| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد كعيد الجبوري

 

 

 

الأحد 29/8/ 2010

 

وللقصائد قصصها

الشهيد أحمد عيد

حامد كعيد الجبوري

عام 2007 م وجهت لي دعوة رسمية لمناسبة 6 كانون عيد الجيش العراقي من أمر اللواء العميد الركن عبد الأمير ولا أعرف أسم والده بمحافظة بابل ، اعتذرت حينها من تلبية الدعوة فأتصل الرجل بي مباشرة ليرجوني على المشاركة باحتفالهم ، قلت له أنني لا أود المشاركة لأن القادم الجديد الأمريكي والعراقي يسمي الجيش العراقي بالجيش المنحل ، وأن حضرت لهذه الاحتفالية فسأقول قولتي الحق أمامهم ولا أخشى سلطة أحد ، أجابني الرجل لأني أعرف جرأتك بالطرح لذا أدعوك للمشاركة وهذا أولا ، وثانيا أنك ضابط وبرتبة عقيد ومحال على التقاعد فقل ما تشاء ، وبخاصة أن علمت أن وزير الدفاع عبد القادر العبيدي سيحضر لهذا الاحتفال ،لذا قررت المشاركة فيه ، وحقيقة الأمر أني أعتقد أن الجيش العراقي أسس لغايتين أساسيتان غير حماية الدولة العراقية ، الغاية الأولى قمع حركة كردية أن حدثت ، وثانيا انتفاضة شيعية أن حدثت أيضا ، ولا يعني هذا أن الجيش العراقي لم يحقق شئ لوطنه ومواطنوه فهذا الطرح يجانب الحقيقة تماما ، وأمامنا ثورة تموز الخالدة ، ناهيك عن اشتراك وإشراك الجيش العراقي بمهام وطنية أخرى كحرب 1948 م و 1967 م و 1973 م – سواء كانت هذه الحروب مجيرة اوغير مجيرة لصالح فلان أو فلان - والتي شاركت بها مع زملائي ضباط الجيش العراقي ، وذكرياتي بهذه الحرب – التحريك – طويلة جدا سأحاول كتابتها لا حقا ، تحركت وحدتنا من معسكر المحاويل الى الجبهة الشرقية للحرب – سوريا- ، ليلة الحركة أعلنت قيادة الجيش دعوة مواليد 1946 للالتحاق لتجانيدهم ، وحين وصولنا قضاء الفلوجة لنعبر جسرها متجهون صوب الرمادي وجدت أحد أفراد فصيلي الجندي (أحمد عيد ) منتظرا لنا برأس الجسر ، عرفني وعرفته واستوقفني قائلاً ، سيدي أريد أن ألتحق معكم لوحدتي ، قلت له هل معك كتاب من التجنيد بذلك ، قال لي أمس صدرت الأوامر ولم أذهب للتجنيد ،قلت له هذا غير جائز عسكريا ومن سيتحمل مسؤولية أي شئ يحدث لك ، قال لي هذا لا يكون وسآتي معكم قبلت أم رفضت ، اتصلت بآمري المقدم المصلاوي الشجاع سالم الحاج عيسى ، وقولي شجاع لأنه هكذا فعلا ، إذ سيق لمحكمة عسكرية لانتمائه المزعوم للحزب الشيوعي العراقي ولم يكن الرجل شيوعيا ، بل أصر على أنه وطني مخلص ، فحكم عليه بسنتين حبس ، وهذا طبعا ليس بدولة البعث المقبور ، وكان الرجل صديقا وآمرا لي لتلاقي أفكارنا رغم فارق الرتبة حيث كنت حينها برتبة ملازم ، توقعت منه وهو العسكري المحترف أن لا يوافق على التحاق الجندي أحمد عيد ، ولكنه قال لي دعه يصعد مع فصيله وأخبر لاسلكيا الضابط الإداري النقيب عبد زيد سيد حسين بذلك ، وهكذا ألتحق معنا البطل الشهيد أحمد عيد ، وثقوا أنني لا أعرف لهذه اللحظة أي شئ عن أحمد عيد ، عشيرته ، متزوج أم غير متزوج ، وهل هو أبن الفلوجة أم الأنبار ، وأهم من ذلك كله لا أعرف هويته الطائفية لأننا لا نبحث عن هذه المعتقدات الجديدة القاتلة للشعب العراقي ، وصلت وحدتنا دمشق فرأينا الطائرات الإسرائيلية – فانتوم - تقصف المواقع السورية ، ورأينا صواريخ السام السوفيتيه- سابقا - تتعقبها لتسقطها ، فينطلق المواطنون لجلب طياريها أسارى ، وحادثة أجد ضرورة لذكرها حيث انقلبت سيارة المارسيدس – لوري – وهو محمل بالعتاد – القنابل – بالشارع العام ، والذي وقف على جانبيه المواطنون السوريون ليرحبوا بالجيش العراقي وهم يحملون الطعام لجنودنا ، وحين إنقلاب السيارة صوتت أحدى النساء السوريات بأن ولدها الصبي تحت قنابل السيارة المقلوبة ، هرع الناس وما هي إلا لحظة واحدة لأجد السيارة قد وقفت على إطاراتها الأربعة بقوة عضلات الشباب المتجمهرون حولنا ، حيث أنها كانت متكئة على صناديق العتاد ، وكنت أظن أن الصبي قد مات تحت صناديق العتاد إلا أن زغاريد النسوة علت لأن الصبي كان بكهف من هذه الصناديق حتى أنه لم يخدش جسمه بشئ ، فانطلقنا لأرض المعركة وخصص لنا جزء من مرتفعات الجولان وبالتحديد تل عنتر الذي سقط عليه الدم العراقي ، وأول شهيد سقط الزميل وأبن مدينتي الملازم عصام العذاري ، وملازم حمودي وملازم مشتاق وآخرون ، دعيت لواجب الرصد على قمة تل عنتر مع آمري المقدم سالم الحاج عيسى وحين نهاية الواجب بتحرير تل عنتر عدت لمقري لأجد شخصا موسدا الأرض مغطى ببطانية عسكرية ، ولأنه طويل نوعاً ما فأن قدماه الحافيتان خرجتا من أطراف البطانية ، قلت هل هو أحمد عيد ؟، نعم أنه أحمد عيد ، لم أبكي عليه ، ذهبت لجثته ، أزحت عنها البطانيه فوجدت الشظية الحاقدة الإسرائيلية قد مزقت صدره واستقرت بين ضلوعه ، أنحنيت بل جلست قريبا لوحهه وقبلته بين ناظريه وقلت له وداعا أيها البطل.

