| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

 

 

 

 

الثلاثاء24/4/ 2007

 

 

التخلي عن الجدران الطائفية ومد جسور المحبة بين العراقيين

حاكم كريم عطية

لا زال العالم يندد بدولة اسرائيل نتيجة اقدامها على بناء الجدار العازل بين الفلسطينين ودولة اسرائيل بحجج امنية واهية ضاربة عرض الحائط النداءات التي يطلقها المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الأنسان والمجتمع الدولي يعرف ايضا من يدعم اسرائيل في مشروعها هذا واولهم الولايات المتحدة الأمريكية ويبدو ان اسرائيل تلهم امريكا وتقدم لها النصح في المجالات الأمنية لاسيما وأن اسرائيل تملك من الخبرة الكثير حتى وصل بها الحال الى تقطيع اوصال الشعب الفلسطيني وبعثرته على مساحات ارضية يصعب الوصل بينها بخطوط بيانية حسب علم الخرائط والجيولوجيا وبالتالي يصعب التواصل البشري بين الفلسطينين ألامن خلال البوابات والمعابر التي تتحكم فيها أسرائيل بغية السيطرة على هذا الشعب المنكوب منذ عقود طويلة . ويبدو ان أسرائيل ومخابراتها بدأت تنقل خبرتها الطويلة في هذا المجال لقوات الأحتلال الأمريكي حيث تم البدء بأنشاء حائط عازل بين منطقة الأعظمية وبقية المناطق المحيطة بها بحجة أن الأعظمية تتعرض الى هجمات المليشيات الطائفية والغريب في الأمر أن قوات الأحتلال قامت بتوزيع استمارات لمواطني الأعظمية حول انشاء هذا الجدار وتطلب موافقة الأهالي حول اقامة هذا الجدار العازل بأسلوب ديمقراطي وأنساني الى ابعد الحدود وجرى تغطية هذا الأجراء اعلاميا وتناقلته وكالات الأعلام والقنوات الفضائية الى ان المحتل لم يذكر الحقيقة كعادته حيث ان الجدار كان قيد التنفيذ ولم يتبقى منه ألا الجزء الأخير وأجراءات طبع هويات لأهالي منطقة الأعظمية والمعبر الأسرائيلي عفوا الأمريكي العراقي المشترك الذي سوف يستخدمه اهالي الأعظمية وأوقات فتح هذا المعبر وأغلاقه على الطريقة الأسرائيلية تماما .أن المتتبع لهذا الحدث يمكن ان يقف في حيرة من امر الحكومة العراقية وموقفها من اتخاذ مثل هذه القرارات بأقامة جدارن عازلة بين مناطق بغداد من قبل المحتل في بلادنا ويبدو مما يجري ان دور الجانب العراقي هو تنفيذي فقط ولا زال القرار بيد قوات الأحتلال ولعل ما يحز في النفس ان يعلن رئيس الوزراء العراقي من مصر بأنه امر بأيقاف بناء هذا الجدار وسؤالي لفخامة رئيس الوزراء هل فعلا لم يكن لديك علم بأقدام الأمريكان على بناء مثل هذا الجدار حول منطقة الأعظمية وكيف تفسر ظهور احد قادة الجيش وأحد المسؤولين عن تنفيذ الخطة الأمنية بعد ساعة من تصريحكم ليبشر الشعب العراقي بأن الخطة الأمنية ماضية قدما في بناء هذا الجدار فأن كنت تعلم يا فخامة رئيس الوزراء فتلك مصيبة وأن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم.ها هي اسرائيل ما زالت تتفاخر بجدرانها الكونكريتية ولكنها لم تستطع منع الفلسطينين ونضالهم في سبيل حقوقهم المشروعة رغم المصاعب والمحن ولنا في ذلك عبر ودروس فشعبنا لا يستحق هذه المهانة يا سيادة رئيس الوزراء الشعب العراقي يحتاج الى مد جسور المحبة والمودة وروح التسامح شعبنا يحتاج الى صباحات خالية من جثث الأبرياء ملقات على طرق بغداد وحواريها شعبنا يحتاج الى برنامج وطني يخلصه من داء الطائفية ومن يقف ورائها شعبنا يحتاج الى تفعيل دور منظمات المجتمع المدني وافساح المجال أمامها لتقول كلمتها فيما يجري الشعب العراقي يريد من يستمع الى مفكريه وأصحاب الماضي النضالي الذين يضعون العراق فوق السماوات وفوق كل الأعتبارات شعبنا يحتاج للخلاص من شرهي المال الحرام من عصابات الدم ووحوش ومافيات الفساد بكل انواعه وما اكثرها في بلادي التي تنزف دما اهذا العراق الذي كنا نحلم به بعد الأطاحة بالنظام القبور لقد قتلتم هذه الفرحة التي انتظرها شرفاء العراق وكانت حلمهم في ذرى جبال كردستان وسهول العراق واهواره وفي كل بقعة شغلها مناضل وجعلها مخبئه السري في مقارعة النظام الدكتاتوري والآن صار المناضلين موزعين في بلدان المنافي وخبرات تراكمت كانت على أستعداد أن تبني عراق وعراق وعراق ولكن بئس الزمان ان يظل هذا الشامخ ينزف دما وتتناثر اشلائه كل يوم في شوارع بغداد وحواريها اهذا العراق الذي رسمتموه ايام المعارضة العراقية ومؤتمراتها العراق يحتاج الى برنامج وطني ينفذ بأيدي وخبرات عراقية وطنية بعيدة كل البعد عن التدخلات الأمريكية ومتى ما شعر الشعب العراقي بذلك عندها سأقول نحن سائرون على الطريق الصحيح.

لندن في 23/4/2007