| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

 

 

 

 

الخميس 24/5/ 2007

 


 

بركان الأزمة العراقية


حاكم كريم عطية

ماذا انجزت الحكومة بعد عام على توليها قيادة الدولة العراقية بقيادة السيد المالكي أحقا ما صرح به السيد المالكي كان ملموسا في حياة العراقيين وماذا حل بالعراق بعد ولاية حكومة ثانية تعتبر عراقية من حيث التركيب مشوهة في تركيبتها الطائفية وممزقة نتيجة لولائات وزرائها مسلوبة القرار في أحيان كثيرة كونها تعيش في ظل أحتلال كان له الآثر الكبير على مصداقية القرار والتطبيق في أحيان كثيرة وفي ظل غياب البرنامج الوطني اللذي فاقم وضع الحكومة وجعل وزاراتها أسيرة رغبات الكتل السياسية مما جعل المواطن العراقي الذي عصفت به الأزمات وحولت حياته الى جحيم كان ثمنه غاليا من فقراء العراق وخيرت ابنائه وبناته جثث موزعة يوميا على مدن العراق تنتظر أن يظهر مسؤول ليتحمل مسؤوليةالقتل المجاني والتهجير القصري وطوابير العراقيين على ابواب المنافي هربا من جحيم أسمه العراق وهذا ما جعل العراقيين يفقدون الثقة بالعملية السياسة برمتها وجعل مهمة القوى السياسية العراقية معقدة للغاية ومما احزنني أن يطل المالكي ليعدد منجزات حكومته ويتناسى أن يصارح الشعب العراقي وقواه الوطنية التي همشت بما يدور حقا في عراقنا الجريح ولماذا يتعرض مثلا مسيحي العراق وصابئته ويزيديته وكل الأديان من غير المسلمين ألى هذاه الهجمة الوحشية قتلا وتشريدا ما لم يتحولوا الى الأسلام في ظل بلد يدعي أن لديه دستور تناسى حقوق الأنسان بالكامل ووضع حريته في أقبية المليشيات المسلحة من كل الأنواع وجعل من القاعدة وأذنابها يطبقون شريعة دولتهم الأسلامية على كل العراقيين من غير المسلمين وتحديدا في العاصمة بغداد التي تغص بجيوش المحتل وحرسنا الوطني وفرسان الداخلية وبقية صنوف القوى الأمنية وباتت هذه الأقليات تفكر بأحتمالية وجود مخطط للتخلص من ذوي الديانات الأخرى وتحديدا من جهات أسلاموية ورجال دين من الطائفتين وألا بماذا تفسرون هذا الصمت المترافق بعدم الحماية ألا بعد فوات الأوان أن من السهل جدا أن نعد الشعب العراقي بخبز لايشبع وجنة يتوفر فيها كل شيء ولكن صعب أن نقنع الملايين ونحن اسرى المنطقة الخضراء بحيث يصعب علينا أن نعلم بما يجري في منطقة الدورة او الصدرية او حي العامل فما بالك عما يجري في البصرة عاصمة الأقليم المرتقب وماذا يجري في الديوانية ووو...... ديالى جيوش المليشيات تكبر بعد أن وعدنا منذ تولي المالكي بحلها وتغير أساليبها تبعا لمخططات الحكومة وخططها الأمنية التي لم تمس هذه المليشيات ألا من الحواشي لذر الرماد في العيون ناهيك عن ما يعتقد الناس فيه من أن مسؤولين من كل المستويات في الدولة وأجهزتها الأمنية تطلع المليشيات وقياداتها اولا بأول عن خطط الحكومة أزاء هذه المليشيات المسلحة ومافيات الفسلد الأداري كي تتخذ الأجراء اللازم لحماية كياناتها ولكي تظل الحكومة تدور في حلقة مفرغة ومن ثم خلق حالة من اليأس لدى الشعب العراقي بعدم جدوى العيش في بلد أسمه العراق لتكبر طوابير العراقيين على ابواب بلدان المنافي وليصبح العراق بلد خال من كل المخلصين وكل الخبرات والكفاءات الا خبراء اللاهوت المطعم بالسياسة التي تتماثل مع مطامع دول الجوار ومخططاتها .
أن خطورة المليشيات المسلحة وعدم قدرة الحكومة وأجهزتها على فرض القانون سيجعل من هذه المليشيات اللاعب الأساسي المتحكم بمصير العراق مستقبلا وسيظل الصراع حقيقة واقعة على الساحة العراقية عميقا الى الحد الذي يختلف فيه اصحاب المذهب الواحد او الطائفة الواحدة وهي سلسلة الصراع الموجودة على أرض العراق صراع مصالح تستهدف السلطة السياسية والنفوذ وتنفيذ مهمات اوكلت لهذه المجاميع من دول الجوار هدفها المركزي أبعاد أمريكا عما يجري في هذه البلدان وجعل العراقيين حاجزا اميننا يحمي حدود هذه الدول ووقف مهمة الشعب العراقي وقواه السياسية في بناء عراق ديقراطي موحد .
نعم الخطة الأمنية حققت بعض المهمات في بعض المناطق ولكن هل يمكن أن نقول أن الخطة أمنت بشك نهائي الأمن في بغداد الجواب كلا لأن من يؤمن أن أجراءات عسكرية وأمنية يمكن أن تؤمن ذلك واهم وبعيد كل البعد عما يجري في العراق الصراع مع القوى التي لها مصلحة في أستمرار الوضع في العراق بأشكاله المسلحة الدموية والتخريبة ومخططات نهب العراق وثرواته عملية ستستمر طالما بقيت العملية السياسية تفتقر الى برنامج عمل وطني والقوى السياسية صاحبة المصلحة في التغير لصالح الشعب العراقي مهمشة ولا تمتلك دور حقيقي سيستمر هذا الصراع وسيأخذ أشكالا عدة ولنا في التجربة اللبنانية مثال حي يتماثل مع مشاكل بلدنا في أمور كثيرة فهل من برامج سياسية وطنية أم تبقى القوة هي الفيصل فبركان الأزمة العراقية يغلي وحممه ودخانه باتت تحرق مدن العراق الواحدة تلوة الأخرى فحذار من الأنفجار.


لندن في 23/5/2007