| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الأثنين 14/4/ 2008



مناطق نفوذ الصدريين ومعاناة المواطن العراقي

حاكم كريم عطية

تعاني مناطق عديدة في العراق من الحصار ومنع التجوال فيها منذ الخامس والعشرين من شهر أذار حيث أعلن رئيس الوزراء عن أطلاق حملته المسمات بصولة الفرسان والتي أستهدفت بحسب رئيس الوزراء كل المجاميع المسلحة والتي تشكل الخارجين عن القانون والعصابات المسؤولة عن الأغتيالات والأختطاف والقتل والسلب وتهريب النفط والفساد الأداري والمالي في مدينة البصرة والتي أعتقدها الصدريون أنها موجهة للتيار الصدري وأتباعه في البصرة مما أشعل فتيل المعارك المسلحة وسقوط المئات من الضحايا من المدنيين والعسكريين وأتباع التيار الصدري وقد أتسع نطاق المواجهات ليشمل العراق كله مما حدى برئيس الوزراء العراقي ألى أعلان حضر التجوال في مناطق عديدة من العراق وخصوصا في العاصمة بغداد حين أعلن عن حضر التجوال في مدينة بغداد والشعلة والكاظمية ومدينة الصدر وبعد أيام أعلن عن رفع هذا الحضر عن مدينة بغداد ولكنه بقي ساري المفعول على مناطق مدينة الصدر والكاظمية والشعلة وبعد ذلك رفع الحضر عن مدينة الكاظمية وأبقي على مدينتي الشعلة والصدر . وكان من تصريحات العسكريين والناطق الرسمي بأسم رئيس الوزراء والناطق الرسمي بأسم خطة فرض القانون أن الأبقاء على حضر التجوال في هاتين المدينتين يعود ألى شك الحكومة والقوات الأمريكية أن مجموعات أنشقت عن جيش المهدي تطلق صواريخ كاتيوشا وغراد على المنطقة الخضراء والمناطق المحيطة بها هذه الصواريخ ومحطات أطلاقها هي يوغسلافية الصنع وقد طورت في أيران وأستخدمت من قبل حزب ألله سابقا بقصف الأجزاء الشمالية من أسرائيل خلال الحرب اللبنانية الأسرائيلية الأخيرة ألا أن أحدا لا يعرف من أين تأتي هذه الصواريخ وكيف تنقل وأين تتمركز في هذه المدن ومن الراجح أنها محمولة على منصات متحركة حيث يمكن نقلها من مكان ألى آخر حيث فشلت القوات العراقية والأمريكية بعد تفتيش قطاعات واسعة من مدينة الصدر وخصوصا قطاع 45 ألا أنها لم تفلح بالعثور على أي شيء يذكر عدى الأسلحة المتوسطة والخفيفة .
يبلغ تعداد نفوس مدينة الصدر بحوالي ثلاثة ملايين نسمة بحسب مصادر الصدريين وتعتبر من معاقل الصدريين رغم وجود نفوذ كبير أيضا للحزب الشيوعي العراقي هناك يجري التعتيم عليه لغايات معينة ونتيجة الأرهاب المنفلت لبعض من جماعات الصدريين ضد التجمعات الأخرى المنخرطة في العملية السياسية وشعبية الحزب الشيوعي جاءت من أن مدينة الصدر كانت أيام الدكتاتورية معقل للشيوعيين وكان يحسب لتنظيم الحزب ألف حساب هناك من قبل النظام الدكتاتوري وقد ظلت على هذا الحال رغم أشتداد الهجمة الدكتاتورية على المدينة ورغم الضربات التي وجهت لتنظيم الحزب هناك حيث لا زال مواطني هذه المدينة يذكرون نضال الشيوعيين في سبيل حقوق المواطن في مدينة الثورة آنذاك وسيذكرونهم في هذه الأيام الحالكة في ظل هذا التخبط للحكومة والتيار الصدري في العملية السياسية وأنعكاساتها على حياتهم المعيشية. أن مدينة بهذا الحجم (64 قطاع) وبهذا التعداد السكاني