| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الأحد 20/7/ 2008



لماذا تخاف الأحزاب الدينية
 من العلمانية في الأنتخابات القادمة

حاكم كريم عطية

التجرية السياسية التي مر فيها العراق خلال الخمس سنوات السابقة تركت بصماتها على العراقيين وزادت من حدة معاناتهم وظروفهم القاسية وزادت نسبة العوائل الفقيرة بما يقاس في المجتمعات البشرية تحت خط الفقر وقدم الشعب العراقي من التضحيات الكثير في سبيل عملية سياسية تنهض بالعراق وتوفر مناخا ملائما لحياة بشرية تليق بهم وقد بنى العراقيين آمالا كبار على التغير السياسي بعد الأنتخابات الأخيرة وصعودالتيارات الدينية لتكون الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي والوعود التي قطعتها هذه الأحزاب الدينية للناخبين وللعراقيين جميعا ألا أن تجربة السنوات المنصرمة خيبت آمال العراقيين جميعا وجعلت الكثير من السياسيين والمراقبين يتطلع لنتائج هذه الصدمة وخيبة الأمل التي أصابت الكثير من العراقيين ورغم أن قائمة الأئتلاف تسعى للوقوف بوجه كل مظاهر التذمر و والنقد الذي يعبر عنه العراقيين يوما بعد يوم وبكل السبل والوسائل التي تصل احياننا ألى أستخدام لغة الوعيد والتهديد بأغتيال الخصوم السياسيين وهي لغة تنتهجها النظم الدكتاتورية في تعاملها مع الخصوم السياسيين وتلوح في الأفق العراقي مرة أخرى بوادر من هذا النوع يدلل على مواقف الأرتباك والخوف من نتائج الأنتخابات القادمة لاسيما معرفتهم بالأداء الضعيف ومنحى السياسة الطائفية ولغة المصالح القومية الضيقة التي تركت المواطن وهمومه على الرفوف وهي سياسة خطيرة تلوح بواكير ملامحها وهذا ما أربك قائمة الأئتلاف ومن بقي من الأحزاب الدينية تحت لوائها وجعلها ترفض تعميق المسيرة الديمقراطية وتصر على الألتزام بنفس النهج الخاطيء في الأنتخابات السابقة وأنتهاج نفس الأساليب من الأعتماد على الرموز الدينية ألى دور العبادة ألى محاربة الناس بأرزاقها وصولا لكل الأساليب التي كان ينتهجها النظام الدكتاتوري لتخويف الناخب من فقدان فرصة العمل و الجنة المفقودة ومن غضب آل البيت والتكفير وخطر الألحاد في المجتمع العراقي والصاق تهمة الألحاد بالعلمانية التهمة القديمة والتي أستهلكت وما عادت تؤثر على الناخب العراقي الذي أكتوى من الحرمان ومن ذل الأحتلال ومن جوع وحرمان الأرامل واطفالهن وعدم أنصاف ذوي الشهداء والمغيبين والكثير الكثير من شرائح وطبقات الشعب العراقي التي تضررت جراء هذه السياسة البالية أن اسلوب محاربة قوى الشعب العراقي التي أثبتت الأيام أخلاصها لقضية الشعب والوطن على مر العصور هو طريق محفوف بالمخاطر يدفع ضريبته بنات وأبناء الشعب العراقي ويطيل من سنوات المعاناة والقهر لهذا الشعب الجريح لقد كان لفتاوي أيام زمان أثرها وكان لأسلوب أستخدام المرجعية أثره وربما سيكون لأصرار أحزاب الأسلام السياسي على الأستمرار في نفس النهج أثره في تعثر العملية السياسية ويؤدي ألى حرمان العراق من الكثير من الطاقات والخبرات التي تنتظر بفارغ الصبر أستقرار العملية السياسية في العراق لتشارك في بناء هذا الوطن ومساعدة الشعب العراقي على تجاوز الظروف القاسية وأزالة الحيف وتوفير الفرصة للعراقيين للعيش في بلدهم وأستثمار خيراتهم بعد طول سنوات الحرمان والعذاب أن سير العملية السياسية مرهون بأستبدال الوسائل والبرامج ونبذ الأساليب التي كرست الطائفية والمصالح الضيقة لهذه الطائفة أو تلك على حساب معاناة الكثيرين من أبناء وبنات شعبنا وهو طريق يجب أن نثبت للعراقيين أولا وللعالم خطأ أنتهاجه والعودة ألى طريق البناء الصحيح طريق بناء الديمقراطية الحقة وتثقيف وتنوير العراقيين بهذا النهج في بناء بلدهم حيث لا توجد ديمقراطية دينية أو قومية الديمقراطية تعني طريق واحد هو طريق حكم الشعب عن طريق صناديق الأقتراع وأعتقد أن الأسلام السياسي لو أنتهج هذا الطريق لأختصر الكثير على الشعب العراقي ولكرر الشعب العراقي أنتخابهم لسنوات طويلة لكن خوفهم من فقدان السيطرة على السلطة وسلوكهم الخاطيء بأنتهاج الطائفية والمصالح الضيقة التي جعلت من شذاذ الآفاق من أبطال الفساد الأداري والمالي ومن فلول المليشيات العيش برفاهية على حساب الملايين من شعبنا كانت القشة التي قصمت ظهر البعير مما جعلهم يتخبطون في أختيار الوسائل للحفاظ على السلطة والمصالح وهو الأصرار مجددا على أنتهاج نفس النهج ويلقي التيار الأسلامي باللوم على العلمانية ومؤسساتها ويكفرون من ينتقد اساليب عملهم أعتقد أن على الأسلام السياسي أن يتخذ موقفا شجاعا بأنتقاد أخطائه فلن تنتهي العلمانية بفتوى أو بتكفير ولن توفر لكم هذه السياسة غير طريق أنتهجته دولا أخرى لا زالت شعوبها تعاني بعد عشرات السنين و على التيار الديمقراطي أن يقف موقف حازم وشجاع من هذه الأتجاهات الخاطئة بالتأثير على الناخب لعدم مشروعية هذه الوسائل ومعارضتها للدستور أولا ولخطورتها على مستقبل العملية السياسية في العراق وعلى العلمانيين طرح برنامجهم لتعرية السياسة الطائفية والمصالح الضيقة والدفاع عن مصالح الشعب العراقي وضمان أستقلاله وخروج القوات الأجنبية منه والشروع للقضاء على جيش الفساد الأداري والمالي والشروع لوضع سياسة أقتصادية لأنقاذ البلاد والألتفات ألى المحرومين والمتضررين من السياسة التي أتبعت في الخمس سنوات الماضية فلنطرح للناخب برنامجنا السلاح الذي يرهب المتطفلين على السياسة ويعيد الثقة والأمل للعراقيين في الداخل والخارج قبل فوات الأوان .


لندن في 20/7/2008
 


 

free web counter