| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد كعيد الجبوري

 

 

 

                                                                                    الجمعة 18/2/ 2011

 

( ...... أخت العراق البيه تربينه )

حامد كعيد الجبوري

قبل أيام قلائل وردتني رسالة من صديقة لي على ال( فيس بوك ) تحثني على الكتابة عن أحدى مقدمات برنامج شعر شعبي بقناة الفيحاء الفضائية ، وحقيقة مع تألمي الشديد لما سمعته من تلك المقدمة –البرامج - إلا أني لم أكن راغبا بالكتابة عنها ، ولا أزال عند رأيي ، وأجبت حينها الصديقة التي أرادت مني أن أكتب بهذا الخصوص قائلا لها ، ( أني لا أكتب عن مثل هذه النماذج وشفيعي لذلك قول الشاعر العربي ، لو كل كلب عوى ألقمته حجرا / لأصبح الصخر مثقالا بدينار ) ، اليوم 17 / 2 / 2011 م غيرت رأيي بل قل مزاجي للتوائم مع تلك التي أساءت للعراق كثيرا ، رغم ما قدمه العراق لها ، وتغيير مزاجي الذي أصبح سلعة بيد الفضائية الفلانية أوالحزب الفلاني ، وأغلب الناس يبدلون مزاجهم كما يبدل الغني ملابسه ، أو الانتهازي هويته السياسية طوعا لهوى من ينتمي إليه من حزب ومصلحة عليا له ، وشارك صديق لي من الوطنيين المخلصين لعراقهم بتغيير وجهة نظري ، رجل من اليسار العراقي هرب بمعتقده صوب المنافي ولم يجد سوى سوريا لتحتضن غربته ، والغريب أن السوريين يدعوون العروبة وينظِّرون لها ، ومع أنه تزوج فتاة منهم إلا أنهم لم يمنحوه الجنسية السورية وليومنا هذا ، وحتى أولاده الذين ولدوا بسوريا لم يمنحوا إلا شهادة تعريف ليس إلا ، ولخوفي من ذكر أسمه لقلت الكثير وأوردت الأكثر من أمثلة المعاناة التي واجهها هذا الرجل الأصيل ، هرب بمعتقده كما قلت وحين سقوط اللانظام البعثي ، عاد الى العراق ولأنه من اليسار العراقي كما قلت ، لم يحصل على أية منحة ، أو فرصة ، أو مكرمة ، أو وظيفة ، أو راتب أعانة ، أو أدراج مع الميليشيات الكثر ، لذا حزم أمره وعاد من حيث أتى لسوريا ، في التاريخ الذي ذكرته أنفا قررت أن أرافقه لإنجاز معاملة المهجرين له وهي التي تحتاج  ..

1 : هوية الأحوال المدنية ،ولأنها قديمة تحتاج لتجديد ، جددناها له ،

2 : البطاقة التموينية محجوبة عنه منذ عودته ثانية لسوريا ، طيب ما هو المطلوب لرفع الحجب عنها :

أ : كتاب لوزارة التجارة يؤيد فيه عودته ثانية للعراق ،

ب : شاهدان ،

ج : بطاقة سكن مؤيدة من القائمقامية ، قلنا له هو يسكن سوريا الآن ولا يملك بطاقة سكن ، أجاب الموظف المختص ، بطاقة سكن أحد أقاربه ، أجبته ليس له أقارب هنا ، وأنا صديقه وهو يسكن معي ضيفا علي بداري ، أجابني ائتني ببطاقة سكنك أنت مع تأييد سكن وأربطه مع معاملته ، فعلنا ذلك وأنجزنا أكمال الهوية ، الغريب كأن هذه الدائرة تختلف عن الدائرة الأخرى بكل شئ ، بمعنى أن هذه الدائرة تنجز معاملاتها وفق ما يشتهيه الموظف المختص ، وتلك الدائرة ما يشتهيه موظفوها ، النتيجة التي خرجنا بها أن صديقي العائد من المهجر لا يستطيع أنجاز معاملاته الموزعة بين الغذائية ، دائرة الهجرة والمهجرين العراقية ، دائرة المادة 140 ، القائمقامية ، المحافظة ، مجلس المحافظة ، إلا بشق الأنفس ، لذا قرر العودة من حيث أتى ، بمعنى أنه سيعود لمهجره دون حصول أي شئ من وطنه اللاوطن ، وهنا تذكرت المظاهرة التي خرجت بساحة التحرير ، وعرضتها فضائية الحرة عراق ، وشاهدت رجلا وامرأة وهما يمزقان هوياتهما الشخصية ، نبارك للعراق ولذئاب السياسة الذين كرهوا العراقيون بعراقهم ، وكما قالت مقدمة برنامج الشعر الشعبي بفضائية الفيحاء ، وعذرا للجميع لنقل ما قالته ، ( .... العراق البيه تربينه ) .
 


 

free web counter