| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الأربعاء 1/9/ 2010



الأنسحاب ... الحلم ..... وخراب العراق

حاكم كريم عطية

اليوم 31/8/2010 هو الموعد الرسمي لبداية الأنسحاب الأمريكي من العراق حسب الأتفاقية المعقودة ورغم أن هذه الخطوة ما زالت مبهمة تغلفها المصطلحات المنمقة و الأحلام الواهمة ومفردات الديمقراطية التي يتغنى بها المتنفذين من المحتلين ومن الساسة العراقيين ما زالت لا تمت بصلة لمعنى الأنسحاب وترك العراق وشأنه يلعق جراحاته وربما يتلمس العذر لشفائها بعد سبعة أعوام من عمر الأحتلال الديمقراطي الأمريكي لبلادنا سبعة أعوام لا تختلف بالنسبة للملمين بالتجارب الأمريكية الديمقراطية السابقة حيث لم يترك اليانكي بلدا ألا وترك معالم الخراب والدمار ومآسي لشعوب في المناطق التي حررها من العبودية وأرسى دعائم الديمقراطية الجديدة فيها !!!!! نعم أنسحاب لا يفقه الحالمون منه شيئا مع بقاء خمسون ألفا من قواته والعشرات من قواعده وأعداد من خططه لتطمين اصحاب المصالح من الساسة العراقيين ومن دول الجوار التي خيم عليها كابوس الأنسحاب وما ستؤول أليه الأوضاع بعد ذلك ففضلت بقاء القوات الأمريكية على الأراضي العراقية ألى أجل غير مسمى بل ألى أجل لا يمكن تسميته حتى يروض العراقيين وتصبح ديمقراطيتهم جزء من ديمقراطية الأنظمة المحيطة ببلدنا ونرضى بالتجربة الأمريكية الحديثة التي لم نكتشفها من قبل ألا حين أحتل بلدنا وجربنا السياسة وأحتراب الكتل السياسية ومصالحها خلال سبعة أعوام من عمر العملية السياسية التي لا تختلف عن الخطوة الأمريكية في المرامي والأهداف فها نحن في أمتحان صعب وضع أسئلته المحتل ورغم تجربة كل الأدوار في حل هذه الأسئلة ما زالت القوى المتنفذة عاجزة عن الحل لأنها ببساطة لا تملك حلولا لمشاكل العراق وتريد حل كل المعضلات من خلال تطمين مصالحها أولا وهذا الشرط لا يتوافق مع متطلبات التضحية للخروج بالبلاد من أزمتها وها نحن في ظل أمتحان معروفة نتائجه ومقاصده في ظل موعد وداع القوة العسكرية التي دخلت العراق محررة لتتركه يعاني من ظروف لم يعرف التأريخ البشري شيئا من بشاعتها بل وأسست لنزاعات ووفرت الأسس المادية والمعنوية لها قد تشغل العراقيين لعقود طويلة قادمة نعم اليوم هو الموعد الرسمي للأنسحاب ورغم أن المحتل وفر علينا أسبوعيين من المعاناة لكنه فضل القيام بعملية الأستلام والتسليم للقوات العراقية والتي تحوم حولها الشكوك وعلامات الأستفهام الكبيرة بقدرتها على حفظ الأمن والأستقرار في البلاد وذلك لما تعانيه من مشاكل كبيرة وضغوط من مصادر الأرهاب والمجاميع المسلحة وهذا ينطبق على كل شرائح القوات المسلحة من الجيش والشرطة وقوات الأمن وغيرها وتستمر التصريحات التي نبرع بها دائما و يخرج علينا المسؤولين لتطمين الشعب العراقي بالمزيد من التفجيرات والهزائم والمعانات والبؤس للعراقيين بل وحتى لقمة العيش التي باتت تبتعد عن أفواه المحرومين منهم والمعوزين وراح الكثير في ظل الأزمة الخانقة للعراقيين يربط خلاصهم بتعينه وتثبيته في كرسي رئاسة الوزراء وأخذ الكل يشير ألى ما يعانيه العراقيين من أيام الأسبوع الدامية ألى أن مصيركم هو ما ترون بغيري وللأسف المنادين بهذه المصطلحات كثيرين منهم من أعتلى كرسي الرئاسة ومنهم ما زال يجرب حظه في هذا المسعى في ظل حزن وأسى وفقدان امل في الساسة العراقيين وعمليتهم السياسية التي تفقد حظوظها في النجاح وتخليص البلاد من محنتها يوما بعد يوم و لا توفر الظروف التي تساعد على أنتشال العراقيين من الأوحال التي تخوض بها عمليتهم نعم اليوم هو اليوم المحدد لأنسحاب أو خفض عدد القوات وهو المعنى الحقيقي لما يجري في العراق فلا معنى لأنسحاب أمريكي مع وجود خمسون ألفا تمتلك الجاهزية للتدخل في ما يجري في العراق و من قواعد أعدت ونشرت بخطط عسكرية مدروسة أن ما يجري على أرض الواقع لا يمكن أن نسميه أنسحاب أمريكي من العراق !!!!!لا وألف لا أن كل ما يجري هو خلق ظروف توازن مصالح ما بين أنتخابات أمريكية قادمة ووعود أطلقها الرئيس الأمريكي بالأنسحاب لكي يعزز رصيده وكتلته السياسية في السياسة الأمريكية وبين مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من بلدان الجوار على حساب الأزمة الخانقة التي يعيشها شعبنا وطبقاته الكادحة حيث باتت أحلام العراقيين كابوس بل كوابيس تحتاج ألى من يداويها ويشفيها ولكن للأسف من يتصدر تطبيب جراح العراق والعراقيين عليل ولن يداوي الناس من هو عليل فالأحرى أن ندواي الساسة من علل الأستحواذ وداء التفكير بالمصلحة الخاصة وهو أمر بات مستعصيا لا تنفع معه الأدوية ما لم تحركه آلام العراقيين ومصائبهم.
 

لندن في 31/8/2010
 

free web counter