| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الأثنين 29/9/ 2008



ما أشبه اليوم بالبارحة خطر الشيعة وظلال أفغانستان

حاكم كريم عطية

هلت طلائع القرضاوي مرة ثانية لتقود حملة أيمانية أخرى ضد خطر داهم يهدد سلامة الأمة الأسلامية وتداعى الكثير من علماء المسلمين لمواجهة هذا الخطر وفي خدمتهم فضائيات مسموعة ومرئية تزاحمت لنقل هذا الحدث وما صاحبته من نشاطات لدعاة أسلاميين من شاكلة القرضاوي ومن علماء الأزهر الذين بحثوا في العمق التأريخي لمذهب الشيعة وشركهم بالله ومحاربة المذهب السني على مدى التأريخ منذ ظهور مذهب التشيع ودعاته .
ويبدو أن التأريخ وأحداثه تعيد نفسها في أمة يسودها مع الأسف الجهل والنسيان وتطبق عليها أنظمة تتوافق مصالحها مع مصالح من ليس لديهم أي شعور بالمسؤولية على هذه الأمة ويرون فيها وقودا لحرب بدأت في حرب الجهاد في أفغانستان هذه الحرب التي ما زالت تلقي بضلالها على المنطقة العربية ومسلميها وعلى العالم والأبرياء من ضحايا هذه الحرب والتي كرست الهيمنة الأمريكية صاحبة الفكرة المجنونة التي صدقها العرب ومتطرفي الأسلام حين دعتهم وبصدر مفتوح لمحاربة الشيوعية والأتحاد السوفيتي آنذاك وبعد أنتهاء مهمتهم صاروا ضيوفا عليها في غونتانامو وسجون الدول العربية التي يتمنى معتقليها السجون الأمريكية على التواجد والأعتقال فيها وكيف ابدعت دول الأسلام والعروبة في فنون التعذيب والتهذيب .
أن الحملة الجديدة هي نمط أمريكي واضح يسير في خدمته والتطبيل له نفس الرموز التي طبلت في ذلك الزمان ولكن بحلة جديدة وخطيرة وهو لعب في النار التي ستحرق المنطقة برمتها وتحت شعار جذاب للعقول المتخلفة والتي كانت وما تزال تنتظر الفرصة للهجوم والقصاص من المذهب الشيعي ودعاته وتستهين بمئات الملايين من دعاة هذا المذهب والذي يشكل الغالبية العظمى منهم من الأبرياء والذين تقودهم في نفس الوقت أحزاب تشكل ظاهرة جديدة تظاهي ظاهرة بن لادن والظواهري أستطاعت أن تؤسس ما يسمى بأحزاب الأسلام السياسي
والتي تستخدم التشيع لأغراض سياسية بعيدة عن مذهب التشيع وفحواه وتقف أيران موقفا مشجعا وداعما لهذه المجاميع والأحزاب وهي ظاهرة جديدة نسبيا في تأريخ السياسة في المنطقة العربية ومنطقة الخليج وقد لعب الصراع الأيراني ألأمريكي دورا كبيرا في دعم هذه الأحزاب وتوجهاتها سواء أكانت شيعية أم سنية ومن طرفي النزاع الأكبر أيران وامريكا ولعل ذلك يعيد ألى الأذهان كامل التجربة الأفغانية والتي أثبتت الأحداث ومجريات الصراع على أنها صراع مصالح وصراع المعسكر الرأسمالي مع ما كان يسمى آنذاك بالمعسكر الأشتراكي والذي عمدت أمريكا فيه ألى زرع مجاميع تدعوا للجهاد ومحاربة الشيوعية واليوم تلاحقهم في كل مكان بحجة محاربة الأرهاب الذي تولد من علاقة رفاقية حميمة بالأمس . أن ما أقدم عليه القرضاوي ومن معه هو لعب في النار ستحرق اليابس والأخضر في المنطقة العربية ومنطقة الخليج وهو قد يجر الشعوب العربية والعالم بأسره ألى متاهات لا تحمد عقباها في ظل توتر دولي حاد بين روسيا وأمريكا بخصوص نشر الصواريخ النووية وفي ظل بؤر كثيرة متوترة تدفعها تخندقات المصالح الدولية الكبرى وفي ظل أزمة أقتصادية خانقة يعاني منها العالم اليوم جراء السياسة الأمريكية في المنطقة والعالم والتي باتت تشكل تهديدا حقيقيا قد يذهب ضحيته مئات الالاف من الضحايا الأبرياء كما كلفت حرب تنظيف أفغانستان من الشيوعية واليوم حيث تقود أمريكا وحلفائها نفس اللعبة وتقدم قرابين الضحايا من شعوب المنطقة وأبريائها تتشابه الخطوات والمضامين التي أعتمدت في أفغانستان وتحت شعار جذاب وخطير وبقيادة دينية لها مصالح في هذا الصراع شعار الخطر الشيعي القادم من أيران وبين معسكرين كل منهم لا يكترث لا بالدين الأسلامي ولا بالتشيع ولا بأهل السنة وها نحن أمة ترى التأريخ يعيد نفسه بنفس الأدوات مستفيدا من تسلط الجهل والتخلف على أمة لا تعرف أين تكمن مصالحها ولا تعرف كيف ترمي الرموز الأمريكية في زبالة التأريخ ألى الأبد أننا ببساطة نعيد التجربة الأمريكية الأفغانية .


لندن في 29/9/2008

 

free web counter