| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الأحد 16/5/ 2010



هل توجد حياة تحت خط الفقر

حاكم كريم عطية

تعتبر مشكلة الفقر مشكلة عالمية تعاني منها المجتمعات منذ أمد بعيد وقد وضعت الدراسات المتنوعة لهذه الظاهرة منها أقتصادية ومنها أجتماعية ومنها سياسية وهي تؤكد جميعها في حال أستفحال هذه الظاهرة أن المجتمع لا يتمتع بعافيته وأنما في مأزق كبير وعلى الحكومات والمعنيين بأدراة الدول التي تعاني من الفقر معالجة هذه الظاهرة ولابد لي قبل الأستمراروالخوض بظاهرة خط الفقر ونتائجه على المجتمع العراقي أن أعرج على الأعلان العالمي لحقوق الأنسان والبند الخاص في حق الأنسان على الدولة بتوفير الحدود الدنيا للعيش بكرامة وقد جاء في البند الخامس والعشرين ما يلي :

الحق في العيش بكرامة
"لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة، وله الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن إرادته.
البند الخامس والعشرين من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

لقد مر العراق بظروف صعبة منذ الحقبة الدكتاتورية وحروبه الثلاثة وحالة الحصار التي فرضت على العراقيين نتيجة سياسة النظام الدكتاتوري الرعناء والذي أسس لتراكم كمي لوضع العراقيين الأقتصادي فخرج النظام الدكتاتوري بنظام البطاقة التموينية لتفادي نتائج سياسته الرعناء وما سببته من آلام للعراقيين ولتفادي الغضب الشعبي وأتساع رقعة المعارضة الشعبية للنظام لذلك تعتبر الحالة الموجودة في العراق أمتدادا لتلك الأوضاع وتلك الأسباب وقد أستبشر العراقيين خيرا بحدوث التغير ولو بقبول الأحتلال لتمني الكثيريين بأستبدال نظام صدام حسين بحكم الشيطان وآملا من المسحوقين والمحرومين بقيام السلطات الجديدة بمعالجة أوضاعهم المتردية وواقعهم المعاشي ألا أن ذلك تبين فيما بعد حلم أبليس بالجنة وأستحالة ظروف العيش والظنك ألى مديات خطيرة أدت ألى ظهور مظاهر في المجتمع العراقي تنم عن أنهيار منظومة الأخلاق والعرف الأجتماعي وهو نتاج لأنفجار تراكمات حالة الفقر والعوز في العراق وغياب البرامج والحلول للحد من هذه الظاهرة وصار العراقيين يذكرون الشهيد عبد الكريم قاسم وحياته وحكمه القصير نسبيا لأنه ترك لدى شريحة فقراء العراقيين نموذجا صادقا ووفيا لهذه الشريحة تشهد على ذلك أحياء الفقراء في مدينة الثورة والحرية والأسكان والكثير الكثير من المناطق الشعبية الفقيرة والتي أعانت شريحة الفقراء على التخفيف من حالةالفقر وظنك العيش ألا أن فرسان البعث لم يرق لهم من أستشهد وفي جيبه حفنة قليلة من الدنانير لتبدأ حقبة اذلال العراقيين وخصوصا بعد أرتكاب النظام الدكتاتوري حماقاته في أدخال العراق في آتون حروب هوجاء لم يكن للعراقيين فيها لا ناقة ولا جمل وكما قلت جاء التغير بالأحتلال الأمريكي وخلال السنوات السبع الأخيرة تضاعف حجم المعاناة لشريحة الفقراء وأصبحوا وقودا لحروب من نوع جديد طائفية وعشائرية وقومية وفساد أداري ومالي لم يبقي حتى على كلمة واحدة من الفقرة الخامسة والعشرين الخاصة بحقوق الأنسان بل شهد العراق تراكم مخيف لظروف أقتصادية وأجتماعية صعبة لشريحة الأرامل والأيتام المهجرين والمهاجرين وغياب فرص العمل وظهرت حرف جديدة في المزابل ومفارق الطرق جنودها جيش الفقراء من الأيتام والأرامل والعاطلين عن العمل وأزداد حجم الجريمة لمديات كبيرة جدا وأصبح العراق أرضا خصبة للأرهابيين ومشاريع الأرهاب وتجار المخدرات وتجارة الجنس وبنظرة بسيطة للمادة 25 من الأعلان العالمي لحقوق الأنسان نرى أن ما ورد فيه هو أدنى المستلزمات وبحساب توفر الماء النظيف والكهرباء والدواء والسكن ترتفع نسب الفقراء في العراق ألى نسب كبيرة جدا .

