| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

                                                                                       الجمعة 15/4/ 2011



خبر عابر
مقبرة جماعية لشهداء (الشيوعي)

حاكم كريم عطية 

البصرة - الصباح
13/04/2011

عثرت فرق الخبراء التابعة لوزارة حقوق الانسان على مقبرة جماعية في صحراء الانبار تضم نحو 800 شخص اعدموا على يد النظام المباد.وقال مصدر في وزارة حقوق الانسان في تصريح صحفي ان معظم الضحايا ينتمون الى الحزب الشيوعي العراقي، مؤكدا وجود الشارات الخاصة بالشيوعيين التي تحمل شعار "النجمة والمنجل". واضاف المصدر ان الخبراء اكدوا ان معظم الضحايا اعدموا في اعوام 85 و86 و87 من القرن الماضي، مبينا ان بعض الضحايا كانوا يحملون بطاقات تدل على انهم طلبة كليات.ولم يذكر المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، مزيدا من التفاصيل، رافضا الكشف عن المحافظات التي ينتمي اليها الضحايا.واوضح ان عددا قليلا من الضحايا كانوا يحملون ادعية وصورا للشهيد محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة الاسلامية.

 كنت أنوي الكتابة عن زيارتي الأخيرة لبغداد وبعض محافظات العراق بعد أن مررت بفترة أستراحة من هول الصدمة التي يمر بها كل زائر للعراق في وضعه الحالي لكن الخبر المنشور أعلاه جعلني أترك كل شيء والرجوع ألى ذكريات قوائم الأعدام التي طالت آلاف الوطنيين والمناضلين حيث عملت دوائر الأمن والمخابرات والسجون السرية على تصفية السجناء السياسيين والمعتقلين في سجون الدكتاتورية في حملة تنظيف سجون الدكتاتورية من أشرف من عرفهم تأريخ العراق السياسي نعم كنت أنوي الكتابة عن بلد أكلته ماكنة التخلف وتركته صفحات متناثرة تحمل ذكريات الماضي في ثنايا كتاب مركون في مكتبة قديمة نعم هزني هذا الخبر وآلمني أن يمر مرور الكرام رغم هول عدد الرفاة التي تضمه هذه المقبرة هل صارت ثقافة القتل والدم الرخيص معبرا لهكذا أنباء تتسرب من خلال الفضائيات والأعلام والأحزاب بل وحتى الجهات السياسية التي كان عليها أن تكون حاضرة في كل تفاصيل ما يجري في ساحة الجريمة للوقوف على حقيقة ما جرى هل أصبح شهدائنا أرقاما في كتب مركونة كيف يمكن للضمير العراقي أن ينام بعد كل هذا الركام من المآسي لقد أرتكب النظام مجازر وحشية بحق أعداد كبيرة من العراقيين والعراقيات وتحت مسميات عديدة لكن لهؤلاء حق على الدولة وعلى القوى السياسية أن تكشف هذه الجرائم بل ومن العار جعل مثل هذه المكتشفات تمر مرور الكرام من العار أن نتغنى ونعمل بمناسبات على ذكرهم فقط وحين ياتي اليوم الذي نبحث فيه عن الدليل المادي يمر كخبر عادي في بلدان أخرى أيها السادة تقوم الدنيا وتقعد لأكتشاف رفاة أناس عاديين في جريمة عادية ويمكن أن اعدد لكم الكثير من الجرائم التي شغلت بال البشرية والأعلام والفضائيات في العالم المتحضر كجرائم عادية لا جرائم حرب وأبادة ودكتاتورية ولكن مع الأسف لقد قدم هؤلاء الشهداء أرواحهم في سبيل أن يأتي اليوم الذي يرى فيه العراق حريته وحرية أبنائه ولكن الطريقة التي تداول الخبر فيها كانت بائسة ولا تعبر عن أدنى مسؤولية أتجاه الضحايا سواء من الدولة أو من الكتل السياسية أنه العراق الجديد وله صلة في حديثي القادم كيف أصبحنا نملك نعمة النسيان وعدم الأكتراث حتى صار شهدائنا ارقاما نذكرهم في أيام معينة أنها مأساة العراق مأساة جيل ضائع تقوده المصالح لا يصلح للبناء والضحية هو بلد اسمه العراق.
 

لندن في 15/4/2011


 

 

free web counter