| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

                                                                                       الجمعة 19/8/ 2011



رمضانيات

حاكم كريم عطية 

في كل عام يأتي رمضان ويحتفل العالم الأسلامي بقدوم هذا الشهرالفضيل كونه يمثل أحد الأشهر المقدسة لديهم حيث يعيد المؤمن حساباته مع الخالق ومع نفسه وكأنه نهاية السنة المالية لأعمال المسلم وبما أن هذا الشهر فيه الكثير من المناسبات والأحداث الدينية التي غيرت المجرى التأريخي والأجتماعي للمجتمعات الأسلامية في العالم وكذلك تغير حال المسلمين من زمن ظهور الدعوة الأسلامية على حالها اليوم وبمراجعة بسيطة نرى أن هناك الكثير قد تغير ابتداء من رؤية الهلال وتحديد شهر الصيام الى العادات والتقاليد التي ترافق هذا الشهر وصارت هناك مرجعيات دينية ومقلدين وشرائح من المجتمع تنتظر قرار المرجعية والمقلد لتنفيذ الواجبات والأعمال الدينية نعم دخل الكثير على الدين والدنيا والمجتمعات الأسلامية ومن خلال تتبع وحصر السنوات نجد أن رمضان من الأشهر التي يحسب لها الحساب من الشركات التجارية والأعلامية كونه من الأشهر ذات النسب العالية في الأستهلاك البشري للمواد الغذائية وكذلك أقتناء ما هو جديد من ملبس ومن معدات ألكترونية ومن سيارات ومن مظاهر بذخ كثيرة نعم صارت الشركات تعد العدة لرمضان كونه شهر تحقيق الأرباح وبنسب عالية أما القنوات الفضائية فهي الأخرى لها نصيب وافر في التواصل مع المشاهد فعدد المسلسلات التلفزيونية يفوق ما ينتج في السنة الكاملة أما النوعية فيمكن أن يقال عنها أنها أكثر من هابطة ولا تحترم المشاهد بل وذهبت بعض القنوات للأستخفاف بعقل المشاهد حد خلق ثقافة جديدة هابطة تصور الأنسان المستلب والذي لا يملك من الثراء الأنساني أي شيء لا يمكن أن أصف كل الفضائيات بهذا الوصف ولكن 95% من المسلسلات التي تعرض لمناسبة هذا الشهر تمثل ثقافة الفضائيات الجديدة والتي تستخف بعقل المشاهد بل وترسي ثقافة غريبة على مجتمعاتنا التي كانت تزخر بالعلم والمعرفة ثقافة وكأنها تصور الصائم والمشاهد بحاجة لهذه الثقافة للصبر على طول فترة الصيام وأعانته على تحمل ظروف رمضان التي تختلف من موسم لآخر الخطورة تكمن في أن آخر أحصائية أجريت على فئة الشباب في المجتمع العراقي بينت أن الشباب في العراق يتابع التفزيون وهذا القنوات الفضائية بنسبة 87% نتيجة الظروف الأمنية وغياب وسائل الثقافة البديلة من مسرح ومن سينما ومن مكتبات ومن ثقافة المحاضرات في النقابات والمنتديات العلمية الخطورة تكمن في أن مجتمعا ينحصر بين زوايا البيت والمدرسة نتيجة الظروف الأستثنائية التي يعيشها البلد لن يولد غير الثقافات التي تضخها هذه الفضائيات في عقل المشاهد ناهيك عن أنها تشارك وبشكل مباشر في معاناة الفقير والمسكين الذي كان محور هذا الشهر الفضيل لدفع المسلمين للأهتمام بهذه الشريحة فأذا كنت أنا الذي يتوفر لي كل شيء من وسائل الراحة والعيش أقوم جائعا خلال ساعة واحدة من متابعة هذه القنوات لما تعرضه من أعلانات وخصوصا حول الأكل والمشرب واللبس فكيف بالصائم وكيف بمن كان محور هذا الشهر الفقير !!!! الله يساعد الفقير وحوله كوشر جهال والراتب ما يكفي غير الأيجار والعشرة الأيام الأولى من الشهر الذي لا يحلم لا بجوال جديد ولا سيارة فاخرة ولا منتجات الحلويات الفاخرة ولا الملابس الجديدة ولا شراب فيمتو ولا ولا ولا يكفيه رغيف الخبز والشاي وربما وجبة دسمة كل عشرة أيام ولا الكوكاكولا التي أصبحت من المواد التي تزدان بها موائد المسلمين لأكمال الفطور الرمضاني وما أدراك من يقف وراء منتجات الكوكاكولا لكنها الثقافة الجديدة التي جعلت من عقل المتلقي وعاءا للأستهلاك أعود ألى محور هذا الشهر الفقير!!! ومعاناته ماذا قدم رمضان لهذه الشريحة التي تمثل أنصاف المجتمعات الأسلامية وربما زاد عن هذه النسبة رمضان زاد الأسعار بنسب عالية وزاد حاجة الفقير نتيجة متطلبات الحياة وطلب الأطفال نتيجة متابعة الحملات الدعائية للمنتجات من خلال هذه الفضائيات وهو ما زاد حمل الشريحة هذه كما وأن رمضان أصبح مشكلة أقتصادية تعاني منها هذه الشريحة لكثرة متطلباته ولو كانت المتطلبات الدنيا من هذه الشريحة خلاصة القول أن هذا الشهر الفضيل كان في زمن الدعوة الأسلامية محورا للأهتمام بالفقراء والمعوزين وكان الفقير ينتظر هذا الشهر بفارغ الصبر أما اليوم وفي القرن الواحد والعشرين فأعتقد أن رمضان أصبح هما كبيرا للفقراء وهم سواد المجتمعات الأسلامية والعربية.

 

لندن في 18/8/2011


 

 

free web counter