أن التأكيد من خلال هذا البند على توفير الحدود الدنيا من وسائل العيش وأن الأخلال به يتولد عنه تنامي نسبة الفقر وزيادة المعاناة لشريحة الفقراء وبالتالي في حال وجود نسب أحصائية في المجتمعات يمكن أن تراقب نسب الدخل والتي تعتبر المؤشر الرئيسي لتبيان أعداد العوائل والأفراد التي تعيش تحت مستوى خط الفقر وقد يختلف تفسير هذا الخط من بلد لاخر في تحديد الأعداد التي تنضوي تحت نسبة هذا الخط والجدير بالذكر يجدر الأشارة بأن الدراسات الدولية تشير بوضوح ألى أن هذه الظاهرة ملازمة للدول الفقيرة وأن ظهورها في المجتمعات الغنية هو دليل على عجز الحكومات عن وضع برامج لمعالجة ظاهرة الفقر في تلك البلدان وكذلك هناك دراسات تشير ألى أن دولا نفطية غنية مثل السعودية لديها من نسب العيش تحت خط الفقر وكذلك العراق الذي تؤكد النسب المعلنة مؤخرا أن ما نسبته 23% من السكان تعيش تحت مستوى خط الفقر وهي أحصائية أكدت عليها الكثير من المنظمات الدولية والمحلية ولعل النظر ألى ما يجري في العراق من صراع على السلطة يمكن أن يفسر بوضوح سبب تصاعد هذه النسبة وسبب حصول تفاوت طبقي حاد في المجتمع العراقي وفي ظل وجود مظاهر خطيرة أخرى منها الفساد الأداري والمالي وطريقة حكم العراق بنظام المحاصصة الذي وفر حماية الفاسدين بل ووضع عناصر في مهمات ووظائف وحرمان العراق من الخبرات الوطنية زادت من معاناة المواطن العراقي وغياب الرؤى والبرامج العلمية المستندة على الأحصاءات الدقيقة لأعداد العراقيين ومستوى معيشتهم أن ظاهرة العيش تحت خط الفقر ستتفاقم ما لم يتم وضع برامج وخطط لمعالجتها أرتباطا بخطط معالجة المشاكل التي يعاني منها المجتمع العراقي ومنها ظاهرة الأرهاب والحاضنة التي يعيش ويستمر عليها فكل التجارب الدولية والدراسات تؤكد أن الأرهاب يعيش على حواشي ظاهرة الفقر وظاهرة الحاجة والعوز ناهيك عن حق الأنسان العراقي الذي تكفله الأعراف والقوانيين الدولية وحقه على الدولة المكفول دستوريا لكنني ربما أعزف على وتر نشاز لأن معاناة العراقيين في واد وهموم المتصدين للعملية السياسية في واد آخر والذي أكدته البرامج المعلنة للقوى والكتل السياسية فلم نلاحظ ذلك من خلال برامج الكتل الأنتخابية أية أشارة واضحة لوجود برامج لمعالجة هذه الظاهرة عدى برنامج عدد قليل من الكتل والقوائم وهو ما يعمق الحالة المتدهورة والتي لم تنل حقها في الأنتخابات الأخيرة في وضع شريحة الفقراء العراق مما ينذر بمخاطر حقيقية على بناء المجتمع العراقي الخالي من الأزمات ويتمتع بوضع أمني مستقر للشروع بالبناء الأقتصادي أن ما يمر فيه العراق لا يمت بصلة لوضع شريحة الفقراء والمعوزين في العراق فالصراع على كرسي رئاسة الوزراء في الدول المتقدمة والدول التي تؤمن بصندوق الأقتراع هو البرامج لمعالجة الظواهر الأقتصادية والأجتماعية والسياسية وأذا ما نظرنا ألى البرامج والمناظرات السياسية نلاحظ أنها كلها تصب في خدمة الناخب وكيفية أقناعه بالتصويت لهذه الكتلة أو تلك لأن الناخب يريد حياة لائقة له ولعائلته وأنه هو دافع الضرائب التي تدفع رواتب النواب أما في عراقنا فيبدو أن الآية معكوسة وهموم المتصدرين للعملية السياسية في واد وهموم الفقراء في واد آخر فالعيش الرغيد في اروقة المنطقة الخضراء وقصور أبن العوجة وبناء المسابح ووسائل الترفيه لعوائل ساكني هذه المنطقة يجعل من الصعب على على هؤلاء الساسة وضع حد لمآسي العراقيين أللهم ألا أذا أقترحنا على أعضاء المجلس النيالبي وأعضاء مجالس الرئاسة الثلاث الجديد العمل لمدة أسبوع في سوح عمل الفقراء في المسطر وأكوام الزبالة ومفارق الطرق وعمالة الصغار وأماكن سكن وعيش المهجرين وو الكثير من سوح العمل لهذه الشريحة وأقول ربما يترك ويحرك وازع الضمير لديهم للأهتمام بشريحة الفقراء ولكن هيهات ففاقد الشيء لا يعطيه وبنظرة بسيطة لعراقي تحت خط الفقر هل ترون معي كم عدد العراقيين بتطبيق المادة 25 من لائحة حقوق الأنسان قد يكون وأي حياة يعيشون في جحيم خط الفقر.


الصورة مأخوذة من موقع كرملش
صور من واقع العراقيين
 

لندن في 16/5/2010
 

 

free web counter