| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الأحد 4/11/ 2007



مواقف في مؤتمر دول الجوار من قضية الشعب الكردي

حاكم كريم عطية

عقد في تركيا مؤتمر دول الجوار بحضور ممثلين لدول مهمة وقسم منها عضو في مجلس الأمن وبحضور ممثلي الأمم المتحدة ممثلة برئيس المنظمة وكذلك برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بوزيرة خارجيتها كونداليسا رايس وعلى مدى يوميين تتبعت ما دار في هذا اللقاء وللأسف لم أجد من يطرح قضية شعب بكامله على طاولة البحث وأرتباطها العضوي بمواقف الأمة التركية الكبيرة وموقفها الشوفيني من القوميات الصغيرة في تركيا والتأريخ سجل الكثير من المواقف الشوفينية التركية من القوميات الأخرى في تركيا وفي المنطقة عموما وأنسحب هذا الموقف للأسف على كل الوفود بما فيها الوفد العراقي حيث حجمت قضية شعب بكامله الى قضية حزب قومي متطرف يدعى حزب العمال الكردستاني ولم تخلوا هذه المناسبة من طروحات قومية شوفينية كشرت عن أنيابها لتوصف الشعب الكردي بكل شرائحه ومكوناته بشتى التوصيفات وشريط الشوفينيين كان طويلا هذه المرة ولم يخلو حتى من الشوفينيين العرب والعراقيين من ضمن الوفد العراقي الذي زار تركيا قبيل زيارة المالكي ومشاركته في مؤتمر دول الجوار وكان لتصريحات العسكري مثالا صارخا على ذلك سيترك أضرارا بليغة على العلاقات في العملية السياسية العراقية بين القوميتين العربية والكردية وهي أن دلت على شيء أنما تدل على قصر النظر والحاجة لمثل هؤلاء الساسة الى دراسة التأريخ ومواقف الشعوب من قضية الشعب العراقي والشعب الكردي في المناطق التي يتوزع عليها في دول الجوار وأعود الى قضية الشعب الكردي في تركيا ولماذا يصر البعض في حصرها بحزب العمال الكردستاني ولماذا يتجنب الكثيرين طرح قضية هذا الشعب كمطلب عادل وموقف الدولة التركية وقواها السياسية منه على مدى عقود طويلة وللأسف أقول كانت هذه المواقف شوفينية على الأغلب حرمت هذا الشعب من أبسط حقوقه على كل من الرقع الجغرافية التي يقطنها في البلدان الأربع الرئيسية العراق وتركيا وسوريا أيران ولعل من البديهي أن تظهر على مدى هذه السنوات حركات متطرفة كرد على المواقف الشوفينية لهذه الدول فكان حزب العمال الكردستاني واحدا من هذه المنظمات أو الأحزاب الكردية التي أستطاعت أن تتغلغل في صفوف الشباب وتكسب الكثير منهم في ظل سيوف الشوفينية المسلطة على رقاب الأكراد في هذه الدول ولا غرابة أن نرى فروعا لهذا الحزب في كل من هذه الدول وحتى أحزاب محلية تشارك حزب العمال مواقفه وتدعمها سياسيا ةتنظيميا نعم لقد غابت عن طاولة البحث قضية شعب بكامله لأن النفس الشوفيني والمصالح هو النفس الحاضر في أروقة الأجتماع وحتى قبل هذا الأجتماع سارعت هذه الدول للقاء والتشاور لتوحيد المواقف الشوفينية وكان لزيارة الأسد وتصريحاته البعيدة كل البعد عن الحل البناء لهذه المشكلة بل دعم المواقف والحلول العسكرية القمعية لهذه المشكلة لأنها أمتداد لموقف النظام السوري من قضية الشعب الكردي في سوريا والتي تتشابه كثيرا مع الموقف التركي وتتطابق مصالحها مع الموقف التركي ولم يكن الموقف الأيراني يختلف