ملاحظة : لم نحاسب عسكريا على التحاقه معنا واستطعنا إنجاز معاملة استشهاده لتحصل عائلته على حقوقها .
 

أبن الجيش

حامد كعيد الجبوري

آنه أبن العراق الراضع النهرين
وحب كاعه ورجاله وجيشه المأصل
آنه أبن الصُميده الوارث الفقار
الهد الجاهليه وجم بطل جندل
اليبرّزله أنكتل والينهزم ينجه
واليكشف سؤته أبعورته أتختل
أبو حفصه عمرنه العادل الفاروق
سن درب الأمانه البيها نتمثل
أبن حسين آنه ونخوتي العباس
من يغضب رعيد وصاعقه أتنزل
آنه أبن الزعيم الدوهن أستعمار
وحيّر للعقول ولا درب تندل
الرتبه أتلوك أله وبجتافه مهيوبه
الشجاعه والنزاهه بشخصه تتمثل
الحفظ جيشه وعراقه وحبه كل شعبه
ولا دوّر حفيره أتعفنه وينذل
***
ولد الجيش أحنه الفقره والعمال
البنه صرح العراق أبدمه وبمعول
بالقصعه ربينه وغيرة الصمون
واليكرط ملحته صافي ومعدل
ولاجنها حضيره خرجت أجيال
وعلمتنه الرجوله أبمصنع الأول
الجيش أبن الشعب ماواله كل صدام
ولاخان الأمانه وسيرته أتبدل
جيشك هم ضحيه وشعبك الذبحوه
وتـنفّذ تآمر رغبة المحتل
نهض جيشك بنالك شرطه والصحوات
وحافضلك عراق وبيكم أتكفل
تره فشله عليك وأنت أبن أجواد
تسمي أشجع رجال الجيشك المنحل
***
كل عام اليمرني أبسته من كانون
أمسّي أبذكرياتي وياهن أتعلل
أسافر بالحلم وأنزل على الجولان
وتل عنتر أصعده وفوكه أترجل
و(أحمد عيد*) جندي الباسل المغوار
المسرفن أذراعه المدفعه أتهدل
يملي للقنابل حافي ويهوّس
وكبل جَرة الحبل وّي مدفعه هلهل
حنه الكاع دمه وصاين الأوطان
شهيد وبالجنان ونجمه ما يأفل
لو ما جيشكم صد هجمة أسرائيل
جاقادة عربكم ذلة تتزنجل
وصل منهم جزاء أمفخخ وذباح
ولا أنعاتب زلم من شين ما تخجل
أذن حقه الأحتلال الجيشك أيحله
لأن توجع ضربته وللعظم توصل
***
شدوا أحزامكم ولدي يرفعة راس
أحلفك بالرساله وبيكم أتوسل
أسرج عالمنيه ورايتك شعلان
لبس يشماغ عزه وفوكها أتعكل
دكوا أحصونهم وأتّبع الأرهاب
وهدم فوك راسه بيته والمعقل
وجيش الأحتلال أنذكره أبوعده
طاح الطاغيه ومشكور من يرحل
لتزعل ولدنه ولد أبو الحسنين
يرّج الكون جيش عراقي من يزعل
وآخر أمنيه بنص ولدي أستشهد
مو ضابط مقاتل تامر وأقبل
***









 



 

free web counter