| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

                                                                                       الأثنين 26/11/ 2012



ملامح المجتمع العراقي والدولة العراقية

حاكم كريم عطية 

تقرير منظمة اليونيسف حول أطفال العالم ومنهم أطفال العراق فيه الكثير للتوقف والتحليل والتأمل بعد 10 سنوات من أنهيار النظام الدكتاتوري وقيام العملية السياسية التي أرساها دستور ما يزال الخلاف على أصلاحه جاري وواجهة ديمقراطية تخفي تحت جناحيها ممارسات الخزين الطائفي والأحتراب الشوفيني وتغذيه عناصر النظام السابق والمتضررين من عملية التغير في العراق والرجعية وطبقة الكومبرادور التي ترعرعت مع دخول الأحتلال الأمريكي للدولة العراقية من يمعن في تقرير اليونيسف يمكن أن يخرج بنتائج عديدة منها أن الدولة العراقية وعمليتها السياسية لا تسير كما رسم لها الدستوروبرنامج بريمر المرسوم لعراق الديمقراطية ولذلك كانت نتائجه قد عكسها تقرير اليونسف بشكل واضح ويمكن أن نبني على هذه النتائج والأحصاءات الكثير ومنها أولا أن مستقبل المجتمع العراقي والدولة العراقية ليس صحيحا ولا يمكن أن يبنى على أساس مريض أذا ما أفترضنا أن المجتمعات الحضارية تقيس تطور مجتمعاتها على أساس رعاية الأطفال وتربيتهم بشكل صحيح ليكونوا لبنات المستقبل والعكس من ذلك سيبنى مجتمع الجريمة والأنحراف وموت المشاعر الوطنية وترعرع مفاهيم الطائفة والقومية والولاء المطلق لها أننا وبصراحة نصر على أن نبني مجتمعا مريضا هذا أضافة للموروث الذي ورثته العملية السياسية من النظام المقبور والتي بناها على مدى أربعين عاما وفيها ورثنا جيلا لم يعرف من التربية غير الولاء للدكتاتور وسلطته وبغير هذا الولاء لا وجود لراتب شهري ولوظيفة أي أن مبدأ محاربة الناس وتدجينها من خلال لقمة العيش ورثنا جيلا أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه مشوه ولا يمتلك مقومات الثقافة والولاء للوطن وفي مجتمع فيه أنهارت منظومة الأخلاق والقيم ويحتاج ألى برنامج مكثف تتظافر فيه الجهود لعلاجه هذا أذا أستجاب للعلاج وأذا ما خلت العملية السياسية في العراق من أحزاب وقوى تجد ىمصلحتها في هكذا جيل موروث وهذا ما حدث فعلا فتجليات التربية البعثية موجودة ولكن تحت غطاء جديد وتحت أسماء مختلفة لاسيما وأن الأسلام وأحزابه أختارت أقصر الطرق للوصول ألى السلطة حتى وأن كانت الأساليب بعثية .

بعد 10 سنوات من عمر العملية السياسية في العراق هكذا يوصف العراق في المحافل الدولية ومنظمات الأمم المتحدة ورغم أن الحكومة والوزارات تنفي ما ورد في هذه التقارير ألا أنها لا تطرح التقارير والدراسات البديلة لأثبات عدم صواب التقارير الدولية عن العراق وتكتفي هذه الجهات بالتنديد فقط دون الأخذ بالأعتبار تشكيل لجان لدراسة هذه التقارير والتحقق منها على الأرض وأقناع الشعب العراقي واحزابه السياسية التي تعتمد هذه التقارير لتقييم أداء الحكومة ومؤسسات الدولة العراقية أنها مؤشرات خطيرة والأستمرار في تجاهلها سيكون له عواقبه الوخيمة على المجتمع العراقي أضافة ألى أنه مؤشر على نجاح القوى المعادية لتحقيق عدم أستقرار المجتمع العراقي وتمتع الفرد العراقي بحقوقه وواجباته وتعرض العراق لمخاطر كبيرة منها الآن خطر الأنقسام وتكوين دويلات صغيرة تستمر في حالة الصراع والتشظي .

اليوم يتعرض العراق لأكبر أزمة سياسية من الممكن أن تطيح بكل العملية السياسية وتعرض الشعب العراقي بكل أطيافه وقومياته وتجلياتها ظاهرة في حالة الصراع المتصاعد بين أقليم كردستان والحكومة المركزية ومن خلال نظرة بسيطة يمكن للمتتبع للوضع العراقي أن يشخص العناصر والقوى السياسية التي تغذي عملية الصراع هذه انه مخطط خطير لطالما أتبعته القوى الرجعية والقومية الشوفينية من كل القوميات في العراق وعلى رأسها بقايا النظام السابق لوضع أساس الفرقة بين قوميات الشعب العراقي وللأسف المؤشرات تشير ألى التصعيد من كل الأطراف وهو ما يغذي مشاريع الشوفينية في العراق والتي نجحت فيما مضى في الكثير من مخططاتها فهل تعي القوى السياسية خطورة ذلك أرجو ذلك وأملي أن يطلع الجميع على الصورة المرفقة وهي بمثابة تقرير موجز عن أطفال العراق بعربه وأكراده وتركمانه وكل أطيافه وأقلياته الأخرى وما ينتظر العراق من نتائج مستقبلية مجتمع مخيف يطيح بكل المشاريع السياسية والأقتصادية المستقبلية ولن يصل أي جزء من العراق لغاياته في ظل الوضع الحالي فالصراع لن يؤدي ألى البناء ومعالجة المجتمع العراقي من أمراضه ومن ثم مشاكله السياسية الأقتصادية فهل من وقفة ولو متاخرة أتمنى ذلك.


* الصورة مأخوذة من تقرير اليونسف العالمي

 

لندن في 25/11/2011


 

free web counter