| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد كعيد الجبوري

 

 

 

الثلاثاء 27/7/ 2010

 

العاقل يفتهم

حامد كعيد الجبوري

أرتبط الخروف ( الطلي ) بعلاقة صداقة حميمة مع التيس ( الصخل ) ، ولم يفترقا لحظة واحدة ، يخرجان فجرا ليرعيا في البساتين المليئة بالعشب والكلأ وعيون الماء الصافية الجارية ، في المساء يعودا لمسكنهما ليقضيا ليلهما فيه ، وهكذا لكل يوم ، بعد نهاية موسم الربيع وبداية حلول فصل الصيف يصيبهما هلع كبير بسبب قلة الحشائش ، وما يأكلانه من خيرات البستان التي يرعيان بها ، ناهيك عن شحة الماء في فصل الصيف ، أقترح التيس على الخروف بأن يتركا بستانهما والتفتيش عن بستان أخرى ، طرق سمع التيس أن هناك عبر الجدول مرعى كبير لا يزال غير مكتشف لدى الحيوانات الأخرى وقررا الذهاب له ، فجرا حزما أمتعتهما وأتجها صوب المرعى الجديد ، ولكن مشكلة العبور للضفة الأخرى أقضت مضجع الخروف فكيف يتسنى له عبور هذا الجدول وهو بهذه الإلية الكبيرة ، أما التيس فلم تكن له معضلة بهذا الجانب سيما وأنه تربى في الجبال ومدرب على التسلق والعبور لأي مكان يشاء ، بدأ التيس في العبور من هذه الضفة للأخرى ليشجع صديقه الخروف على العبور ، والخروف لا يزال مسمرا بمكانه لا يستطيع عبور الجدول ، طفح صبر التيس وخاطب الخروف قائلا له ، عليك أن تجرب يا أخي وما هي إلا قفزة واحدة وستجد نفسك بضفة الخير الأخرى ، ألم تشاهد بعينيك هذه الحشائش الزاهية والماء الوفير والمساكن المتروكة ، وأقترح عليه أن يقف خلفه ليساعده بدفعه ليقفز للضفة الأخرى ، سلم الخروف أمره لربه وقال لصديقه عندما أعد للثلاثة أدفعني بقوتك لأقفز الى هناك ، وما هي إلا لحظة وإذا بالخروف يجد نفسه آمنا بالضفة الأخرى ،ولكنه لاحظ صديقه التيس وهو ممدد على ظهره ويصدر صوتا ضاحكا أثار حفيظة الخروف وقال للتيس ، ما يضحكك يا صديقي ؟ ، ألا يفترض بك تهنئتي على سلامة العبور ! ، أزداد التيس ضحكا حتى أشرف أن يفقد توازنه من شدة الضحك ، كرر الخروف لصاحبه التيس سؤاله متعجبا من ضحك التيس الصبياني ،
بعد أن هدأ التيس من ضحكه الطويل قال للخروف إنك حينما قفزت للضفة الأخرى ارتفعت إليتك وبرزت أعضاءك التناسلية أمامي مما استدعاني للضحك هكذا ، ولأني ومنذ أن زاملتك لم أرى من أعضاءك التناسلية شئ ، هز الخروف يده استهزاءا بالتيس وضحكه غير المبرر وقال للتيس ، منذ أن زاملتك وأنت تتحرك أمامي وليس لك إلية مثلي ، وأنا كل لحظة أرى أعضاءك التناسلية ولم أضحك كضحكك الهستيري هذا ، أنت رأيت أعضائي التناسلية مرة واحدة وتحت ظرف قاتل ولم تستطع كتمان ما رأيت ، فما بالك بي وأنا أرى عورتك غير المستورة كل لحظة ولم أضحك من رؤيتها أبدا ، والعاقل يفتهم كما قلنا سلفا .

 






 


 

free web counter