| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الأحد 1/2/ 2009

 

نحو المؤتمر الخامس
والمهرجان الثقافي الثالث
لرابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين

حاكم كريم عطية

تجري التحضيرات لعقد هذين الحدثين في العاصمة الحبيبة بغداد، وذلك في الصيف القادم من سنة 2009. وستحتضن بغداد لأول مرة أبنائها البرّرة الأنصار الشيوعيين من النساء والرجال، على حد سواء، بعد ان قارعوا الدكتاتورية المقبورة بالكلمة والسلاح.
ويعمل الأنصار مع رابطتهم لأنجاح الفعاليتين، ولاستذكار صفحة الكفاح المسلح ضد الدكتاتورية ليطلع الشعب على فترة الكفاح هذه وما رافقها من تجربة حمل وزرها آلاف المناضلين، تاركين كل شيء ورائهم، لعشرة أعوام، أستشهد فيها من أستشهد وبقي من بقي حيّا ليروي قصة هذه السنين، التي سطر فيها الأنصار أروع ملاحم البطولة والفداء ضد عدو دكتاتوري شرس خدمته كراديس الجحوش والأمن والمخابرات وتشكيلات الجيش الشعبي وفروع الحزب وجلاوزته في مناطق كردستان والمناطق المحيطة بها، وفي وسائل عسكرية لا يمكن مقارنتها بالماكنة العسكرية للنظام آنذاك.
نعم ستحتضن بغداد أبنائها وبناتها من النصيرات والأنصار لأول مرة. بغداد التي لم تغب عن بال أي منهم طوال تلك السنوات. فلقد كانت الحلم والمبتغى لأسقاط النظام الدكتاتوري، إلا أن ماكنة الحرب الأمريكية كانت هي السباقة لأسقاط هذا النظام بعدما نجى بأعجوبة من انتفاضة عام 1991، والتي كانت ستطيح به لولا تدخل نفس الماكنة العسكرية وأنقاذه في اللحظة المناسبة.

ويعد المؤتمر والمهرجان حدثين هامين في تأريخ حركة الأنصار، حيث يتطلب من رابطة الأنصار الشيوعيين تقديم تأريخ هذه الحركة بالشكل المطلوب، وعكس حقيقة ما قدم الأنصار خلال العشر سنوات في كفاحهم ضد الدكتاتورية وأعوانها، وكشف الأسلحة المحرمة دوليا التي أستعملت للقضاء على هذه الحركة المسلحة، وكذلك تسليط الضوء على أرتباط هذه الحركة بجماهير كردستان، ودفاعها عن الشعب وحركته المسلحة، وفي سبيل أن ينال شعب كردستان حقوقه في ظل عراق ديمقراطي آنذاك، وكذلك ربط هذا التأريخ بالحاضر وأستمرارية دور رابطة الأنصار كمنظمة مجتمع مدني تواصل تدعم بناء الأسس الديمقراطية الجارية في العراق وتسعى للعب دور وطني مسؤول تجاه قضايا الشعب العراقي.
وهذا يتطلب جهودا كبيرة ورصد امكانيات مادية وبشرية تتناسب وحجم هاتين الفعاليتين وأهميتهما. فهذه هي المرة الأولى التي تسمع شرائح كبيرة من المجتمع العراقي بمقاتلين ضد الدكتاتورية وبأعداد كبيرة من رفاق وكوادر الحزب الشيوعي العراقي وبأمكانات متواضعة ولكن بأصرار وتحدي لممارسات الدكتاتورية وأجهزتها القمعية. يجب أن يتبين الشعب العراقي من خلال كشف هذا التأريخ النضالي موقف الشيوعيين من النظام الدكتاتوري ومن ممارساته القمعية، وكيف لعب الشيوعيين العراقيين دورا مشرفا في قيادة حركة المعارضة العراقية، وكيف عمل الشيوعيين على رص صفوف المعارضة ومحاولاتهم التقريب في وجهات النظر، وحل الخلافات والنزاعات المسلحة، وخصوصا في مناطق كردستان بعد ان تناست قوى كثيرة كانت في يوم ما جزء من حركة المعارضة العراقية إذ وضعتها ظروف العراق الجديدة على رأس السلطة السياسية، بل راح البعض من هذه الأحزاب يتنكر لدور الشيوعيين العراقيين وبطولاتهم سنوات مناهضة الدكتاتورية يوم لم تكن الكثير من الأحزاب والقوى السياسية الموجودة الآن في الساحة السياسية أصلا تمتلك وجود في صفوف المعارضة العراقية.

