| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الجمعة 4/4/ 2008



فقراء العراقيين الخاسر الأكبر في الأزمات المسلحة

حاكم كريم عطية

يدور العراق في دوامة من الأزمات المسلحة لغة الديمقراطية ونتاج العملية السياسية التي تفتقر لأبسط مقومات فرض القانون وغياب ما يسمى بالدولة العراقية التي تحاول أثبات وجودها لأسباب كثيرة ومعقدة وحيث تتم معالجة المشاكل والأزمات بين المتصارعين بلغة واحدة تعكس أزمة البلاد السياسية وفشل الكتل السياسية في قيادة البلاد ووضع البرامج والخطط الكفيلة بأزالة أثار مآسي العراقيين خلال حقبة النظام السابق , وليستمر نزيف الدم من جراحات العراقيين من طعنات كتلة الأئتلاف والصراع المجنون بين مكونات هذه الكتلة لتستمر معانات العراقيين وفقرائهم في حقبة التقلب السياسي والتخبط والنزاعات المسلحة في ظل حكم الأسلام السياسي وحلفائه والمظاهر والنتائج التي آلت أليها الحياة والوضع القائم في العراق أن الفشل والدمار الذي تركته الحكومات المتعاقبة بعد الأحتلال الأمريكي وتشكيل أول حكومة عراقية وأنتهاءا بحكومة المالكي التي وصلت فيها معاناة العراقيين وأنعكاساتها على حياتهم مديات خطيرة وصعبة حيث يعاني الملايين من العراقيين صعوبة الحياة أمنيا وأقتصاديا وأجتماعيا و أصبح العراق بلدا يفتقر لأبسط وسائل العيش والراحة و حيث يقف الباحثين الأقتصاديين فيه في حيرة أمام أرقام عوائد هذا البلد من النفط رغم أنتاجه المحدود وحيث تغيب الحيرة عن المحنكين في علوم السياسة والأقتصاد والأجتماع عندما يرون حالة الصراع والتشرذم في السياسة العراقية حيث يغيب التصور الكامل لبناء سياسة فاعلة لأخراج البلد مما هو فيه والأمثلة في التأريخ البشري كثيرة لمن يريد الأستفادة من تجارب الشعوب أذ لا يمكن بناء الحضارة والتقدم والرفاه في المجتمعات في ظل غياب الخطط والبرامج لهذا البناء واليوم وبعد ستة أعوام من دخول الأمريكان محتلين محررين للعراق يعاني فقراء العراقيين من أبشع ظروف العوز والفاقة والحرمان من أبسط شروط الحياة ومتطلباتها في بلد تتحدث أرقام الخوف فيه وتتعدى طاقة البشر بالأستمرار والعيش وحيث لا يوجد من يسمع صوت العراقيين ومن يسمع صوتهم لكتل سياسية لم تتعلم من ماضيها المعارض غير لغة الأحتراب والتفكير بالمصالح الذاتية و من أحزاب دينية أبتعدت عن أبسط حقوق المؤمن في شرع الدين والتعاليم السماوية لتتحول ألى مافيات تنتعش في ظل الأزمات وتمتليء الجيوب والحسابات في دول الجوار كل ذلك زاد من أحزان فقراء العراق ومحروميهم وحتى هؤلاء المحرومين لقلة وعيهم يسيرون وراء سراب الكتل متعلقين بقشة الغريق دون جدوى فمن يدافع عن محرومي العراق وضحايا الترف السياسي والأمتيازات ومقاعد البرلمان العراقي وبيوت الدين وانتظار مرجعية حائرة هي الأخرى بين صمت واشهار للحقيقة المرة لمأساة العراقيين من فقرائهم لتطلع علينا الصحف وأروقة منظمات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الأنسان وناشطي الثقافة والسياسة ووووو لتعدد أرقام مذهلة و لترسم رسما بيانيا مخيفا لأوضاع العراقيين وفقرائهم من أيتام وأرامل ومطلقات ومعوقين ومرضى وجرحى وذوي الدخل المحدود من فقراء العراق الذين يعيشون على القوت اليومي في بلد أصبح عدد أيام العمل فيه أقل من عطله الدينية وخطط طوارئه ومصادماته المسلحة وأيام منع التجوال فيه كل ذلك محسوب في رواتب ومخصصات نوابنا الكرام وساستنا بل وربما تزداد مخصصات الخطورة لديهم !!!!! وهم الذين لم يكلفوا أنفسهم ولو لمرة واحد حساب ما يكلف العراقيين عبثهم السياسي وخططهم ومعاركهم في سبيل المصالح الخاصة ونضالهم في دحر الأرهاب كل ذلك والهم العراقي يتصاعد في الرسوم البيانية التي تعكس المآسي في حياة العراقيين ولا عجب أن تتصاعد الأرقام والبيانات والمآسي ومع ذلك ينبري علينا الساسة من العراقيين والأمريكان ليعلنوا لنا ويبشروا العراقيين بقرب أنفراج الوضع في العراق لا بل وفي كل مرة يطلع علينا فطحل السياسة الأمريكية ليبشرنا بخطوات حكومتنا الشجاعة والجريئة والناجحة في القضاء على الخصوم وأعداء العملية السياسية في العراق فهذا النبيه!!! ضاع في متاهة الأزمة العراقية وحربه التي يبحث لها عن ثوب ليغطي عورتها ويستر حربا أمريكية أخرى تركت بصماتها على مجتمع آخر المجتمع العراقي ولتضيف صفحة سوداء أخرى في تأريخ السياسة الأمريكية
أما فقراء العراقيين فهم وقود هذه الحرب ووقود طلائعها السياسية الفاعلة في العملية السياسية وتناحرها الطائفي والقومي والمافيوي في سبيل المصالح الخاصة وفي سبيل كتابة صفحة في تأريخ العراق السياسي أبتدأها الحواسم و سوف يكمل كتابتها فرسان الفساد الأداري والمالي ومليشياتهم وستستمر محرقةالفقراء ليكونوا وقود عملية سياسية لا تمتلك مقومات نجاحها لأنها ببساطة لا تمثل مصالح السواد الأعظم من شعبنا بل تمثل مصالح المتصارعين التي غالبا ما تنتهي ببضع مئات من ضحايا العراقيين ومصالحة وبوس اللحى ودعاء سالم شعبنا (وتيتي تيتي مثل ما رحتي أجيتي).

لندن في 2/4/2008

 


 

Counters