| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الثلاثاء 29/7/ 2008

 

الدم العراقي على طبق من فضة مرة أخرى

حاكم كريم عطية

مرة أخرى يسيل الدم العراقي دم الفقراء والمحرومين دم الذين يبحثون عن الأمل والخلاص من أوضاعهم المزرية في أئمتهم ورموزهم الدينية مرة أخرى يسيل هذا الدم الطاهر على يد الزمر الأرهابية في العراق, وبأسلوب جديد أنتهجته القاعدة وفلولها من أذناب النظام السابق , ورغم كل الأجراءات والتدابير الأمنية تمكنت بعض النساء من أختراق بعض أماكن تجمع الزائرين وتفجير أنفسهن وسط هذه الجموع, ليسقط الكثير من الضحايا والجرحى فقد بلغ مجموع القتلى 29 والجرحى ما يقارب 109 وهذه الأرقام في تغير تبعا لحالة الجرحى وتطور أوضاعهم الصحية ولعل تكتيك القاعدة لا يبتعد كثيرا عن تخمينات القوى الأمنية وتدابيرها لحماية الزائرين ولكن هذه التدابير لم تكن كافية لسعة المساحة الجغرافية التي تتجمع فيها هذه الحشود من الزائرين وتنوع أساليب الأرهاب وأذنابه و ما يعاب على الحكومة العراقية والمرجعية الدينية هو عدم الأستفادة من دروس مجزرة جسر الأئمة والذي تجاوز فيه عدد القتلى الألف مواطن وما يقارب الأربعمائة من الجرحى فما الذي يدفع هاتين الجهتين على عدم نصح الناس وتوعيتهم شرعيا وأمنيا وذلك أما بتأجيل هذه الزيارة لحين تحسن الوضع الأمني أو الأقتصار على أقامة مراسيم في أماكن يسهل على قوات الأمن وضع خطة محكمة لحمايتها ولا أدري ما هو موقف المرجعية ولماذا لا تفتي لحماية أرواح الناس من جعلهم هدف مباشر للضربات الأرهابية وتقديم جيوش الشهداء قوافل أثر قوافل ثم لماذا تكون المرجعية هي مرجع طائفة معينة أذا لم تبادر لتحذير الناس والأفتاء بجواز تأجيل هذه الزيارة لوقت آخر حماية لأرواح المسلمين من غدر الكفرة والأرهابيين فلقد كان مبدأ التقية خير مثال على أنقاذ الكثيريين من أتباع الحوزة ومن رجال الدين في حقبة النظام الدكتاتوري فهل يجوز قتل الفقراء من محبي أئمتكم بهذه الطريقة تعريضهم للأرهاب وأدواته وأزهاق أرواح الأبرياء انتم مطالبين بتقديم أسباب مقنعة في جدوى أزهاق ارواح الناس بهذه الطريقة وأذا كان الأمر خارج أرادتكم وفي أيدي أحزاب الأسلام السياسي التي عجزت وفشل مشروعها الطائفي فشلا ذريعا في تحقيق أي شيء لهذا المواطن البريء وتستخدم هذه المناسبات لمحو هذا الفشل واستغلاله للدعاية والتحضير لأنتخابات مجالس المحافظات فأسمحو لي أن أقول أنها حملة أيمانية من نوع جديد وقودها دماء الأبرياء من العراقيات والعراقيين نساءا وأطفالا وشيبا وشبابا هذه المجاميع التي ما أنفكت لتستخدم وقودا للدعاية للمذهب وللحزب السياسي الديني فكل روح أزهقت تتحمل هذه الأحزاب مسؤوليتها القانونية والشرعية وذلك نتيجة الأصرار على تعريض الناس لقوى الأرهاب وأعداء الشعب العراقي أن الدم العراقي وأرواح الناس ليست مشاريع لتجاربكم فأن كان لديكم مشاريع لخدمة هذا البلد والطائفة فأعرضوها على الناس وكفوا عن الأصرار في أستخدام الرموز الدينية والمناسبات لغسل أخطائكم و تعريض الناس للقتل وأذا كان كذلك اتمنى عليكم أن تكونوا وسط هذه الجموع لتنالوا الشهادة أن كنتم صادقين فرموز الأسلام عبر التأريخ كانت في مقدمة هذه الحشود في نشر دعوتهم وكان لكل شهيد موقعه في سبيل القيم والتعاليم ولم تهدر دماء المسلمين لدعاية أنتخابية أو لمحو تجربة فشلت في تحقيق الشعبية المطلوبة لقوى الأسلام السياسي هذه الشعبية التي يدفع أبناء شعبنا ثمننا لها و لهذه الأخطاء التي أوصلت العراق ألى ما هو عليه الآن أنني أضعكم أمام مسؤوليتكم في الدين والشرع في أهدار هذه الدماء الزكية وسيحاسبكم التأريخ ووعي هذا الشعب بما تفعلون


لندن في 28/7/2008


 

free web counter