| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الثلاثاء 25/3/ 2008



أذار والأنصار

حاكم كريم عطية

لمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
تمر هذه الأيام الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي وهي ذكرى عزيزة على قلوب كل الشيوعيين والتقدميين في بلادنا وهي ذكرى تتجدد كلما تجدد نضال الحزب ومناضليه في سبيل تحقيق أهدافه المنشودة في وطن حر وشعب سعيد هذا الشعار الذي أثبتت الأيام أننا والشعب العراقي أحوج ما نكون له في ظل التدهور الذي يعاني منه العراق على كل الأصعدة وحيث تشتد معاناة الطبقات الفقيرة في بلادنا نتيجة سؤ الأوضاع المادية والمعيشية والأمنية و تردي مستوى الخدمات وأنعكاسها السلبي على حياة المواطنين الفقراء منهم خصوصا تمر الذكرى هذه السنة والحزب أحوج ما يكون لصيانة وحدته وقراراته الصائبة أزاء العملية السياسية ومنعطفاتها ووجوب مراجعة هذه السياسة وتصويبها بأستمرار بما يتماشى مع التوجهات والأهداف التي رسمها المؤتمر الثامن للحزب وفي ظل النداءات التي تنطلق هذه الأيام والتي تدعوا لوحدة اليسار وجبهة القوى الديمقراطية لخوض الأنتخابات المقبلة ورص صفوف القوى الديمقراطية في بلادنا في ظل هذه الدعوات أصبح من الواجب جمع شمل رفاق الحزب أولا وأعادة النظر بموضوعية وحرص شديدين في ظاهرة أبتعاد الكثير من رفاق الحزب بعد أنهيار الحركة المسلحة في كردستان وخروج أعداد كبيرة منهم وألتحاقهم بمنظمات الخارج والتي للأسف لم تستطع أحتواء هذه الأعداد وأحتواء معاناتهم بل زادتهم أبتعادا عن الحزب وهم من خيرة كوادر ورفاق الحزب ولابد للحزب أن يكون هو المبادر لدعوة هؤلاء الرفاق والوقوف على الأسباب التي جعلتهم يقفون على مسافة من الحزب وهم الذين لا زالوا يخوضون النضال كأي رفيق داخل صفوف الحزب دفاعا عنه وعن مبادئه وحافظوا على أنفسهم ولم يدعوا أحدا منهم لخلق تنظيم آخر لأحتوائهم كما فعل الكثيرين وغالبية هؤلاء هم من الأنصار وأعتقد أن هذه الخطوة تكتسب أهمية بالغة في الظروف الحالية وتتطلب شجاعة وحرص كبيرين على رفاق الحزب ومؤازريه وهو نداء يتجدد من الكثيرين وخصوصا في ذكرى أذار وأعياده وعيد تأسيس الحزب وعلاقة الأنصار بهذا الشهر ومناسباته العديدة وفي هذه المناسبة يمكن أن أتذكر البعض من أحتفالات الأنصار بذكرى تأسيس الحزب أيام كان الأنصار العمود الفقري للحزب وحيث عملت جموع الأنصار على حماية الحزب من كل المخاطر التي تحيط به آنذاك .


الأحتفال في البيت الكبير في القامشلي

مجموعة من الرفاق الأنصار في أحتفالية عيد الحزب عام 1985 وهم نخبة بطلة أستشهد منهم الكثير في سوح النضال ولا زال الكثير منهم على طريق الحزب ونضالاته

