| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

السبت 9/2/ 2008



الحاضرون معنا دائما

حاكم كريم عطية

تمر هذه الأيام ذكرى عزيزة على كل قلوب الشيوعيين حيث يقلب الواحد منهم دفتر ذكرياته المنقوش بأسماء تتوارد في أذهاننا حين نتذكر الوطن والنضال ودروبه وتضحيات الأحبة والأعزة من شهدائنا نتذكر هذه الشموع التي بقيت وهاجة أبدا في سماء العراق ودروبه المظلمة واليوم حيث يمر العراق بظرف صعب تلفه الغيوم السوداء من كل جانب نتذكر هذه الأسماء كل من دفتر ذكرياته نقرأ هذه الأسماء على مسامع شعبنا ونروي قصص هؤلاء الأبطال الذين عتم على أسمائهم حيث ركبت الموجة السياسية من جهلتها ومن مقلي التضحية في ظروفها الصعبة لتتبؤ مناصب وترسم سياسة تمزيق العراق و أرى من الواجب علينا نحن الشيوعيين فتح دفاتر ذكرياتنا وتسطير قصص البطولة والتضحية في سبيل الشعب العراقي قصص البطولة عن أحفاده وعن أحفاد فهد وسلام عادل وعن ملاحمهم البطولية ضد الدكتاتورية وأذنابها ، أدعوكم أحبتي لفتح دفاتر الذكريات هذه وفاءا لمن رحلوا ولا زالوا يعيشون في ضمائرنا وفي ضمير ووجدان كل حملة الفكر الماركسي اللينيني وكل محبي الديمقراطية من مثقفين وعلماء وفنانين ونشطاء حقوق الأنسان ومنظمات المجتمع المدني وكل مناضل في ثنايا المجتمع العراقي ولنسمع شعبنا صوت شهدائنا الذين تنكرت لهم حكومات الطائفية وتقصدت محو أسمائهم حيث سطرت اسماء كل الشهداء ألا شهدائنا أدعوكم ثانية لفتح دفاتر الذكريات ولنسمع الشعب العراقي قصص البطولة والفداء من دفاتر الشيوعيين الذين أثبتوا أنهم من وضعوا العراق بين حدقات أعينهم ولم تثنيهم السجون والمعتقلات ولا المشانق لأعلاء أسم العراق والشيوعية دفاعا عن العراق الديمقراطي الذي تتمتع فيه كل الأقليات بحقوقها القومية والدينية والثقافية وشتان بين من جعل العراق ساحة للنهب تعبث فيه جيوش الفساد الأداري والمالي وينحر العراقي والعراقية على أسم وهوية حرية مسلوبة وطائفية تتغنى بها جيوش الساسة الجدد ولكن دروس التأريخ غنية وتأريخ العراق زاخر بقصص الدكتاتورية ومصيرها والكلمة الأخيرة ستكون للشعب العراقي ومناضليه آجلا أم عاجلا أذكروا الشهداء ولنجعلهم شموعا تخترق الظلام الذي يلف العراق وقد أرتأيت أن أكتب عن شهيدين واحد أستشهد على يد النظام الدكتاتوري والآخر أستشهد في كردستان في حركة الأنصار الشيوعيين الأبطال  .

