| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الثلاثاء 8/4/ 2008



شهادة بترايوس وكروكر حول التطورات الأمنية والسياسية في العراق

حاكم كريم عطية

في الثامن من من هذا الشهر تقدم المسؤول العسكري بترايوس والسفير الأمريكي مختص السياسة الأمريكية وسفيرها في العرق بشهادتين حول التطورات الأمنية والسياسية في العراق أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي وقد بدأ المتحدث بأسم المجلس وقدم لهذه الشهادة حيث تطرق ألى قضايا عديدة ومن أهمها زيادة القدرة المالية للعراق مما يستدعي أن يقوم العراق بمسؤوليته بتحمل النفقات العسكرية بدلا من تحميل دافعي الضرائب الأمريكان هذا الأمر والذي يحمل الشعب الأمريكي الكثير من الأعباء الأقتصادية والتي بدأت تؤثر بشكل مباشر على حياة الشعب الأمريكي نتيجة المغامرة الأمريكية في العراق وحيث طالب المتحدث بضرورة التخلي عن الألتزامات المالية في ما يخص الأنفاق العسكري على القوات العراقية وكذلك الأنفاق في الكثير من الجوانب الأقتصادية وأكد المتحدث أن ضخامة الأنفاق لا يوازي ما تحقق من نتائج على الأرض من أنهاء لأوضاع العنف ونشاط القاعدة والتضحيات البشرية التي يقدمها الجيش الأمريكي وكذلك التطورات السياسية التي لا توازي حجم الخسائر العسكرية لا بل تخلفت في مراحل كثيرة لتتطور من صراع مع فلول القاعدة ألى صراع شيعي _شيعي تغذيه أيران صاحبة المصلحة في أن يستمر عدم الأستقرار في العراق وليتطور ألى صراع مسلح ينذر بالخطر الآن نتيجة الصراع الذي بدأ في البصرة بين القوات الحكومية وجيش المهدي والذي أمتد ألى مناطق أخرى مثل بغداد حيث ما تزال متاطق كثيرة من بغداد محاصرة من قبل القوات العراقية ولا زال الصراع المسلح مستمرا وقافلة الضحايا تكبر .
رغم أن بترايوس وكروكر لم يأتيا بشيء جديد في شهادتهما ألا أن الكثير من التطورات حدثت في العراق ولعل أخطرها الصدام المستمر بين القوات المسلحة العراقية المسنودة من القوات الأمريكية وبين قوات جيش المهدي والتي تطورت ألى مطالبة رئيس الوزراء العراقي بالطلب من الكتلة الصدرية بحل جيش المهدي كشرط لدخول هذه الكتلة الأنتخابات المحلية المقبلة وهو تطور وضع السياسة العراقية أمام ألتزامات جديدة تتطلب تطبيق القرارات بالتساوي على كل مظاهر العنف وحملت السلاح والجهات التي تهدد أمن البلاد وتعبث بمقدراته الأقتصادية ففي العراق يوجد حوالي أكثر من ثلاثين مليشيا ومجاميع مسلحة يمكن أن تهدد العملية السياسية وأمن العراقيين في أي لحظة وهو ما يتطلب المعالجة حتى لا يشعر الصدريين بأنهم هم المعنيين فقط بقرارات رئيس الوزراء ومن ورائه الجانب الأمريكي وحتى لا يصار ألى تصوير القرارت السياسية والعسكرية العراقية على أنها قرارات أمريكية تنفذ بأياد عراقية أن وضع التيار الصدري بزاوية الحلبة أمر خطير يهدد بخيار واحد أن يضطر هذا التيار تحت وطأة الضغط من جهات عديدة منها النظام الأيراني والعناصر المتطرفة في هذا التيار وكذلك مخترقي هذا التيار من فلول النظام السابق وقواته الأمنية أذ لم يتمكن هذا التيار من تنقية صفوفه من هؤلاء رغم قرار التجميد الذي أستمر لأكثر من ستة أشهر لازالت هذه العناصر التي في مصلحتها عدم أستقرار العراق تلعب دورا مهما في قرارات هذا التيار ولا زالت تراهن على لغة القوة والدعم الأيراني المستمر لأعاقة العملية السياسية في العراق والمؤشرات تشير ألى أن هناك فصائل عديدة داخل كتلة الأئتلاف العراقي الموحد تحاول التخلص من هذا التيار بتشجيع المالكي والقوات الأمريكية للتخلص من التيار الصدري بغية أستقرار العملية السياسية في العراق ورغم أن هذه الدعوات تمتلك شيئا من المصداقية ألا أن الهدف الأساسي هو أن يتبنى تيارا مقبولا للأمريكان وأيران أدارة العملية السياسية في العراق متمثلة بالمجلس الأسلامي الأعلى في العراق ألا أن كل المحللين السياسين يحذرون من هذا المنهج الذي يبدو للناظر أنه يجري خارج أطر العملية السياسية ودستورها وبرلمانها وكتلها السياسية وهي نتيجة تفرد الولايات المتحدة الأمريكية ببعض قوى العملية السياسية لتنفيذ مخططها في العراق متجاوزة العملية السياسية والمعنيين بها أن الموقف الأمريكي الذي ينم عن أرتباك الأدارة الأمريكية وتخبطها في أدارة عملية الصراع في العراق وتخبط العملية السياسية وعدم أستفادة الكتل السياسية من الدرس الطائفي وعدم جدواه في حل المعضل العراقي وها هي الذكرى الخامسة لسقوط الصنم والعراق يتعرض للمجازر واحدة تلو الأخرى والعملية السياسية الطائفية المنهج فشلت في حل المأزق العراقي بل زادته تعقيدا وفي نفس الوقت لازال الأمريكان يصرون على نفس المنهج في أدارة عملية الصراع في العراق أن الصراع الشيعي الشيعي خطر لا زال في بدايته ولكنه أذا ما تطور وأستفحل سيأتي على العراق بالدمار والمآسي وهو لا يقل خطورة عن منزلق الحرب الطائفية بل حرب طائفية في طائفة واحدة تدفعها مصالحها الذاتية مع الأسف وتخلي العملية السياسية من محتواها وتعود بها ألى المربع الأول كما يقولون أنه خطر داهم يجب الحذر منه وعلى الساسة العراقيين الحذر والكف عن اللعب بالنار الأمريكية الأيرانية.

لندن في 8/4/2008
 


 

Counters