| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

السبت 16/1/ 2010



واوي حلال!!!!! وواي حرام

حاكم كريم عطية

المحاكمات التي تجري لرموز النظام كثيرة ومتعددة نظرا لبشاعة جرائم النظام السابق واعوانه وشمولها كل الفئات السياسية بكل تلاوينها وأحزابها وقد عمدت المحكمة الجنائية العليا على تناول هذه المحاكمات حسب توافر الشهود والأدلة وانتهاء التحقيق وجاهزية المحكمة لكل قضية وفي تصريح للرفيق حميد مجيد موسى حال بدء محاكمة أعوان النظام في قضية تصفية الأحزاب العلمانية حيث صنفت القضايا التي تخص الأحزاب ومنتسبيها ألى علمانية شيوعية ودينية اسلامية !! ان التصريح الذي ادلى به حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي يحمل معاني كثيرة بخصوص هذه المحاكمة وتأخر موعدها رغم أنها من القضايا التي كانت جاهزة ومعدة منذ فترة طويلة حيث جاء في التصريح “لقد جاءت هذه المحاكمة متأخرة جدا وكان من المنطقي أن تحصل قبل هذا الموعد بكثير”. وفي معرض تعليقه على سير المحاكمة اضاف لكن المحكمة قد بدأت ونحن بدورنا قد وفرنا للمحكمة كما هائلا من الوثائق والحقائق والمعطيات عن جرائم النظام الصدامي وتحديدا ما حصل للحزب وعوائل الرفاق وذويهم على مدى عقود ثلاث بوجود شهود لاحصر لهم”. *

أن المتتبع لسير هذه المحاكمات يمكن أن يلاحظ بوضوح مصاحبة تغطية أعلامية مكثفة حين تكون القضايا تخص الأحزاب الدينية وخصوصا حزب الدعوة ويتم عادة نقل اجزاء كبيرة من سير هذه المحاكمات على قناة الدولة الرسمية العراقية أضافة ألى القنوات الخاصة بهذه الأحزاب ألا جلسة المحكمة الخاصة بالأحزاب العلمانية والخاصة بالحزب الشيوعي العراقي!! فهل هي مصادفة أم ماذا؟؟ الجواب من وجهة نظري أن العراقية منحازة للكتل الكبيرة وأحزابها وتكرس أستئثار الكتل الكبيرة بالسلطة أضافة ألى أننا مقبلين على أنتخابات وأن عرض القضية الخاصة بمنتسبي الحزب الشيوعي العراقي ونضالاتهم هو عامل يعزز مكانة هذا الحزب وقائمته أتحاد الشعب في المنافسة الأنتخابية لأختيار ممثلي الشعب نعم لقد كان للتغطية الأعلامية تأثيرها على المتتبع للوضع العراقي حيث أن ما يعلق بذهن المتلقي من قناة العراقية هو القضايا التي تخص أحزاب الأسلام السياسي دعوة!! مجلس أعلى!!! وضمن هذه الدائرة حتى انني دخلت على موقع العراقية لمتابعة قضية الأحزاب العلمانية لم أرى أي أثر لها!!! فهل هي مصادفة أم أن داء الدكتاتورية وخضوع الأعلام الأعمى له هو ما ورثناه من النظام الدكتاتوري وأن تكامل سياسة الكتل الكبيرة مع الأنشطة الأعلامية للدولة هو منحى خطير يهدد ما يسمى بالعملية السياسية الديمقراطية ويهدد التجربة الديمقراطية الوليدة!!! من ناحية أخرى كان يجب على الحزب أن يكون موقفه أكثر حزما في المطالبة بحقوق الشهداء والمعتقلين والمغيبين لا أن يأتي بشكل عتاب عابر فالأحزاب العلمانية وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي لها نفس حقوق الأحزاب الأسلامية في أن يسخر الأعلام الحكومي لتسليط الضوء على نضالاتها وما تعرضت له ابان حكم الدكتاتورية فالمعروف عن كل السجون والمعتقلات والمشانق وغرف التعذيب أنها كانت مسلخا لكل هذه الأحزاب وأن النظام الدكتاتوري قد وزع ظلمه بالتساوي على أحزاب المعارضة العراقية ورغم أن مواقف هذه الأحزاب اختلفت بعد سقوط النظام ألا انها لم تتوانى عن استغلال كل الأمكانات لترسيخ مواقعها في السلطة السياسية مبتغاها الأول والأخير وثمة من يقول أنك لم تاتي بجديد فكل هذا كان متوقعا وأن العراقية دائما كانت تعمل بمبدأ (( واوي حلال وواي حرام)) أقول أننا جميعا لن نتوقع من هذه الأحزاب أن تعطينا حقوقنا بمبدا الديمقراطية التحاصصية وكان لزاما علينا أن نعد لحملة أعلامية لهذا الملف الخطير والمهم في حياة الشيوعيين ونضالاتهم قبل وبعد أجراء المحاكمات الخاصة بأزلام النظام وما أرتكبوه من جرائم بحق رفاقنا وأصدقائنا حملة تعطي الشهداء حقهم وتطالب بحقوق الشهداء والمغيبين والمفصولين السياسيين حملة تعكس الوجه الناصع والتضحيات التي قدمها الشيوعييين في نضالاتهم ضد الدكتاتورية وكيف رفع الأنصار سلاحهم بوجه الدكتاتورية وأن نعد معارضا وحملات أعلام لشهدائنا من الرفيقات والرفاق والأصدقاء حملات تليق بما قدموه وتعكس موقف الوفاء منا كرفاق وكحزب وعذرا أن كنت تماديت بعض الشيء فهي من المحبة والألم على مسيرة تكللت بألاف الشهداء تمر مرور الكرام على شعبنا العراقي وأجياله الحالية والذي يستحق ان يطلع على الحقيقة وكيف يغمد حق الشيوعيين أبناء هذا البلد ومتصدر ي نضالات قواه الوطنية لا أن يصطفي فيهم الحال أن يتصدر جهلة السياسة والمتطفلين عليها زمام الأمور للتحكم برقاب شعبنا وأبراز تأريخ وحيد الجانب ومتحيز لأحزاب الأسلام السياسي على حساب نضال وتضحيات الشيوعيين العراقيين في ظل عملية سياسية متعثرة تزداد فيها معاناة جموع الفقراء والمحرومين بينما جموع الحرامية وأبطال الفساد الأداري والمالي ورجالات البعث تتنعم وتبدع في تمزيق الشعب العراقي وخيراته أنه عتاب لا غير وحسرة على مسيرة طويلة تطرزها لافتات الشهداء والمغيبين فطوبى لشهداء الحزب والمجد والخلود لهم.

