، فهي تعبد عن محافظة كربلاء المقدسة 40 كم ، وتبعد عن محافظة النجف الأشرف 60 كم ، وتبعد عن مركز محافظة الديوانية 60 كم ، ويفصلها عن العاصمة بغداد 100كم لا غير ، وكان عباد الله أبناء محافظة بابل يستطيعون الوصول لهذه المحافظات بيوم واحد فقط ، يخرج من داره صباحا ويقضي مصالحه بهذه المحافظات ويعود لبيته مساءاً ، وأن قال أحد أن ذلك غير ممكن ، فأنا أقول له ، أني كنت أعمل بالتجارة مضطرا بعد طردي من الجيش وكنت أصل لهذه المحافظات بيوم واحد فقط .

اليوم 3 / 6 / 2010 م دعيت لاجتماع للمكتب التنفيذي للإتحاد العام للشعراء الشعبيين في مدينة كربلاء ، إتصلت بالزميل الصديق محمد علي محي الدين لمرافقتي لهذا الاجتماع ، أعددنا جوازات سفرنا وأستحصلنا سمة الدخول لكربلاء وانطلقت بنا السيارة – أجرة – الساعة التاسعة صباحاً ، وصلنا لناحية أبو غرق والتي تبعد عن بابل 10 كم إنتظرنا في السيطرة نصف ساعة تقريبا لتأشير خروجنا من محافظة بابل بعد أن مررنا على الجهاز المخصص لكشف ( الطرشي والعنبه والريفدور سيئة الصيت) وخرجنا من التفتيش سالمين وبلا خسائر تذكر ، بعثنا لعوائلنا رسالة – مسج - بجهاز الموبايل الديمقراطي لنطمئنهم بخروجنا من بابل الفيحاء ، سارت بنا السيارة المحروسة – بلا تبريد طبعا – مسافة 10 كم أخرى ووصلنا لسيطرة (ام الهوى) ، والتي تسمى عند العامة وأنا منهم (العوجة الطيبة) ، ومررنا بإجراء أكثر صرامة من السيطرة الأولى وبقينا للتفتيش والفيزة مدة نصف ساعة أخرى ، وانطلقت بنا السيارة لتصل لمدينة (طويريج) والتي تبعد عن هذه السيطرة – ام الهوى – بحوالي 3 كم ، عند مدخل مدينة طويريج وأنت قادم من محافظة بابل تصادفك على الطريق بناية قيادة فرع طويريج للحزب المنحل و سيطر على هذه البناية أحد الأحزاب الفاعلة وأتخذها مقرا له ، ومن إبتكارات هذا الحزب أن أنشأ عشرة محلات جديدة ليؤجرها للبسطاء أمثالي بملايين الدنانير ، علما أن هذا الحزب أستأجرها من وزارة المالية بسعر رمزي ، ولم يكتف بذلك بل أنشأ مجموعة من الشقق السكنية للمحرومين من أبناء طويريج لقاء سعر رمزي قد يصل لمليوني دينار سنويا ، وهذا لا يعنينا فالمهم الوصول لاجتماعنا قبل الموعد المحدد ، قطعت السيارة مدينة طوريج بسلام وأمان ، عند خروجنا من طويريج فوجئنا بسيطرة جديدة أخرى ، وسيطرة أخرى تبعد عنها 600 م ، ولكم أن تتصوروا حرص القيادة العراقية الجديدة على مواطنيها الأعزاء و الأعزاء ، قبل الدخول لكربلاء ب 10 كم وجدنا سيطرة مهيبة جدا وتفتيشها يفرق كثيرا عن السيطرات الأخرى ، عليك أن تترجل من السيارة وتسير مسافة 200م تحت التبريد - طبعا - لنصل لشرطي أو جندي (يطبطب) على أجسامنا من الرأس حتى القدم ، حمدنا الله أنا لم نحمل أي ممنوعات لا تدخل لكربلاء ، مع ملاحظة بقائنا أكثر من نصف ساعة جديدة أخرى ، بعد أن استلمنا الجوازات الحمراء الدبلوماسية تنفست وصديقي الصعداء وحمدنا الله ألف مرة لدخولنا ديار البلد الجديد ، وسارت بنا مركبتنا لتصل على بعد 500 م من السيطرة إياها لنفاجأ بسيطرة أخرى ، ولا أريد أن أطيل عليكم كثيرا فبعد هذه السيطرة وجدنا سيطرتين أخريتين ، واحمدوا معنا الله لوصولنا ، ولكن كيف سنصل لمركز المدينة مكان اجتماعنا ، هناك ثلاثة طرق للوصول لا غير ، الأولى (عربانة) خشبية تجلس بوسطها و (تتربع) بها ويدفعك صاحبها بيديه الى حيث تريد بسعر 250 دينار للشخص الواحد، وأن استأجرتها لوحدك – خصوصي - تدفع 1000 دينار لا غير ، والثانية تسمى (ستوتة) وهي المسمى الذي يطلق من أهالي كربلاء على هذا (الماطور سكل) والذي يحتوي على مصطبتان متقابلتان خشبيتان لجلوس الركاب ، والطريقة الثالثة قطع المسافة بهذا الحر اللاهب سيرا على الأقدام وهذا ما فضلناه على الوسائط الأخرى .

عند الساعة الثانية عشر وعشر دقائق وصلنا لمقر اجتماعنا لنجد أن المجتمعين قد أعدوا سفرة الغداء فأكلنا معهم وعدنا لبلدنا الحلة الفيحاء بخفي حنين .

ملاحظة هامة :
في عهد الدكتاتورية البغيضة أن كانت سيارتك تسير بسرعة 80 كم في الساعة فستصل لكربلاء بنصف ساعة فقط ، وأن زادت سرعتك ، قل وقت الوصول ، ولا أقول ما أشبه اليوم بالبارحة ، بل أقول ما أشبه من يجلس على كرسي الرئاسة بسابقه من الرؤساء .

 


 

free web counter