| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الأحد 23/12/ 2007



من يتحكم بتوازن القوى في العراق

حاكم كريم عطية

تشكلت في الأونة الأخيرة قوى جديدة على الساحة العراقية منها ما يسمى بقوى الصحوة والتي تشرف على أعدادها وتنظيمها وتسليحها وتحمل أعبائها المالية الأدارة الأمريكية وقد تزامن ظهور هذه المجاميع المسلحة مع ظهور التجمعات العشائرية في الجنوب والفرات الأوسط وكذلك في المنطقة الغربية وربما هناك قوات أخرى كثيرة لم يعلن عنها بعد في طور التشكيل والنمو أن ظهور هذه المجاميع المسلحة لم يكن وليد صدفة أو هيجان شعبي كما يحاول أن يصورها البعض صحيح أن أغلب هذه التجمعات أستخدمت لتنظيف مناطق متعددة من العراق من عناصر القاعدة ومحاصرتها وبالتالي التقليل من نشاطها ألى حد بعيد وهو ما جعل هذه القوى أكثر تقبلا من جماهير الشعب العراقي ألا أن السؤال يبقى وهو ماذا بعد هذه المهمة آخذين بنظر الأعتبار أن هذه القوى المسلحة لا تخضع لسيطرة الحكومة العراقية وكذلك هي مخالفة للدستور حالها حال المليشيات المسلحة الأخرىالتي تخالف الدستور ولا تلتزم بالقانون وتعمل على حل المشكلة العراقية عن طريق السلاح لا عن طريق البرامج السياسية وأستثمار الثروة البشرية العراقية بكل أختصاصاتها لبناء العراق المنشود و هي قوى تتبع ضباط سابقين في الجيش العراقي و بعض قادة ما يسمى بالمقاومة العراقية وقسم من رؤساء العشائر العراقية والتي أستطاع الأمريكان من كسبهم وتغير وجهتهم في النضال المسلح وذلك في خلق تحالف جديد من هذه المجاميع مع القوات الأمريكية وهذه الظاهرة جديرة بالملاحظة والدراسة أذا ما أردنا معرفة توجهات الأدارة الأمريكية ووجهتها المستقبلية و محاولة أعطاء دور جديد للبعثيين وأرجاعهم تحت واجهات ومسميات مختلفة فخلق مثل هذه المجاميع وأن كانت صغيرة العدد حاليا ألا أنها في تزايد مستمر وهي غطاء مناسب لكل المناهضين للعملية السياسية في العراق في ظل غياب برامج سياسية حقيقية في البلد لأنقاذ الوضع الراهن وفي ظل تلكؤ واضح من قبل الحكومة الأمريكية في تنظيم الجيش والقوات الأمنية العراقية ومحاولة تعطيل تسليح الجيش والشرطة العراقية نتيجة مخاوف الأدارة الأمريكية من الأختراقات التي حدثت خلال السنوات الماضية في كل من هذه الأجهزة . أن وجود الأرضية الملائمة بغياب البرامج الوطنية الحقيقة وعدم أشراك القوى السياسية التي ناضلت في سبيل أسقاط نظام صدام حسين قبل شروع الأمريكان في أسقاطه وبدلا من أشراك هذه القوى في رسم سياسة البلاد جرى تعمد تهميشها والتقليل من شأن مقترحاتها وبرامجها في حل أزمة البلاد وهي القوى صاحبة التجربة والأمكانات لما يعد ضرورة قصوى لأنقاذ البلاد من المأزق السياسي الذي تعيشه أما محاولة تجميل وجه العملية السياسية في ظل النجاحات الوقتية التي حققتها الخطة الأمنية هو محض هراء وهو مجرد أعلام زائف لتجميل الوضع في العراق والمتتبع للوضع العراقي على مدى السنوات الماضية يمكن أن يلاحظ التخبط الذي وقعت فيه الحكومات العراقية المتلاحقة نتيجة التركيبة الطائفية ونتجة تغليب مصالح ضيقة على حساب مصلحة الشعب العراقي وكذلك الأداء الضعيف لهذه الحكومات الذي تمثل في مستوى الخدمات السيء ومستوى الفساد الأداري والمالي الذي ينخر في جسم الدولة العراقية وكذلك الوضع المزري أقتصاديا وأجتماعيا الذي تعيشه الطبقات المسحوقة الأكثر تضررا في ظل هذه الأوضاع . أن الأدارة الأمريكية تعرف ما تخطط له وهي أستراتيجية أستعملت في دول كثيرة في تأريخ الحروب والعمليات العسكرية الأمريكية وهو خلق حالة من التوازن بين السكان المحليين وأستخدام مجاميع منهم لأنهاء المجاميع التي تناهض السياسة الأمريكية في ظل توازنات أقليمية ودولية وأعتقد أن الأدارة الأمريكية سوف تنجح في مسعاها هذا ما دامت القوى التي تقود العملية السياسية ماضية في مواقفها وتعنتها وأنفرادها بالقرارات السياسية التي تهم حياة المواطنين ومستقبل العملية السياسية في العراق أن الأدارة الأمريكية ماضية في هذا المشوار منذ زمن ليس ببعيد مستغلة الوضع المعاشي الصعب للمواطنيين وكذلك الأخطاء وحالة الفوضى وكذلك ممارسات قوى المليشيات من كل الأحزاب والتي تركت أثارا سيئة على وضع المجتمع العراقي كل ذلك في غياب عدم سيطرة الدولة على قوى المليشيات وهي أخطاء فادحة وقعت فيها الحكومات العراقية المتعاقبة أضافة ألى الأقدام على تهميش الكثير من العراقيين من منتسبي الجيش السابق أو من البعثيين الذين لم تثبت عليهم أية جرائم أو من الطوائف الأخرى سواء أكانت شيعية أم سنية مما جعل مهمة الأدارة الأمريكية سهلة في خلق مجاميع مسلحة موازية لما موجود على الساحة العراقية من قوى المليشيات التابعة لقوى الأسلام السياسي من داخل السلطة وخارجها وهو وضع محفوف بالمخاطر تتوسطه عدت مجاميع مسلحة متوزعة على أجزاء مهمة من مناطق العراق والتي قد تتحول ألى الفدراليات المنشودة مستقبلا بديلا عن البرامج السياسية الأقتصادية لبناء العراق وأستثمار الطاقات البشرية العراقية المتنوعة الخبرة والتي تتوزع على بلدان المنافي و أصبحنا ساحة حرب وتطاحن مستمر تقف على أرضية الستراتيجية الأمريكية في حل المشاكل بالقوة لغة العصر الجديدة في ظل طلاق القوى الوطنية العراقية وعدم نجاحها في أيجاد لغة مشتركة لحل أزمة البلاد السياسية الأقتصادية ولنا في التجربة اللبنانية في الحرب الأهلية التي ما زالت تمزق الشعب اللبناني وأثارها المدمرة على مدى سنين طويلة مثال حي أنه طريق لا خير فيه للعراق وعلى محبي العراق الحذر منه والعمل على أفشال المخطط الأمريكي قبل فوات الأوان.


لندن في 22/12/2007

 


 

Counters