| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

 

 

 

 

الأثنين 1/1/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

حلم أفسدته السياسة

 

حاكم كريم عطية

منذ ثلاثين عاما وأنا أحلم أن يأتي اليوم الذي يقتص من نظام القتلة الفاشيين وكنت اتمنى أن يأتي اليوم الذي تتوحد فيه المعارضة العراقية ويأتي الخلاص بأيدي عراقية وتبين لي فيما بعد بأنني كنت أحلم وحين أستيقظت من حلمي هذا كان الوطن قد أستبيح من قبل رواد الديمقراطية الجدد وجمعيات الرفق بالأنسان في العالم العربي المحاط بأسوار الدكتاتورية وأنظمتها الشمولية التي حولت الأنسان في هذه البلدان الى كائن يبيح كل النتاج والثقافة الفاشية على أنها من مزايا مجتمعنا العربي الأسلامي في عصرنا هذا وهذا ما دلت عليه مداخلات اغلب المتصلين ببرنامج قناة الديمقراطية ليوم30/12/2006 وكان موضوع الحلقة حول أعدام الطاغية صدام حسين حيث تحولت هذه الحلقة الى جلسة لتبرئة صدام حسين ومحاكمة الشعب العراقي لأرتكابه افضع الجرائم بحق صدام حسين بطل الأمة العربية وضحية الشعب العراقي لما يزيد على خمسة وثلاثين عاما وفعلا اثبتت هذه الحلقة كيف استطاعت هذه الأنظمة أن تحول الأنسان العربي الى ضحية تتقبل الجرم الفاشي على انه سمة حضارية يتميز بها وطننا العربي من مشرقه الى مغربه وخصوصا شعوب البلدان التي أكتوت بذات النار التي أكتوى بها الشعب العراقي طوال فترة حكم نظام صدام حسين.
اعدم صدام حسين يوم السبت أولى أيام عيد الأضحى المبارك فجرا وهو اليوم الذي أعلنته السعودية كأول يوم لعيد الأضحى ولا أدري حقيقة من كان وراء توقيت هذا القرار الخاطيء بحساب الظروف التي يمر بها البلد امنية كانت أم سياسية وبحساب أبجديات السياسة وأتخاذ القرارت التي من شأنها ان لاتزيد وضع البلد ألا تعقيدا فهل كان قرارأعدام صدام حسين وتوقيته أضافة جديدة للقرارات الخاطئة التي وقعت فيها القيادة السياسية العراقية ام أنه يعكس التخبط الذي وقعت فيه السياسة الأمريكية بأستمرارها بالتدخل في قرارات الحكومة العراقية الخطأ عملية واردة في كل ما يتعلق بالوضع العراقي المعقد لكن المشكلة تكمن في عدم وجود قرارات سياسية صائبة ممكن أن تغطي على حجم القرارات الخاطئة وفي السياسة يكون القرار الخاطيء أشد وقعا من القرارات الأيجابية ويمكن لقرار خاطيء واحد أن يسقط حكومات ودول فكيف بأخطاء قاتلة ومتكررة نعم قرار أعدام الطاغية كان قرارا عادلا لاغبار عليه وأدانته واضحة على الأقل للشعب العراقي بكل شرائحه ومكوناته وكان هناك شبه اجماع حول هذا القرار لكن يؤسفني أن أقول قرار صحيح في توقيت تنفيذ خاطيء جعل من متصيدي الفرص لأغتنام هذا الخطأ وتوظيفه لحساب الطائفيين وبقايا البعث وفلول القاعدة وهاهي الأبواق والقنوات الفضائية فتحت أبوابها مشرعة كل حسب أجندته لتخلق من هذا الجلاد بطلا يحسب على طائفة دون أخرى وعلى قومية لم تكن يوما في حسابات صدام حسين ألا ما تعلق الأمر بكرسي الزعامة وتثبيته على حساب دماء العرب قبل غيرهم من القوميات وطوال هذه السنين لم يسأل