| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الأربعاء 2/12/ 2009



لماذا لم نتقدم بشكوى لأنصاف شهدائنا وضحايا النظام الدكتاتوري ؟؟

حاكم كريم عطية

سقط النظام الدكتاتوري وتشكلت المحكمة الجنائية العراقية ، كان بداية تشكيلها بموجب القانون رقم واحد لسنة 2003 والمنشور في جريدة الوقائع العراقية رقم 3980 من قبل مجلس الحكم  .
و ظل العمل بقانون هذه المحكمة حتى صدور القانون رقم 10 لسنة 2005 والذي أقرته الجمعية الوطنية العراقية وتم حصر أختصاصها في النظر بجرائم الأبادة الجماعية والجرائم ضد الأنسانية وجرائم الحرب وأنتهاك القوانين وحقوق الأنسان للفترة المحصورة بين أنقلاب 17 تموز عام 1969 ولغاية 1/5/2003 .

ويعتبر هذا التشكيل من الخطوات المهمة في حياة شعبنا العراقي وفي العمل لأنصاف قوى شعبنا التي تعرضت لويلات النظام الدكتاتوري وفاشيته وأمعانه في أرتكاب أبشع الجرائم بحق شعبنا العراقي وقواه الوطنية بكل تلاوينها وخصوصا القوى التي تحدت النظام الدكتاتوري ونادت بأسقاطه وعملت على ذلك داخل الساحة العراقية وقدمت قوافل الشهداء من منتسبيها وقد شهدت معتقلات النظام وسجونه وأقبية تعذيبه على ذلك كما بينت بعض المحاكمات ووقائعها وقد بينت وقائع المحاكمات رغم أتجاهات النقد التي وجهت لها حيال تركيبتها وعلاقتها بالقوى المتنفذة في العملية السياسية العراقية ورغم التأكيد من هذه القوى ومن الساسة العراقيين بأستقلال القضاء كسمة مميزة للحقبة التأريخية التي تلت الأطاحة بصطدام حسين ونظامه الدموي وقد نظرت هذه المجكمة بقضايا عديدة ومهمة تخص قوى سياسية وشرائح من المجتمع العراقي في جرائم الأبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي ومحاربة وتصفية الأحزاب وغيرها الكثير الكثير من القضايا المهمة وقد شملت هذه القضايا مايلي:
1- قضية الدجيل
2- قضية الأنفال
3- قضية أعدام التجار العراقيين
4- قضية الكرد الفيلية
5- قضية تجفيف الأهوار
6- قضية قمع الأنتفاضة الشعبانية
7- قضية أغتيال طالب السهيل
8- قضية التطهير العرقي
9- قضية تدمير حي كاني عاشقان في مدينة حلبجة
10- جرائم تصفية الأحزاب

كان لقضية الدجيل بأعتبارها القضية الأولى لأعتبارات عديدة منها الصفة الدينية في مرجعية الضحايا لأحزاب دينية متنفذة وكون التهم الموجه للضحايا تنحصر في الأنتماء لحزب الدعوة وهكذا توال النظر في القضايا ولم يكن واضحا ترتيب النظر فيها والأسباب المؤثرة في ذلك ألا أن التحاصص كان له الأثر الكبير في ذلك وقد تبين فيما بعد خلال مجريات المحاكمات وكان لقضية الدجيل أهميتها كونها تمتلك عناصر التكامل من الشهود والأدلة القضائية وأرشيف النظام الذي أنقلب كأدلة في الأدانة لرموز النظام وكذلك الموقف الشجاع لأهالي الدجيل والشهادات التي قدمت في سير وقائع المحاكمة وهو ما آل ألى صدور حكم الأعدام بالطاغية ورموزه من المجرمين .

