| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الثلاثاء 23/9/ 2008



صورهم في ذاكرة أطفالنا

حاكم كريم عطية

تمر هذه الأيام الذكرى الرابعة والعشرين لأستشهاد كوكبة رائعة من رفاقنا الأنصار من مفرزة الطريق وشريك طريقهم الشهيد أبو ظفر والتي كان لها أثرا كبيرا في نفوس رفاقهم ومحبيهم في المناطق التي مروا بها وعاشوا فيها لفترات وجيزة فالذاكرة زاخرة بالذكريات عنهم ولا عجب في ذلك فهم الأنصار أينما حلو وأرتحلو تركوا ذلك الأثر الطيب والذكريات في أذهان من عاشرهم وشاركهم بطولاتهم ومواقفهم الشجاعة . تمر هذه الأيام هذه الذكرى وبودي أن أتناول جانب من ذكرياتها ترك بصماته على أطفال الرفاق وأطفال أهالي القامشلي من الرفاق في الحزب الشيوعي السوري ومن رفاق الأحزاب القومية الكردية وحتى الناس العاديين في هذه المدينة والقرى المجاورة لها فكما أسلفت كان لوقع هذا الحدث أثره في الذاكرة فما بالكم أن تكون الذاكرة هي لأطفالنا محبي الأنصار حيث كانت كلمة عمو هي البديل في قاموس أطفالنا لكلمة الرفيق عند البالغين . عندما أستشهدت هذه الكوكبة من رفاقنا صدر بعد فترة وجيزة من أستشهادهم بوستر يحمل صور الرفاق أبو ظفر وأبو هديل وأبو سحر ولا أدري لماذا لم يصدر بوستر مماثل للشهداء الآخرين رغم أن أبو ظفر في ذلك الوقت لم يعرف مصيره وحتى أبو سحر لم يتم التأكد من أسشهاده وكانت قد وجهت أنتقادات كثيرة لتوقيت ذلك الأعلان عن أسشهادهم ألا أن ذلك البوستر بقيت له قيمته المعنوية لدى الرفاق وأهالي المدينة حيث أن النسخ التي طبعت منه نفذت خلال أيام وكانت المطالبات ملحة لنسخ أخرى منه ولقد أحتل هذا البوستر موقع في غرف حياة الناس والرفاق أعتزازا بهذه الكوكبة من الشهداء.

كان لهذا البوستر وقعه على ذاكرة أطفالنا وأسئلتهم المتكررة عن عمو أبو هديل وعمو أبو ظفر وعن عمو أبو سحر وكيف لا وذاكرة الأطفال عن الشهداء تختلف عن ذاكرتنا فلقد تركت حلوى أبو سحر أثرها الكبير وكذلك مصارعة أبو هديل والفوز عليه بضربة واحدة أما أبر أبو ظفر فلقد كان لها وقع خاص على أطفالنا ولكن رغم ذلك أستطاع أبو ظفر بروحه الطيبة والمرحة من ترك ذكرى طيبة ظهرت في أسئلتهم وبحثهم عنه فيما بعد .
وبأحتلال هذا البوستر موقعه في حياتنا اليومية في غرف الجلوس كان مسرح الأطفال وذكرياته مؤلما لنا بأسئلتهم البريئة وبحثهم عن حلوى أبو سحر وعن لعبة المصارعة مع أبو هديل وأبر أبو ظفر ومرحه وطيبته وكان السؤال عن الأحياء يؤلم أكثر حين تسأل عن أن عمو فلان هل سيذهب أيضا ولا يعود ولماذا هذه الصورة وأين ذهبوا ولماذا وكان هذا الموقف يذكرني بأطفال المقاومة الفلسطينية وأطفال الفلسطينيين الذين لم يعرف الكثير منهم معنى الطفولة ورغم أن أطفالنا أوفر حظا من أطفال رفاقنا في كردستان وأطفال المقاومة الفلسطينية بقيت معاناة أطفالنا جزأ من ضريبة الحركة الأنصارية في مقارعة النظام وأجهزته القمعية .


بقي هذا البوستر معلقا على جدران بيوت هذه المدينة حتى سنوات متأخرة من زيارتي لها وحتى بعد سقوط النظام الدكتاتوري وكبر أطفالنا وكل منهم يحمل ذكرى عن شهيد فمنهم من حمل أسم الشهيد أبو سحر صالح ومنهم من عرف دور أبو ظفرو سبب بقائه ككائن حي في هذه الحياة ومنهم من يذكر كيف كان أبو هديل يصارعه لكنه كان يخسر النزال بضربة واحدة وبقي الكثير ليكتب عن كل الشهداء عن أبو أيمان وعن أبو جهاد وعن ناهل وغيرهم الكثير الذين وهبوا حياتهم لتنتصر قضية الشعب العراقي ولينتصر كفاح الأنصار وليتحقق حلمهم في أسقاط النظام الدكتاتوري .

أدعوكم لتحفيز الذاكرة والكتابة عنهم فهو أقل ما يمكن أن نقدم لهم ولنحكي قصصهم لأجيال العراق قصص البطولة والشهادة التي سطروها بدمائهم
المجد لشهداء الحركة الأنصارية المجد لشهداء الحزب .


لندن في 23/9/2008

 

free web counter