مغلقة على الأجهزة الأمنية والعسكرية لا يمكن أن تدار بهذه الطريقة ولا يمكن أن يؤخذ الناس بجريرة بعض المحسوبين على التيار الصدري لتعاقب المدينة بأسرها على طريقة غزة طريقة الحصار وصولا لأخضاع الناس في ظل تراجع كبير في مستوى الناس الثقافي والوعي السياسي وأنتشار بعض الجماعات التي تدعوا الى أستخدام القوة في حل النزاعات على أساس مقارعة المحتل وأذنابه من العراقيين ممن هم داخل العملية السياسية ساعد في ذلك الأهمال والتميز في سياسة تقديم الخدمات ومشاريع الأعمار والخدمات الصحية والكهرباء والماء ونسبة البطالة في هذه المدينة وحيث يشكل 90% من قوى هذه المدينة من العمال والكسبة وذوي الدخل المحدود أعتقد أن الحكومة والمحتل سيصلون ألى طريق مسدود في التعامل مع مدينة الصدر وغيرها من المدن التي تشكل مناطق نفوذ الصدريين لسبب بسيط هو غياب البرامج لمعالجة هذه المناطق الساخنة والتي تعج بالمشاكل الأجتماعية والأقتصاديةوالسياسية أن هذا الأهمال أدى ألى توجه معظم سكان هذه المناطق للتيار الصدري ومن ينظم تحت لوائه لأنه عوض بعض الشيء بعض مطالب هذه الحشود البشرية مستفيدا من عنجهية المحتل وضعف أداء الحكومات العراقية المتعاقبة على الحكم في العراق وهذا ما ينطبق على مناطق كثيرة في العراق حيث تجري معالجة الأمور عسكريا بأساليب لا تختلف عن أساليب النظام الدكتاتوري وعنجهية الحصار الأسرائيلي على الفلسطينين في أراضيهم وكان يجب على الحكومة والمحتل الأنتباه ألى هذه المظاهر ومعالجتها ووضع البرامج لحلها ورغم النداءات والدعوات من قبل الكتل السياسية والأحزاب والمفكرين والكتاب والحريصين على هذا الوطن ألا أن كل تلك النداءات لم يجري الأخذ بها مما أوصلنا للحال الذي يكتوي العراقيين فيه من خصام بني جلدتهم ونار المحتل وعنجهيته في معالجة الأوضاع في العراق . أما موقف التيار الصدري فهو الآخر لا يقل خطورة عن موقف الحكومة والمحتل أزاء هذه الملايين التي تعاني من ويلات السياسة وتقلباتها فمواقف الصدريين لا يمكن تحليلها ببساطة ورغم تغليفها بالمطالبة بخروج المحتل ألا أن هذه السياسة تحمل في طياتها الكثير من المخاطر الجدية على مستقبل العراق السياسي ولابد من القول أنه لايمكن أن تجتمع متناقظات السياسة كلها في مواقف الصدريين من دون أن يكون لهذا علاقة مباشرة بتكوين هذا التيار ومن تمكن من أن ينضوي تحت لوائه من البعثيين ورجال أجهزة المخابرات والأمن ورجال العصابات والنهب والسرقة ألى جانب التيار الأم الصدري والذي لا يمكن لأحد أن ينكر دوره ومواقفه في العملية السياسية ألا أن أتساع هذا التيار وعدم وجود المعايير لقبول هذا العنصر أو ذاك مهد الطريق للكثير من القوى التي تقف بالضد من العملية السياسية لأختراق هذا التيار كغطاء شرعي وقانوني لمخططاتهم المقبلة وخصوصا بقايا حزب البعث والموالين له ممن فقدوا أمتيازاتهم التي كسبوها من النظام الدكتاتوري وفرسان جيش الفساد الأداري والمالي وعصابات الجريمة المنظمة وجيش الحواسم كل هذه الجهات أثقلت التيار الصدري وحرفت الكثير من توجهاته الوطنية بأتجاه المصالح الشخصية والحزبية والأمنية والدينية