أن الحزب الشيوعي العراقي والتيار الديمقراطي يملك من الخبرة والكوادر الأعلامية والقانونية ما يجعله قادرا على طرح ملف موقف النظام المقبور من الحزب والحملة التي قادها لتصفية الشيوعيين والديمقراطيين وان المحاكمة بشكلها الحالي لا تعكس مع الأسف حقيقة ما جرى للشيوعيين على يد الدكتاتورية البعثية ولا تفي الشهداء حقهم وكان على الحزب أن يكرس هذا الملف لتعريف الأجيال العراقية بالملاحم البطولية التي سطرها الشيوعيين العراقيين في سبيل أسقاط الدكتاتورية وفي سبيل نظام ديمقراطي يحترم حقوق الأنسان ويضمن الحرية لكل عراقي وعراقية في التعبير والحقوق والواجبات والمشاركة في بناء دولة المؤسسات وفضح سياسة التهميش وأحتكار السلطة السياسية بأستخدام أقذر الوسائل أن المحكمة بشكلها الحالي تمر مرور الكرام على قضية تعتبر من أنبل القضايا التي تخص نضالات الشعب العراقي وكان حريا بنا أن نوصلها لأبناء شعبنا بطريقة أفضل ونرصد لها جهودا اكبر بمشاركة كل مفكري ومثقفي وحقوقي شعبنا وسجنائه ومعتقليه السياسيين الذين عاشوا هذه التجربة المريرة قضية أستمرت منذ أغتيال الشهيد عبد الكريم قاسم وحتى سقوط نظام القتلة أن الموقف المعادي للتيار الديمقراطي وعلى رأسه الحزب الشيوعي العراقي له تجليات عديدة من قانون أنتخابات يكرس فوز القوائم الكبيرة ألى حرمان وأستبعاد ضحايا أنقلاب سباط الأسود من قانون السجناء والسياسيين ألى أستمرار حالة عدم النظر بشكوى أعادة ممتلكات الحزب التي صادرها النظام الدكتاتوري نعم ((ما صودر بقرار سياسي يجب أن يعود بقرار سياسي)) * لكن العملية السياسية كلها باتت تبنى على نظام المحاصصة بين كبار اللعبة ونحن لم نعد منهم ونحتاج لبذل الكثير من الجهود والنضال في سبيل تصحيح مسار العملية السياسية ويوم نرى أن الأعلام المركزي لا يفرق بين علماني وديني ولا بين مؤسسة مدنية وأخرى وترصد الأموال لتغطية تأريخ كل شرائح وتلاوين المجتمع العراقي نترك تأريخنا وملفات شهدائنا لهذه المؤسسات لكن أذا ما بقي الحال على مبدأ (واوي حلال وواي حرام) علينا بالتفكير مليا بأساليبنا وبرامجنا وخطابنا السياسي.

 

لندن في 13/1/2010


*
من تصريح لسكرتير الحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى

 

 




 

free web counter