شهيد في الذاكرة

الشهيد محمد شاكر عزيز

وأنا أقلب دفتر الذكريات كانت لي وقفة مع شهيد طالما تمنيت أن أراه بعد عودتي من مهمة الأنصار ودروبها ولكني مع الأسف وجدته في ثنايا قوائم الشهداء وردة مع ورود قوائم الشهداء التي أنتشرت في سوح النضال و حصدتها ماكنة الدكتاتورية لرعبها وخوفها من هذه الدماء الشابة التي كانت تقض مضاجع الدكتاتورية وعروشها نعم كنت أتمنى رؤيته في يوم من الأيام حيث قضينا معا كمجموعة ترتاد كازينو شط العرب في شارع الرشيد معقل أتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية أنه الشهيد محمد شاكر عزيز خريج معهد التكنولوجيا في بغدادرفيق عرفته من أيام مقاعد الدراسة في أعدادية النضال في بغاد محلة السنك حيث كان وجها طلابيا مرموقا تحدى ما يسمى آنذاك جلاوزة الأتحاد الوطني منظمة البعث الأمنية حيث كان مثالا للشاب الواعي الذي تقتدي به طلبة النضال وحيث أفتتح جلاوزة الأتحاد الوطني موسمهم وتأسيس أتحادهم بالأعتداء عليه كي يثنوا عزيمة الآخرين وليزرعوا الخوف في نفوسهم ألا أن فعلتهم الدنيئة لم تمر دون عقاب بعد ثلاثة أيام حيث لقن أحد الفاعلين درسا لن ينساه أعضاء هذه المنظمة حيث تركت جراحات وكدمات الشهيد أثار الغضب العارم في أعدادية النضال آنذاك وأستمرت علاقتي بالشهيد حيث كنا نرتاد كازينو شط العراب يوميا مكتبة الفقراء حيث كنا ندرس ونتبادل المعلومات ومساعدة الآخرين في مشاكلهم الدراسية مرورا على الوضع السياسي وتطوراته ومنها كنا ننطلق أيام الخميس لننتشر في زوايا أبو نؤاس حيث الأحاديث الشيقة والسهرات الجميلة التي لا تخلو من قصيدة أو كتاب أو أغنية سياسية في حدائق الكاردنيا في أبو نؤاس أتذكره يوم كانت التحضيرات التي قام بها الحزب عشية الأعلان عن قيام الجبهة الوطنية حين أتى بسيارة فوكس واكن معبئة بلافتات الحزب حيث جرى تعليقها في ساعات متأخرة ليلة الأعلان عن قيام الجبهة الوطنية حيث كان محور هذه العملية والتي أذهلت أجهزة النظام في صباح اليوم التالي حيث أمتلأت أعمدت شارع الرشيد من الباب الشرقي وحتى ساحة الميدان باللافتات التي تحمل شعارات الحزب وأهدافه للشعب العراقي لقد كان بحق الشخصية التي أثرت مجموعتنا بصلابته وحسه الثوري وسجاياه الأنسانية وعطفه على رفاقه وأصدقائه حيث لم يتوانى في يوم من الأيام عن تقديم المساعدة لمن يحتاجها ولا غرابة أن أصبحنا نرى بعضنا أكثر من رؤية أهلنا ومحبينا حيث أشغلتنا السياسة والحزب والأتحاد والشبيبة وليالي الخميس التي لن أنساها ما حيت حيث تنفتح القلوب وتعقد وشائج الصداقة الحقة والرفقة التي ضحى من أجلها الشهيد البطل وحيث أفتقدناه هو والشهيد مصطفى شنيشل حسن حيث أعدم هو الآخر وجاء ذكره في قائمة ال167 رفيق الذين أعدموا على يد النظام الدكتاتوري وحيث تبقى الحياة وحيث تبقى جذوة الفكر تستمر حياة الشهيد محمد شاكر عزيز بولده الوفي لطريق والده حيث قرأت له في أحدى المواقع ما سرني وأعاد لي ذكريات أبيه وسجاياه نعم لقد ترك الرفيق الشهيد محمد شاكر عزيز ولدا وزوجة وفية لذكراه العطرة لتستمر مسيرة الفكر والعطاء فنم قرير العين فلازلنا رفاق ومحبين وأصدقاء نتذكرك كلما أجتمعنا في ذكر الشهداء والوطن.
 