ضحايا النظام أن كانوا سيعدمون أيام العيد أم في الأشهر الحرام ومتى أغتصبت النساء وهل كانت الطريقة شرعية أم لا وهل حللت الأديان والشرائع السماوية طرق التعذيب والقتل وهل فعلا كان النظام يعير أهمية للأشهر الحرام وأين كانت منظمات حقوق الأنسان والقوميين وجمعيات الرفق بالأنسان من مذابح الشعب العراقي أم أن دكتاتور عربي واحد يمكن أن يساوي حياة شعب بكامله في عرف الثقافة الفاشية في وطننا العربي .
أن تراكم الأخطاء على هذا النحو أذا ما أستمر سيؤدي ألى حريق سيأتي على الجميع وسيكون المستفيد الوحيد هو كل القوى المتصلرعة على أرض العراق من بلدان الجوار وقوات التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وكل أعداء العراق أن الصراع الذي تقوده السعودية حاليا تحت يافطة الدين والقومية مع أيران على حساب الشعب العراقي هو لسان اللهب الذي سيحرق بلدان الجوار قبل غيرها فالعراق غابة جافة أبعد الفتيل عنها قبل فوات الأوان وأقول لرجال الدين السعوديين والأخوة السعوديين المتداخلين في برنامج الديقراطية من قناة المستقلة أن الشعب العراقي لم يدعوا القوات الأمريكية لتخليصه من صدام ولا قواه الوطنية بل أن بلدنا أغتصب وأحتل من قواعد تنتشر في بلدانكم فلا تحاسبوا الشعب العراقي عن هذا الأحتلال بل ليكن الحساب لأنظمتكم وبلدانكم التي تسرح فيها القوات الأجنبية والأمريكية خصوصا أم أن الجندي الأمريكي في العراق كافر وفي بلدانكم مؤمن أم أن عدالتكم الدينية تؤمن بتغير العراق وتخليصه من الكفرة عن طريق تأليب طائفة على أخرى وقومية ضد أخرى وصب الزيت على الحرب الطائفية في العراق التي بدأ فتيلها من مؤتمر مكة ومرورا بمؤتمر تركيا . أن هذا الموقف المنحاز للنظام السعودي هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية لبلدنا ويؤسفني أن أقول ان تسخير قناة الديمقراطية من المستقلة من قبل السعودية ورجال الدين السعوديين جعل هذه القناة تنحاز في كثير من الأحيان ألى أعداء الديمقراطية في العراق وهي تعبر بالكامل عن وجهة نظر الساسة السعوديين ورجال الدين وقد نجحت تماما في مسعاها لتصوير طاغية العصر على أنه بطل بشهادة بقايا نظامه المقبور وللأسف وقع الكثير من المثقفين والساسة العراقيين في فخ هذه القناة عندما أستجاب البعض منهم لحضور برامجها المخصصة لمناقشة الشأن العراقي وتمرير خططها الأعلامية المناهظة لتطلعات الشعب العراقي وقواه الوطنية واني أحي الدكتور قاسم البريسم في تلك الندوة ومحاولاته الدفاع عن قضية الشعب العراقي لكنه يعرف جيدا أن هذه القناة لا يمكن أن تعطيه الفرصة الحقيقية للقيام بهذه المهمة من خلال فن المقاطعة وتحويل مسار النقاش الذي يتقنه مقدمي هذا البرنامج وأن الدفاع المبتور عن أية قضية يضر بمبدأ الدفاع عنها ويشوه الحقائق لمتتبعي هذه القنوات . أن حلم كل وطني شريف في بلادي هو أن ينال هذا المجرم جزائه العادل وقد نلنا ما تمنيناه فلا تجعل السياسة وأخطائها تفسد أحلامنا في بناء العراق الديمقراطي الفدرالي الحلم الذي يؤرق كل الأنظمة العربية.والأقليمية.