| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الأربعاء 30/9/ 2009



معاناة كفاءات عراقية خسرها الوطن

حاكم كريم عطية

كفاءات عراقية توزعت على بلدان المنافي ودول اللجوء كانت تنتظر الفرصة لتعود لخدمة العراق وطنهم الذي تلقلى الطعنات من كل صوب حتى من المحسوبين على عراقيته كفاءات عراقية تتحمل العملية السياسية برمتها مسؤولية بعثرتها وخسارتها بالشكل المخيف الذي يعبر عن النظرة الدونية للأنسان العراقي ناهيك عن الجهل المطبق الذي يعتري ثنايا الدولة العراقية ويحتل مساحة واسعة من عقول القائمين عليها و على بناء مستقبل الشعب العراقي كفاءات دقت كل الأبواب وحاولت فتح العقول المتحجرة وبكل السبل حتى بلغت حد التوسل مشفوعا بحب العراق دقت كل الأبواب وعلى كل المستويات علها تسمع صدى لنداء لم يكل ولم يتعب على مدى السنوات الست من عمر التغير والديمقراطية والمنجزات التي تسطرها الصحف وبعض الفضائيات وسياسي العهد الجديد القديم بلغة حفظها حتى الرضيع العراقي وخبر نتائجها في الوقت الذي راح طبالوا ودلالي السياسة وأحزابها وكتلها يمارسون مسرحية بوس اللحى ولعبة التوافق والمحاصصة على حساب الأنسان العراقي وعلى حساب العراق الذي خسر أبنائه وبناته في ابشع عملية تطهير للمواطنة والمواطنيين أنه حب العراق الذي أذلهم في وطنهم وفي بلدان المنافي هذا الحب العجيب الذي يصل حد أعتصار القلوب ولهفتها مع كل كلمة شوق وحب وكل دمعة تجري في ذكريات العراق وأهله وناسه نعم هو حب العراق وما بعده من حب مات الكثيرين بحسرته وسيموت الكثيرين لسبب بسيط ألا وهو غياب الطرف الآخر في المعادلة وبقاء الحب من طرف واحد حب العراقيين لعراقهم ونكران الساسة والمعمميين لهذا الحب بل والعمل على حرمان العراقيين من أقدس المشاعر الأنسانية .

هذه المقدمة من قلب من القلوب موجوع لما آلت أليه الأوضاع في بلدنا وما زلنا نتطلع لمنقذ يرتقي لأوضاع العراقيين ويعمل على تضميد جراحهم وينصت ولو مرة واحدة لأستغاثاتهم وأريد هنا أن أوصل مشاعر كفاءة عراقية مكبوتة فمنذ عملية التغير المشوهة والتي أنتهت بسقوط النظام الدكتاتوري كان لي صديق تخرجنا سوية ولكن من قسمين مختلفين فهو من قسم الفيزياء وأنا من قسم الجيولوجي وبعد التخرج وما دار على العراق من أهوال أفترقنا ولم نلتقي ألا بعد عشرات السنين وكان لقاءا حميميا رغم أننا كنا نختلف فكريا وعرفت فيما بعد أنه أنهى الدراسة العليا وصار من الأساتذة في أحدى الجامعات المعروفة في بريطانيا والذي قدم في مجال الطب الفيزياوي الكثير من البحوث وأشرف على الكثير من طلبة الداراسات العليا وله خبرة كبيرة في مجال البحوث السرطانية وبناء مراكز تأهيل المعاقيين عاصرت حب ولهفة هذه الكفاءة منذ السقوط لتقديم ما يمكن لخدمة الوطن وأبنائه حيث مارس عملية دق الأبواب مع زملائه من الكفاءات العراقية حتى أنني كنت أحسده على صلابة موقفه ونكران ذاته وعددته مجنون بحب العراق للمجازفات التي أقدم عليها خلال أزمة حافة الحرب الطائفية في العراق وكاد أن يخسر حياته مرات ومرات هذه الكفاءة حاولت مرارا وتكرارا أن تعيد البسمة لشريحة واسعة من المعاقين العراقيين وعمل جاهدا أن يوفر مراكزا للتأهيل وصناعة الأطراف الصناعية ألا أن كل جهوده أنتهت ألى النهاية المعروفة لكل الطيبين من أبناء شعبنا نهاية الأصطدام بجدار الفساد الأداري والمالي ومحسوبيات المرجعيات الحزبية والطائقية وفي ثنايا مؤتمرات عودة الكفاءات العراقية وأنشطتها قبيل كل أنتخابات محلية أو برلمانية هذه الكفاءة وغيرها من الكفاءات العراقية حرم منها الشعب العراقي وقتل حب الوطن فيها من خلال حرمانها تقديم العون للشعب العراقي في وقت أحوج ما يكون لها واليوم حيث تتلقف بلدان اللجوء والدول العربية هذه الكفاءات الجاهزة والغزيرة بالعلم والمعرفة والخبرة أنتهى صاحبي ألى بلد عربي يطلب منه فتح مركز للبحوث السرطانية والأشراف عليه هذا البلد ظل يلاحق هذه الكفاءة لأكثر من عام وهي تدق أبواب الوطن وتتوسل وزاراته وعباقرتها كل تمنح الفرصة لخدمة أبناء شعبها وانا واثق من أن الالاف من أبناء شعبنا ومن كفاءاته تعمل حاليا وبنفس الروحية وما زالت تدق الأبواب فهل من مجيب قبل فوات الأوان علما بأن أكثر هذه الكفاءات مستقرة في بلدان اللجوء والمهاجر ولها من الموارد المادية ما يزيد عن حاجتها للعيش بكرامة وتقدير لكنها تفصح دائما على القبول بمرتبات لا تكاد تسد حاجتها من الأعباء المعيشية وتقبل بمرتبات أقل بكثير من مرتباتها الحالية يحدوها الأمل بتقديم يد العون للعراق في محنته وفي حل أزماته والتخفيف عن كاهل الشعب العراقي لقد طفح الكيل في الأصرار على أن يفهم الجهلة قيمة هذه الكفاءات وحان الوقت لتتحرك الأصوات الخيرة قبل فوات الأوان.

 



لندن في 30/9/ 2009


 

free web counter