فهذه الحركة المسلحة تحتاج الى طرح تأريخها ودورها على الدولة العراقية ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية لإقرار الأعتراف السياسي بدورها، وكذلك منح أعضاء هذه الحركة مستحقاتهم أسوة ببقية مناضلي الأحزاب السياسية والدينية، ومحاربة محاولات طمس تأريخ الشيوعيين العراقيين ونضالاتهم لأغراض تكريس تأريخ المعارضة العراقية وتجيره بأسم قوى قسم منها لم يكن موجود على الساحة العراقية، والقسم الآخر نسى دوره ما أن أعتلى كرسي المسؤولية وامتيازاته، وقسم مسؤولية ادارة البلاد وفقا لسياسة المحاصصة المقيتة.

أن القصد معروف من وراء طمس نضالات الشيوعيين العراقيين، وهو تحجيم دور التيار العلماني الذي بات يهدّد بأخذ دور أكبر في العملية السياسية لأثبات جدارته ومسؤوليته وحرصه وأمانته ونزاهته وأمتلاكه المشروع الوطني لأنقاذ البلاد من مظاهر الفساد الأداري والمالي وأرساء دعائم مجتمع يستند الى تداول السلطة وأحترام القانون والدستور واحترام حقوق الأنسان وأرساء حياة ديمقراطية تستند الى أختيار ممثلي الشعب العراقي من خلال صناديق الأقتراع، والشروع بوضع الخطط والبرامج الأقتصادية للنهوض بالبلاد، وازالة الحيف الذي لحق بالعراقيين جراء سياسات النظام السابق وجراء العملية السياسية التي وضع لبناتها بريمر وتأسيسه لمجتمع الطوائف والمحاصصة السياسية على اثر ذلك والتي جرت البلاد وما تزال ألى منزلق خطير وعصفت بالبلاد أزمات خطيرة راح ضحيتها الكثير من الأبرياء من أبناء شعبنا .

اننا مقبلون على أقامة هاتين الفعاليتين، وهي مناسبة هامة لكي نفتح باب النقاش على كل رفاق رابطة الأنصار، ونطرح الوثائق لمناقشتها، وكذلك نطرح تصوراتنا لمستقبل رابطة الأنصار كمنظمة مجتمع مدني وآلية عملها ومشاريعها المستقبلية وما أنجز خلال الأعوام الماضية من عمر اللجنة التنفيذية للرابطة، وتقييم عملنا خلال هذه الفترة لتطوير عمل الرابطة اللاحق، وما هي تصورات الرفاق في أتجاه الرابطة وتبنيها مشاريع أنسانية تخدم مسيرة البلد وتقدم خدمة للمواطن العراقي، وتساعد في أعادة بناء العراق، والسعي لتسجيل الرابطة في بغداد وإيجاد مقر لها.

وأخيرا، أدعو كل الرفاق لطرح آرائهم ومقترحاتهم فيما يخص الفعاليتين، وكذلك تقيم عمل الرابطة للفترة السابقة، وكذلك تقيم وطرح الرأي بشفافية حول الواجهة الأعلامية للرابطة والتي تتمثل بموقع "الينابيع" وغرفة المحادثة الصوتية "ينابيع العراق"، وحول مشاريع كتابة تأريخ الحركة الأنصارية والتي من المفترض أن نقدم ما أنجز منها لمناسبة الحدثين القادمين، وكذلك التطرق لما حصل عليه الأنصار من حقوق سواء كانت من حكومة أقليم كردستان أو من الحكومة العراقية، وما هي مشاريعنا المستقبلية في هذا الخصوص.

ولابد لنا من مناقشة كل هذه الأمور في كونفرنسات فروع الرابطة، وقبل فترة زمنية مناسبة، لكي يخرج المؤتمر القادم لرابطة الأنصار بمقررات وآليات للعمل تطور وتحسن موقع الرابطة وأعضائها في المجتمع العراقي. كل ذلك يتطلب منا عملا جديا وشفافية وطرح جريء خدمة لتطوير وأستمرار عمل الرابطة. ومع تقديري العالي لكل ما أنجز وما تحقق لرابطة الأنصار وأعضائها هناك الكثير يجب أن يتغير وخصوصا في آلية قيادة منظمة الأنصار، ووجوب سيادة العقلية الجماعية في عمل هيئاتها القيادية، وأعادة النظر في وثائقها. كلي أمل أن يتطرق الأنصار لوضع الرابطة وهم جديرون بذلك لما يملكون من خبرات تنظيمية ومهنية وأجتماعية وأقتصادية وقانونية تكفي لخلق منظمة فاعلة وتلعب دورا مهما في بناء المجتمع العراقي.


لندن في 30/1/2009


 

free web counter