| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد كعيد الجبوري

 

 

 

                                                                                      الأحد 11/3/ 2012

 

نقابة الصحفيين والاستثمار الحكومي

حامد كعيد الجبوري

قرأت أكثر من موضوعة هنا وهناك محورها الأساس نقابة الصحفيين ومنهجيتها الجديدة بعد التغيير الذي حصل بمسيرتها حين تولى نقابتها ( مؤيد اللامي ) ، وآخر من تحدث الصديق ( يوسف المحمداوي ) بجريدة المدى عدد يوم الخميس 9 / 3 / 2012 م وقد ذكر أسماء لم يحملوا هوية النقابة لست بصدد ذكرهم ، وبودي أن أُذكر الصديق المحمداوي أنه أول ممن لا يحمل هذه الهوية لا لعدم مهنيتيه الصحفية وكفائتة ، ولكن لأسباب لا يريد بموجبها الحصول على هذه الهوية كما هي الأسماء التي ذكرها ، وأنا على ثقة أن النقابة إياها بودها أن تتشرف أن تمنح هؤلاء الهوية الصحفية ليقال أن فلانا وفلانا قد حملها ، وأعرف أن أكثر من أسم ذكره هو يحمل الهوية الصحفية من قبل سقوط صنم الدكتاتورية ، وربما هو من الأسماء التي أسست هذه النقابة ، وأجزم أن مثل هكذا أسماء مهمة لها حضورها الفاعل والمميز وسط الساحة الإعلامية وغيرها من منظمات المجتمع المدني ، لا يشرفها أن تحمل مثل هكذا هويات حملها سواق ( التكسي ) مع إجلالي واحترامي لهذه المهنة والمهن الأخرى التي حصلت على هويات الواجهات الثقافية لأكثر من غرض شخصي ، وللحصول على ما يسمى منحة الإبداع ، ولغرض انتخابي لدعم مثل هكذا أسماء للوصول لمناصب إدارية بتلك الواجهات الثقافية ، وبعيدا عما ذكره الصديق المحمداوي عن ( اللامي ) واجتثاثه من وزارة الثقافة ، وانخراطه كما يقال ضمن تشكيلات فدائي صدام ، أو عن ما كتبه مادحا ولي النعمة صدام حسين ، كل ذلك طبيعي بعد أن برزت لنا أسماء لا عد لها ولا حصر وهي على شاكلة هذا الرجل ممن أسند له أكثر من منصب حساس كنقابة الصحفيين ، وهنا لا أتحدث عن فلان وغيره بقدر ما أتحدث عن النهج الحكومي الذي أسميته استثمارا ، ولنعد قليلا الى الوراء ونستذكر ما كان يقدمه اللا نظام الصدامي لشريحة الجيش العراقي ، قطع أراضي بمراكز المدن وإلغاء أكثر المساحات الخضراء لتوزيعها على العسكريين ، عجلات حديثة ومن منشئ عالمي ، منح مالية وهدايا عينية لمن طبل وزمر لقائده الضرورة ، الآن سقط النظام وعرف السياسي الجديد أن عهد الانقلابات العسكرية قد أنحسر مع ذلك النظام الشمولي ، لذا فقد خسر العسكريون كثيرا من ميزاتهم ، بل أكثر من ذلك فقدوا الكثير من مفردات رواتبهم ، بحيث أصبح الراتب العسكري أقل من أقرانه الموظفون الحكوميون بكثير ، إذن هناك جهة ضاغطة تمسك بزمام الصحافة والأعلام العراقي فعلى الحكومة إرضاءها وكسبها لجانبها أو على الأقل تحييدها ، وهذا ما نهجه السياسي الجديد ، وهنا برزت الذيلية البعثية وكعادتها البغيضة فقدمت ولاء طاعتها ليس حبا بالحكومة الجديدة بقدر ما تريد أن تسجل من مكاسب أضافية لما تقدمه الحكومة لتلك الجهات ، فحصلت نقابة الصحفيين حصرا على منحة ( السيارة ) بطريقة الآجل ، وحصلت ما لم يحصله غيرها من توزيع لقطع أراضي بكافة المحافظات العراقية ، وبدءا شمل التوزيع لمن لا يملك قطعة أرض ، وقد أوعد دولة رئيس الوزراء نقيب الصحفيين بتوزيع قطع أراضي لمن حصل على هذه المنحة الجديدة وأن كان قد أستلم مكرمة القائد المخلوع ، وأستطاع نقيب الصحفيين من أن يحصل على مكرمة جديدة كمكارم الطاغية المقبور وهي تخفيض بطاقات السفر للصحفيين حصرا للنصف ، غير منحة الإبداع التي حصلت عليها كما حصل مع بقية منظمات المجتمع المدني الثقافية ، وأهم منجز حققته هذه النقابة هي تفعيل عضوية هذه النقابة ضمن مجتمعها العربي والعالمي ، كل ذلك قدمته هذه النقابة لقاء أجر زهيد وهي الرضوخ لما يحدث داخل الوطن وعدم نشر هذا الغسيل أمام أهله ، والكل يعرف موقف النقابة ممثلة برئيسها مع التظاهرات التي اتخذت من نصب الحرية منبرا لهموم ومعانات العراق ، هنيئا لنقابة الصحفيين العراقيين هذه الإنجازات مدفوعة الثمن ، وهنيئا للحكومة بهذه المنظمة الواسعة ، وقد غفل النقيب اللامي أنه كرسيه غير باق كما أن كرسي الكثير ممن عمل معهم من السياسيين غير باق أيضا .
 


 

free web counter