كان للأنصار أعياد كثيرة ألا أن عيد تأسيس الحزب كان من أهم الأعياد لديهم وكان الأحتفال فيه كمن يجدد العهد مع نفسه ومع رفاقه لمواصلة الطريق والأيفاء بديون الوطن والشهادة والأهداف التي آمن بها الشيوعيين لخدمة شعبهم ووطنهم فكانت العمليات المسلحة ضد أذناب السلطة الدكتاتورية وأجهزتها القمعية تتزامن مع هذه الذكرى والكثير من الفعاليات الأدبية والفنية والرياضية وكذلك لقاء الرفاق بعد أن تباعدوا بفعل المهمات المكلفين بها في مختلف مقرات وقواعد ومفارز الحزب الأنصارية واحدة من المحطات الأنصارية كانت منظمة القامشلي والتي كان يتجمع الرفاق فيها للتوجه ألى كردستان للألتحاق بقواعد الأنصاروحيث كان لمفرزة الطريق مكانة خاصة لدى الرفاق في القامشلي حيث يضيف تواجدها نكهة خاصة على أحتفالات الحزب. كان للرفاق ذكرياتهم في هذه المحطة للأحتفال بأعياد تأسيس الحزب سواء على مستوى التجمعات في البيوت أو على مستوى أحتفالات جماهيرية كبرى في منطقة القامشلي ففي واحد من هذه الأحتفالات حضرت فرقة الطريق الى منطقة القامشلي حيث كان يتجمع الكثير من الرفاق آنذاك ويتذكر أهل القامشلي ورفاق الحزب الشيوعي السوري الحفل المهيب الذي أقيم في أحدى صالات دور السينما هناك كان أحتفالا جماهيريا كبيرا أبدعت فيه فرقة الطريق وغصت القاعة بالحضور ووقف الكثير على أرصفة الشوارع المحيطة بمكان الأحتفال مما زاد في حجم الدعم والمساندة لحزبنا في تلك المناطق ومما زاد من أصرار الرفاق المتواجدين و زادهم حماسا للتوجه للوطن وخدمة قضية الحزب وتوجهاته آنذاك وكان لفرقة الطريق وزيارتها وأقامة الحفلات الصغيرة في تجمعات الأنصار في بيوت القامشلي الأثر الكبير على معنويات رفاقنا عبرت عن لحمة هذا الحزب بكل قطاعاته ومستويات رفاقه ومهماتهم. وتمر الأعوام في منطقة القامشلي وكان كل عام له طعم وذوق في الأحتفال وكان عدد وحجم تواجد الأنصار يلعب دورا كبيرا في أحتفالات أذار في هذه المنطقة والتي حفظها الجيران وشبيبة ومؤازري الحزب لجمالها وتعبيرها الصادق عن نضال وتضحيات الشيوعيين من الأنصار ولعل أحتفال الأنصار بعيد الحزب عام 1985 كان له طعم مميز بعد أحداث بشتاشان ووقعها وأثارها النفسية على جموع الأنصار لفقد الكثير من المناضلين على يد الغدر والخيانة فكان هذا الأصرار العجيب من فصائل الأنصار على مواصلة الكفاح والنضال في سبيل قضية الشعب العراقي وقضية الشعب الكردي ودور حزبنا في نضال هذا الشعب وحركته التحررية حيث أمتزجت دماء الكرد والعرب والأقليات الأخرى على سوح كردستان وسجون القمع والأضطهاد الدكتاتورية وأذنابها من الجحوش والقوات الخاصة
أعداء قضية الشعب العراقي وقواه الوطنية كان أحتفال عام 1985 من الأحتفالات المميزة في القامشلي وفي ما يعرف بالبيت الكبير حيث تجمع الرفاق من كل القوميات والأديان والطوائف للأحتفال بعيد الحزب حيث توزعت باقات الورد ولافتات الحزب ثبتت على الجمدانيات والبشاتين المطرزة بشعاراته والأغاني الوطنية العربية والكردية ورقص الجميع على أنغام الهيوة عمي يابو جاكوج وحيث أفترشنى الأرض كما ترون في الصور على بطانياتنا العسكرية وجعلنا من صناديق العتاد مسرح حفلنا هذا وحيث أفترش فقراء القامشلي الشوارع المحيطة بهذا الدار الذي يحي عيد الشيوعيين رغم جراحهم وتضحياتهم, لقد كان بحق حفلا مهيبا وردا شجاعا مفعما بأيمان وقضية الحزب رغم المعاناة الكبيرة لرفاق الحزب وحركة أنصاره المسلحة عاشت الذكرى الرابعة والسبعون لميلاد حزبنا المجيد المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.


لندن في 24/3/2008

 


 

Counters