كثيرا رغم تغليفه بالمسعى الدائم لأيران للمساعدة في التخفيف عن الحكومة العراقية في بغداد وعدم تشجيع تركيا للأقدام على تنفيذ الحل العسكري والتوغل داخل الحدود العراقية لملاحقة قوات حزب العمال الكردستاني ولم تبتعد أسباب الموقف الأيراني من مواقف الأتراك أو السوريين أو بعض أعضاء الوفود العراقية بتصريحاتهم حول القضية الكردية الملحة والتي قزمت لتصبح قضية حزب العمال الكردستاني ولتصبح مطاليب الملايين الكردية التي عاشت وتعيش منذ سنوات طويلة تحت قوانيين وتشريعات حرمتها من أبسط الحقوق في المواطنة وتقرير المصير وكان موقف الأمم المتحدة ضعيفا وهشا ومراقبا من بعيد وجاء ليزيد عذابات القومية الكردية حيث كان متطابقا لموقف دول الجوار من القضية الكردية والغريب هذا التوافق العجيب في مواقف منظمة الأمم المتحدة مع مواقف هذه الدول والتي كان المفترض في أقل تقدير أن تلتزم جانب الحياد هذا أذا لم تلتزم جانب حقوق الشعب الكردي ومطاليبه ومعاناته تحت الأنظمة التي يرزح تحت حكمها لسنوات طويلة وطرح مشروع كامل للحل يرسي دعائم طاولة المفاوضات مع الممثليين الحقيقيين للشعب الكردي ويبدو أن الأمم المتحدة لم تعد تستفيد من تجارب الشعوب السابقة ولا الحلول التي وضعت لحل الكثير من المعضلات في تأريخ المجتمع البشري ويبدوا أن خلل ميزان القوى الحالي والتي تنفرد فيه الرأسمالية والأمبريالية العالمية هو الذي يفرض الحلول والمواقف والقرارات وهي بينة في مواقف وقرارات الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة وقد غاب عن ممثل الأمم المتحدة جملة من القرارات التي تدين الدول الأربع التي يعيش في أراضيها شعب يسمى الشعب الكردي وسيستمر هذا الأنحياز لمعسكر الأمبريالية على حساب قضايا الشعوب وسيستمر نزيف الدم ما لم يصار ألى حلول تنصف الشعوب وقضاياها فلا الأنحياز لأسرائيل ولا تركيا ولا باكستان ولا قبرص التركية ولاولالالالالا سيحل هذه المشاكل الملتهبة والمستعصية في العالم وستكون المنبع الذي ينهل منه المتطرفيين من فلول القاعدة وحزب العمال والكثير الكثير من المتطرفيين لأنه ببساطة يؤدي ألى أنحياز البسطاء والمظلوميين عن غير وعي لهذه الجماعات منظمات وأحزاب والأمثلة واضحة للعيان فما آل أليه الوضع في العراق وفلسطين وكردستان وومناطق كثيرة في العالم كان نتيجة لهذا الأنحياز غير العادل والمجحف بحق الشعوب وقضاياها . مما سيؤدي أذا ما أستمر الحال الى خطر حقيقي يوهدد مصالح شعوب المنطقة ويزيد من معاناة الشعب الكردي ويعقد الوضع العراقي وسيقدم الشعب العراقي الكثير من الدماء أرضاءا لدول الجوار التي لم تأبه لسيل الدم العراقي عربيا أم كرديا بل وأنها ما زالت تكلف الشعب العراقي الكثير من الضحايا لأنها ببساطة لا تتلتزم بما تعلنه من مواقف أزاء ما يمر به شعبنا العراقي وهي كانت ولا تزال جزء كبير من المشكلة العراقية أما موقف الحكومة العراقية والقوى السياسية فقد كان ضعيفا في مواجهة التهديد التركي لسبب بسيط هو عدم وجود موقف موحد وتنسيق سياسي وحكومي مع الأقليم بل ذهب كل جانب يبحث عن مخرج على حساب قضية الشعب العراقي .

لندن في4/11/2007

 


 

Counters