| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

                                                                                       الأربعاء 19/12/ 2012



هرم الفساد في العراق

حاكم كريم عطية 

يستمر بناء هرم الفساد في العراق مع مرور الزمن على العملية السياسية وهو نتاج لها وتتضح صورة هذا البناء مع الأيام وتشير الدلائل ألى أن راس الهرم ضالع في أكبر عمليات الفساد في العراق ولذلك تخلو العملية السياسية من أية أجراءات حازمة لمعالجة ظاهرة الفساد في العراق سواء على مستوى البرلمان العراقي أو مؤسسات الدولة القانونية أو الرقابية أو رأس الدولة العراقية ممثلا برئيس الوزراء ورئيس الجمهورية .

ورغم التحذيرات المستمرة من المنظمات العالمية والتي تتابع عن كثب ما يجري في العراق وبناء على أحصاءات قريبة من الواقع العراقي تعد للسوق العالمية وترسم خارطة الواقع الأقتصادي في العراق للشركات والدول التي ترغب في الأستثمار في العراق ومتوالية عدد التقارير تبين وبشكل لا جدل فيه أن العراق ما زال يراوح في مكانه لوضع حد لظاهرة الفساد التي أضرت بالدولة العراقية وفرص تطورها أقتصاديا وتحويلها ألى بلد مرت على خزائنه المئات من المليارات بالعملة الصعبة لكننا بقينا كشعب ترنوا عيوننا على بلد الأمارات ودولا عديدة أخرى لنبني الحلم في أن تصبح بغداد أو البصرة في غضون أعوام قليلة دبي أو غيرها كما كان يقال لنا أيام سقط النظام وأستلم الضالعين بالعملية السياسية زمام الأمور .

هرم الفساد ما زال يستند ألى دعامة قوية لكون من يتخذ القرار الجريء في محاربة الفساد "فاسد" ولا يمتلك القدرة على محاسبة الذات قبل الآخر فالفساد يحيط بالمنطقة الخضراء ولم يبارحها منذ سقوط النظام يبني أسيجة حول رئاسة الوزراء ورئاسة الدولة وحول كل المنظومات في المنطقة الخضراء وترسل أذرعها لتغطي كل مفاصل الدولة ولذلك لا غرابة أن يصنف العراق من بين الدول المتقدمة في الفساد ولا يمر يوما ألا وتظهر فيه فضيحة وعلى مستوى عالي وفي ركن من أركان الدولة ووزاراتها وفي الشهر الماضي عصفت بالدولة العراقية موجة من الفضائح وما زالت تتوالى الأخبار عن الكثير من نتائجها بحثا عن ترتيب الأوضاع ولملمة "الفضيحة" وأيجاد مخرج من سلسلة الفضائح حتى وصلنا أن يعلن النائب صباح الساعدي وفي مؤتمر صحفي عن الكثير ويضع ملامح من الفساد وعلى مستوى عالي وتحديدا في مجلس رئاسة الوزراء فمن يحاسب من أذا كان ديوان الرقابة المالية ما زال يدقق في ميزانية 2011 ونحن على أعتاب سنة 2013 وهو يحذر أيضا من وجود الكثير من التجاوزات المالية والفساد وأيضا في أعلى مستوى من أدارات الدولة العراقية (تقرير ديوان الرقابة يحتوي حقائق خطيرة وعلى الحكومة محاسبة سارقي المال العام 17 كانون1/ديسمبر 2012 ) .

فمن يحاسب من صفقة السلاح الروسي ...والأوكراني ...وآخرها شراء طائرات من أمريكا بثلاث أضعاف سعر بيعها لدول مجاورة!!!! ما سمعته في الأسبوع الماضي هو تقديم شكوى من رئيس الوزراء وعن طريق المحاكم لمقاضاة عضو البرلمان صباح الساعدي والمطالبة بثلاث مليارات دينار كتعويض ومن جانبه طالب صباح الساعدي بالحماية من الأغتيال وتحميل رئيس الوزراء سلامته ...

ماذا يجري في العراق هل فعلا نحن نتجه لدول داخل دولة وماذا نسمي ما يدور الآن في الدولة العراقية وهل من حقنا أن نقارن بوضعنا وما وصلته الجماهير الشعبية في معاناتها أيام الدكتاتورية بوضعنا بعد 10 سنوات من سقوط النظام !!!! المقارنة بسيطة وخصوصا لفقراء العراق فأن لم يتوفر الرغيف والماء والكهرباء والأمان وفرص العمل والصحة والتعليم فلا وجود لعملية سياسية ولا وجود لعراق ديمقراطي ولا فدرالية وأنما وجود شكل من أشكال الدكتاتورية يطحن العراقيين ...

الفرصة قادمة وحملات التوعية للناس واجب مقدس خصوصا وهم يخوضون بوحل العملية السياسية لن ينقذ العراقيين من الفساد والظروف المصاحبة له غير صندوق الأقتراع وحسن أختيار العراقيين هذه المرة.

  

لندن في 17/12/2012


 

 

free web counter