الشهيد الرفيق أبو ظفر في دفتر الذكريات

سبق وأن كتبت عن الشهيد أبو ظفر وعبوره مع مفرزة الطريق لكني بقيت ألوم نفسي علني لم أوفي حق الشهيد وسجاياه فقررت أن أكتب وفاءا لذكراه في يوم الشهيد عنه كمثل يحتاجه الحزب في نضاله اللاحق في الظروف الصعبة التي يمر فيها العراق تعرفت على الرفيق أبو ظفر في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حيث كنا في دورة عسكرية للتدريب على السلاح والقتال والفنون العسكرية وقد أعجبت بشخصية الدكتور أبو ظفر حيث جمع من المزايا قل وجودها مجتمعة في رفيق واحد حيث الحس الأنساني المرهف بالآخرين وكذلك الحس المهني كطبيب وسجية الضبط العسكري والتي أكسبته أحترام رفاقه حيث كان قدوة ومثالا يفتخر به الحزب والرفاق وكان حاضرا في كل نشاط سواء أكان أجتماعيا أو ثقافيا أو فنيا يمتلك روح المرح والتفائل بالغد والأيمان المطلق بقضية الحزب ونضال رفاقه وكان حاضرا في مساعدة الرفيقات في مجال المساعدة والنصيحة الطبية حيث تعرف الرفيقات مدى حرص أبو ظفر على أسرار المهنة الطبية والأنسانية وكان يمتلك ثقة مطلقة من كل الرفيقات والرفاق مما جعله بحق مثالا يحتاجه الحزب في مواقفه الصعبة والحرجة وصادف أن أديت معه دورة ثانية ألا أنها لم تكتمل وألتقينا مرة أخرى في مدينة القامشلي حيث كنا متوجهين صوب الوطن لتنفيذ قرار الحزب وأود أن أضيف لما ذكره الرفيق أبو حسن عنه ولا أعتقد مهما كتبنا أن نصل ألى حقيقة هذه الشخصية والمثال الرائع من الرفاق حيث أشغل نفسه والرفاق بالأعداد لعملية العبور وتهيئة قسم من الرفيقات وأدخالهن دورات تمريض وتدريبهن في عيادات الأطباء السوريين من رفاق الحزب الشيوعي السوري وقد أستفادت مجموعة من الرفيقات من خبرة أبو ظفر الطبية وبراعته في التدريب وزرع روح الثقة بين الرفيقات وهو من علمني زرق الأبر التي يتذكرها الكثير من الرفاق وخصوصا الأبر الحمر فيتامين ب. أكمل الرفيق طريقه ألى كردستان في رحلته الأولى والتي كتب عنها الكثير والتي أضافت ألى رصيد أبو ظفر الأنسان الشيوعي المؤمن بقضية شعبه ووطنه وألتقيته مرة ثانية بعد محاولة عبوره مرة ثانية مع مفرزة الطريق حيث كان لا يتوانى في تنفيذ أية مهمة تخدم عمل الحزب والرفاق وصادف أن تكدست كميات كبيرة من الأدوية في أحدى غرف البيت الكبير والتي كنا نستعملها كمخزن لهذه الأدوية وقد أخبرته بذلك فما كان من أبو ظفر ألا الطلب من الرفاق للأطلاع على هذه الأدوية لكي يتم فرز المفيد والصالح منها حيث تمكن من فرز الأدوية على مدى ثلاثة أيام بلياليها وكان كلما مر على دواء ما يقول لي لو كان هذا الدواء لدينا لما حدث كذا لهذا الرفيق أو ذاك في ذاكرة قل نظيرها ولم يتوقف عند ذلك الحد وأنما تخلى عن الكثير من حاجياته الشخصية وحل محلها الكثير من هذه الأدوية وكذلك حول الكثير من هذه الأدوية ألى حزم صغيرة وطلب من الرفاق أخذها لحاجة الرفاق الماسة لها ولم تخلو حياة أبو ظفر من روح النكتة والدعابة فكان يخفف من عناء الرفاق بروح النكتة والدعابة بطريقة ذكية تختار اللحظة الحرجة للتخيف عن تعب الرفاق وأنعاش روح الهمة فيهم في أحلك الظروف وأعتقد أن لرفاق مفرزة الطريق الكثير من الذكريات عن الرفيق أبو ظفر أملي أن تتقد ذاكرتهم ونسطر البعض منها من دفاتر ذكرياتنا ذكراك باقية أيها الرفيق العزيز عشت وفيا لرفاقك وقضية الحزب والوطن.

لندن في8/2/2008
 


 

Counters