| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الأحد 6/2/ 2011



الديمقراطية في العراق تحت الأختبار

حاكم كريم عطية 

منذ الأحتلال الأمريكي للعراق والأطاحة بنظام صدام حسين لم تجري عملية أحلال نظام سياسي ليملأ الفراغ السياسي في العراق بالمعنى الحقيقي لأسباب كثيرة ومعقدة مما جعل العراق يمر بفترات عصيبة وأستثنائية منها ما كان نتيجة المشروع السياسي الديني الطائفي ومنها ما يتعلق بأرجاع فلول البعث ومحاولة الدخول من ثغرات العملية السياسية وتبؤ مكانة جديدة وحتى تحت مسميات مختلفة مما ساعد على أستمرار الأوضاع الأستثنائية وغياب الأمان والسلام المنشود من العراقيين وقد قدم العراقيين وبشهادة المنظمات الدولية والمحلية ألى أعداد من الشهداء والضحايا كانت افدح ثمن يقدم للعملية السياسية الجارية في البلاد وخلال السنوات الماضية وبدل أن تعمل القوى المتصدرة للعملية السياسية في العراق على التخفيف من معاناة المواطن أصبحت هي الأخرى حملا ثقيلا عليه مما جعل من البديل السياسي عن النظام السابق بديلا غير مقنعا ولم يبرر وجوده وبقائه أذا ما أشرنا ألى ما قدمته الحكومات المتعاقبة للعراقيين الحكومات التي أتسمت بصفة واحدة هو رداءة الأداء وسعة الفساد وهكذا تحمل المواطن العراقي تبعات كل هذه التشكيلات الممثلة للحكومات المحلية ومجالسها فالفساد هو السمة العامة وفي ظل ذلك معاناة مركبة للطبقات الفقيرة والمسحوقة وكذلك الطبقات الوسطى وهو نسيج يمثل غالبية جمهرة العراقيين مما يدلل على أن التراكم الكمي للأوضاع المتردية لدى هذه الطبقات أصبح من مستلزمات التغير وأن الأنفجار قادم لا محالة وهناك من يقول أن ما يجري الآن من كنس للنظم الدكتاتورية في المنطقة العربية قد يلهم العراقيين لكنس هذه البدائل التي أثبتت عجزها وأستسلامها للمصالح على حساب معاناة العراقيين نعم قد يكون هذا من العوامل التي ستفجر الشارع العراقي ولكن ما يميز ما حدث في تونس وفي مصر هو غياب النخب السياسية وتخلفها عن قيادة الجاهير وما حدث هو أنفجار الجماهير نتيجة معاناتها ونتيجة سيطرة نظم لم تضع حلولا للمشاكل الأجتماعية والأقتصادية لهذه البلدان مما أوصل الجماهير ألى حالة التفجر والنزول ألى الشارع وهذا ما سيحصل في العراق فهل ستتعلم الدرس النخب السياسية في العراق ومن تجربة الشعبين التونسي والمصري وشرارات الشعب اليمني والجزائري هل ستقوم النخب السياسية بالتهيئة والتعبئة لتوجيه هذه الشرارات ومحاولة أستثمارها للضغط على القوى المتصدرة للعملية السياسية لوضع حد لمعاناة الجماهير العراقية أن ما يجري من تراكم في المجتمع العراقي أكبر بكثير من معاناة الشعب المصري ومن معاناة الشعب التونسي والشارع العراقي يغلي وهذا ما أكدته أنتفاضة الجماهير في البصرة وضد مجلسها المحلي في العام الماضي قبل أندلاع الأوضاع في تونس وفي مصر وكذلك خروج مظاهرات متكررة في ساحة الفردوس وفي شارع المتنبي لكنها لم تحمل في طياتها عناصر الأستمرار للتحول ألى أنتفاضة ضد الأوضاع السائدة في البلاد وهو وضع تتحمل النخب السياسية جزء كبير منه لذلك يتوجب على هذه النخب مراجعة سبل النزول ألى الشارع وتفهم الجماهير وأوضاعها والخطاب السياسي وكذلك شعارات المرحلة لخلق مشروع مطلبي حقيقي للتغير وها هي بوادر الغضب الجماهيري العراقي في بغداد والديوانية وغدا في البصرة وفي كردستان والديوانية وفي كل مدن العراق ثورة التغيير ثورة اليأس من المشروع السياسي الحالي لأنتشال العراقيين من أوضاعهم المزرية الظروف التي يئن تحتها العراقيين أكثر صعوبة من ظروف أقرانهم من الشعوب العربية والناس تعاني الأمرين لكن هذه المعاناة تحتاج لمن يتصدر الشارع ويقول كلمة ((كفى)) أن ما نطمح له من أعلام موجود في العراق والعالم العربي والدولي والكل ينتظر شرارة العراقيين فهي التي ستضع حدا لأستهتار الحكومات العراقية المتعاقبة بمصائر العراقيين بينما تنعم النخب التي اغتنت على حساب هذه الدماء الزكية يجب أن يتوقف هذا النزيف العراقي ونلجأ لعملية كنس ديمقراطية لكل من ركب موجة الديمقراطية ولكل من وضع مسطرة الديمقراطية ومتى ما خرجت عن مقايسه كشر عن أنيابه ولم يتوانى عن ضرب الجماهير التي أستعان بها لأعتلاء المناصب بالرصاص الحي والهراوات سنوات ونحن ندرب قوى لم تفلح في وضع حد للأرهاب ولكنها في يوم وليلة كانت اليد الضاربة لرمي الجماهير بالرصاص بل وقمع الناس بأساليب وحشية تذكرنا بالنظام الدكتاتوري لننزل ألى الشارع باساليب سلمية لنرفع أصواتنا للتغير ولن نخاف ممن يملكون التوصيف الجاهز الذي أطلقه أحد الوجوه السياسية الجديدة حين وصف المتظاهرين بالوصف التالي ((وجود جهات لا تأتي للتظاهر وانما تريد احداث شوشرة وزعزة الوضع الأمني ووضع الحكومة العراقية)) هذه هي مسطرة النظام الجديد وهذه هي توصيفاته لردود فعل الجماهير الغاضبة فلنمعن في الأستمرار لوضع حد لمعاناة الجماهير العراقية فالظروف مواتية للتغير .
 

لندن في 5/2/2011


 



 

 

free web counter