| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

السبت 15/12/ 2007



الطائفية و الدكتاتورية

حاكم كريم عطية

الكل يعلم أن العملية السياسية بنيت على أساس خاطيء وهذا الأساس يبدوأنه في مصلحة قوى كثيرة في المجتمع العراقي وأقصد القوى الطائفية في المنهج والتفكير فلقد كان أرساء هذا البناء حجر الزاوية لهذه القوى وقد أسدى بريمر والأدارة الأمريكية جميلا لن تنساه قوى الطائفية في العراق التي تتغنى بالديمقراطية والدستور أسما وتطبق مفاهيم طائفية بحتة خدمتها أنتخابات الكل كان يظن أنها نقطة البداية لعراق ديمقراطي والحقيقة كانت بداية عهد الطائفية وأفرازاتها ونتائجها دفعها ويدفعها العراقيين قتلا وتشريدا وفقرا وعوزا ومهانة هذا الشعب العظيم الذي تحمل مع قواه السياسية الحقيقية دكتاتورية صدام حسين ليعيش عصر الطائفية وفرسانها أنه زمن أغبر هذا الذي تتغلف فيه الطائفية بغلاف الديمقراطية والدستور وما بينهما هياكل دستورية لبرلمان الحجاج الذي عكس حتى مفاهيم الدين لتتماشى مع رغبته في الحجيج على حساب آهات وأنات المحرومين والفقراء وأستغاثات الشعب لطريق للخلاص وهو طريق لم يتأثر أبدا أن كان النصاب البرلماني سيكتمل أم لا فما عاد الأمر مهما فالحاج مكفول دستوريا وقانونيا وأقتصاديا وليذهب الشعب العراقي ألى الجحيم وأن كانت هذه النخبة كما تدعون التي جاءت عبر صناديق الأقتراع فالشعب بريء منها ومزبلة التأريخ لازالت مفتوحة وللأصبع الأزرق حكاية معكم قادمة فهل سيتعلم العراقيين في أختياراتهم مستقبلا أم يبقى للعاطفة مكان لتلعب عليه قوى الطائفية مرة أخرى فأن كان فعلى العراق السلام . يحزنني كما يحزن الكثيرين وضع العراق دائما تركب أمواجه جهلة السياسة وتغلف سمائه الأكاذيب وينهش لحمه الغربان بكل تلاوينه وأطيافه فمن أغتنى تحت يافطة الدين ومن بسط النفوذ تحت يافطة الدين ومن أعتلى وتصدر العملية السياسية بأسم الشعب العراقي كان نصيبه حرب معلنة ومغلفة بالديمقراطية والدستور وهذا هو حال القوى الحقيقة التي ناظلت وضحت وقدمت الكثير على طريق النضال في سبيل أسقاط النظام السابق تناحر الآن لموضع قدم علها تستطيع أنقاذ ما يمكن أنقاذه من براثن الطائفية وكبح جماح هذا المد الذي سيحرق الأخضر مع اليابس أن أستمر ولا يغركم ما آلت أليه الخطة الأمنية فلربما يحتاج المالكي ألى خططا كثيرة ومتنوعة لحل مشاكل العراق فان فرغنا من القاعدة هناك بدر وجيش المهدي وجيش القدس وو الكثير وهناك الأنبار وهناك ديالى وهناك كركوك وهناك النجف وهناك وهناك فلا تأخذكم نشوة الأنتصار في فسحة الخطة الأمنية نعم هي مشجعة ولكنها لاتكفي لحل المشكل العراقي فهو أكثر تعقيدا ويحتوى على الكثير من المطبات والفخاخ السياسية والطائفية فما أن تعلنوا عن تحسن في مجال ما سيقدم لكم أدعياء العملية السياسية الكثير على طبق من فضة
فما تتحقق في الوضع العراقي قد يكون من وجهة نظر الطائفيين تقدما ونصرا على طائفة اخرى ولكنه حقيقة يضيف مأسات أخرى لمأسي الشعب العراقي فالعراق لا يحتاج لمن يفكر بطائفته فقط ومن يعلن خدمة طائفة معينة ويسرق وينهب الطائفة نفسها وبالتالي جيش يخدم الفساد الأداري والمالي محمي بتشكيلات المليشيات من كل الأنواع تمتد من خارج العملية السياسية ألى داخلها فالكل مشترك ومغلف بتصريحات تثلج صدر السامع ولكنها في الحقيقة ضحك على الذقون خريجوا مدارس الروزخونية ورموزها تضخ وتجتهد وتخرج الكثير ممن تحتاجه العملية السياسية في العراق حتى صحى العراق على جيش من الكوادر بنصف شهادات مزورة وأخرى لمدارس من أيران لايمكن تعقب مناهجها وما اهمية الشهادة التي تمنحها سوى أنها فقهية . العملية السياسية في العراق في خطر ليس من الحرب الأهلية أو من القاعدة وفلولها العملية السياسية في خطر حقيقي من الطائفيين وأصحاب المليشيات المتصارعة ومن يريد أن يغلف طريق السير بالعراق ألى مجتمع ديني تغلفه صفحات الدستور ويضيء طريقه البرلمان وتلهج بأسمه الديمقراطية أنه الطريق الطبيعي لكل الطائفيين مستفيدين من تجربة أيران وكيف تمكنت قوى الدين من حسم كل الصراعات لصالحها بأساليب أقل ما يقال عنها أنها لا تمت بصلة للمجتمعات البشرية المتحضرة وكيف أنقظت على اليسار والعلمانيين كخطوة أولى لتثبيت أسس الدولة الدينية وبالتالي يمكن أن نفسر كل الظواهر التي تجري على الساحة العراقية من أمتهان لحقوق المرأة ومحاولة طمس دورها في المجتمع ألى قتل وتشريد وتهجير العقول العلمية وأختيال رجال الكلمة ومثقفي العراق وخيرة كوادره من علماء ومثقفين وباحثيين ومن لا يمت بصلة للتوجهات الدينية في العراق هذا أضافة ألى الموقف من الأديان الأخرىوالتي أصبحت مشروع مهاجر للحفاظ على على حياة الناس واختلاف الأديان أنه طريق مسدود محفوف بالمخاطر يستوجب وقفة جادة من العراقيين الشرفاء قبل أن يصبح أمر واقع يتطلب منا تنازلات كبيرة تذكرنا بتنازلات القوى الوطنية أيام حقبة دكتاتورية صدام حسين.

لندن في 15/12/2007
 

Counters