ثم تلا ذلك قضية النظر بما يسمى جريمة الأنفال كقضية جريمة أبادة جماعية ضد الشعب الكردي والقوى المدافعة عن هذا الشعب ممثلة بقوى البيشمركة والأنصار التابعة للأحزاب القومية الكردية والحزب الشيوعي العراقي وهذه أيضا كانت من القضايا المهمة في أدانة النظام الدكتاتوري وأستخدامه للسلاح الكيمياوي كسلاح للأبادة الجماعية وما جرى من ويلات خلال الحقبة التأريخية التي جرت خلالها عمليات الأنفال والفضائع والجرائم وعدد الشهداء والمهجرين والمعتقلين والمعذبين والمقابر الجماعية التي أكتشفت فيما بعد لأعداد كبيرة شملت الكثير من شرائح المجتمع العراقي والأقليات الدينية والقومية وبودي أن أشير للموقف الشجاع الذي وقفته أحدى الشاهدات وهي مشتكية في نفس الوقت في محاكمة الأنفال وهي الدكتورة كاترين ميخائيل تلك الوقفة الشجاعة بوجه الطاغية وزبانيته في تلك المحاكمة وفضحها لجرائم النظام وأستخدام السلاح الكيمياوي وكيف تعرضت مواقع الحزب الشيوعي العراقي لضربات السلاح الكيمياوي وكيف أستشهد العديد من الأنصار بهذا السلاح وكيف أستمر تأثير اٍستخدام هذا السلاح على الذين تعرضوا له في مسيرة حياتهم وأثارها النفسية التي ما زال يعاني منها الكثيرين حتى يومنا هذا.

نعم منذ تلك الوقفة البطولية وأنا أنتظر أن يتقدم التيار الديمقراطي وفي طليعته الحزب الشيوعي العراقي بقضية أعتبرها من أهم القضايا التي تجسد جرائم البعث المقبور ومهندس المقابر الجماعية فما هي الأسباب في هذا التأخير ؟ أن موجبات الأعلان عن هكذا قضية من شأنه أن يلقي الضوء على مسيرة المعارضة العراقية قبل سقوط النظام ودور الشيوعيين العراقيين والديمقراطيين فيها ويبين بفخر مسيرة الشيوعيين للأجيال التي يخيم على عقولها وبصرها الخطاب الديني وبرامج أحزاب عبد طريقها للحكم المحتل وأصبح لها شأن في السياسة العراقية بين ليلة وضحاها ولها مقاعد وتمويل لا تعرف مصادره وبات سوق هذه القوى ورصيدها عند دول الجوار يحسب له ألف حساب في التدخل في الشأن العراقي الداخلي فلماذا تأخرنا في طرح هذه القضية هل هناك عوائق فنية!!!! هل هناك خطر على العملية السياسية مثلا !!! أم أنها من الممكن أن تغيض بعض رموز العملية السياسية !!! لقد كان من الأجدر بنا طرح هذه القضية وفضح النظام الدكتاتوري وأنصاف التضحيات التي قدمها الحزب الشيوعي العراقي في مسيرته النضالية حتى يطلع الجيل الجديد من العراقيين ومن السياسين الجدد من أي معدن جبل الشيوعيين ولماذا الأصرار على بقاء أيديهم نظيفة رغم شظف العيش والمال السائب في الدولة العراقية لقد كان لزاما علينا التقدم بقضية تعتبر من أهم القضايا التي تبين للأجيال من أجل أية قضية صعد رفاقنا المشانق بجباه عالية ولماذا يوجد لنا قبور في كل زاوية توجد فيها مقبرة جماعية أو مجزرة بعثية فاشية أو ساحة قتال أو معركة بطولية وكم من قبورلنا ضائعات !!!!! لرفاق ورفيقات لم يعرف مصيرهم لحد الآن !!! أنه الدين في رقبة كل شيوعي و ديمقراطي العراق لقد تأخرنا كثيرا وأعتقد أن ذلك كان خطأ جسيما يجب العمل على تلافيه وأعتقد أن هذه القضايا لا تسقط بالتقادم !! ومن باب الوفاء لكل من ذكرت يجب أن نتقدم للعراقيين بقضية النضال الشيوعي وأن ننصف شهدائنا وضحايا النظام الدكتاتوري فهل من مجيب ؟؟؟؟؟

 


لندن في 2/12/2009


 

free web counter