وغيرها مما حدى بالتيار ألى تجميد نشاطه مدة ستة أشهر ومددت أخيرا ألى ستة أشهر أخرى وهذا أن دل على شيء أنما يدل على أدراك قيادة التيار الصدري لهذه المخاطر وتفهم تحذير العديد من الأحزاب والكتل السياسية لخطورة جيش المهدي وتشكيلاته والمجاميع المنظوية تحت لوائه واليوم حيث تشتد الأزمة بين التيار والحكومة والمحتل وفي ظل تطورات خطيرة في العراق ينبغي الحذر من مشاريع تريد تمزيق العراق وأطالة زمن عدم أستقراره وعمليته السياسية تارة بأغتيال رموز العملية السياسية وتارة بخلق الأزمات في حاجات المواطنيين وهي مظاهر لا يمكن الأستهانة بها في ظل الوضع المتردي لأداء الحكومة على كل الأصعدة وها هو الصدر يعود من أيران في ظل تصريحات تنفي وجوده أصلا في أيران لأنه طلب من المرجعية الأفتاء بمشروعية وجواز حل جيش المهدي لأنه لايعتبر مليشيا وأنما جيشا عقائديا ولما كانت المرجعية لا تتعامل ألا مع الصدر نفسه في هذا الموضوع ورغم مواقف المرجعية السابقة الواضحة في هذا الخصوص حيث أكد المرجع السيستاني بأن يكون السلاح حصرا بيد الدولة تتطور الأوضاع بأغتيال أحد أكبر مساعدي الصدر النوري حيث تطورت الأوضاع الأمنية بشكل خطير ينذر بأن أعداء العراق لازالوا يمتلكون الكثير من خلاياهم النائمة في العراق والتي تخترق هذه المليشيا أو تلك أو هذه الكتلة السياسية أو تلك وبتواجد رجل الدين الشيعي ورئيس الوزراء السابق أبراهيم الجعفري في أيران والذي يشاع أنه متواجد هناك لحل أزمة قضية جيش المهدي وحله ووجود مرجعيات دينية كثيرة في أيران يمكن أن تؤثر على مثل هذه القرارات تثبت هذه المؤشرات أن أيران لازالت تمسك بخيوط الوضع الأمني في العراق وتلوح بالعصا لأمريكا رغم أن قسم من المحللين السياسيين يشيرون ألى نوع من التقارب الأيراني الأمريكي بخصوص الوضع الأمني في العراق وما يشاع على أن أيران طلبت من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بمغادرة الأراضي الأيرانية وفي خضم هذا الصراع ينبري علينا بتريوس المسؤول العسكري عن القوات الأمريكية في العراق ليصف رجل الدين المبعد من أيران بقوله"أعتقد أن أفضل طريقة لوصف مقتدى الصدر هو أنه يمثل الواجهة والقيادة لحركة سياسية عراقية شرعية مهمة للغاية" وفي تعليق آخر لبتريوس يوصي بالتيار الصدري بقوله"التيار الصدري حركة سياسية شرعية وعلى الحكومة العراقية التواصل معها" أن هذا التطور في أتجاهات السياسة الأمريكية بوصف التيار الصدري يجب الوقوف عنده بالتأمل والتحليل لاسيما بعد أطلاق المالكي للكثير من التوصيفات للتيار الصدري وهي دلائل مهمة لمستقبل أصطفاف القوى العراقية في العراق لكن يبقى السؤال الوحيد الذي يتكرر دائما هل سيحل الوضع العراقي المعقد على هذه الشاكلة وهل توصل هذه الخطوات الترقيعية لحل المعضل العراقي ولا يتكرر حصار غزة على مدينة الصدر والشعلة والكاظمية وتستمر معاناة الناس من فقراء العراقيين سؤال سيظل يتكرر ما دام القرار بيد من لاتهمه مصلحة العراق والشعب العراقي ولا يمتلك البرامج الكفيلة لحل وضع العراق المعقد ووضع حد لمعاناة العراقيين .



لندن في 12/4/2008
 


 

Counters