| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الجمعة 13/6/ 2008



الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات خير ضمانة
من معاهدة حماية أمريكية

حاكم كريم عطية

تدور هذه الأيام رحى تريد طحن الشعب العراقي وتطلعاته في بناء مستقبله من خلال معاهدة مذلة بين طرفين غير متكافئين حيث تحاصر الحكومة الأمريكية وحلفائها من الكومبرادور الذي بنته خلال الخمسة أعوام الماضية لتكريس أحتلال العراق والهيمنة على ثرواته وجعله قاعدة عسكرية بديلة لمناطق باتت ترفض هذا الوجود ولتحكم قبضتها على منطقة الشرق الأوسط بثرواتها النفطية والبشرية وتجعل من العراق قاعدة للتدخل والمعالجات العسكرية السريعة لأيران وسوريا ولبنان على حساب أبناء الشعب العراقي ومعاناته خلال الحقبة الصدامية ولتستمر عذابات العراقيين من الفقراء والمعدمين وذوي الدخل المحدود وخمسة ملاين من الأرامل ومئات الالآف من الجرحى والمعوقين والعاطلين والمهجرين في ظل حكومة لازالت دون مستوى المواجهة مع هذا العدو الشرس وأسلحته المختلفة وفي ظل أختيار طريق لم ينجح في تعبئة الشعب العراقي وجماهيره وقواه الوطنية للوقوف صفا واحدا أمام هذه الهجمة الشرسة من الصراع الطاحن بين مصالح دول الجوار والولايات المتحدة الأمريكية حيث لا زالت الحكومة تتعكز على أوتاد الطائفية والمصالح الذاتية لهذه الكتلة السياسية أو تلك ولا زال الصراع بين القوى السياسية وقوى أحزاب الأسلام السياسي يضعف هدف بناء جبهة موحدة للوقوف بوجه كل المساعي الرامية لأخضاع شعبنا وتركيعه من خلال فرض شروط القوي على الضعيف وهو واقع قائم لأستمرار حالة التناحر والصراع على المصالح خلال الخمسة سنوات التي قضت عاش فيها الشعب العراقي ولا زال يعيش ظروف صعبة على كل الأصعدة ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لا تليق بالبشر ولا الأنسانية في بلد ينعم بالخير الذي لا يصل الى أفواه المحتاجين من هذا الشعب وأنما أتخم البطون والكروش والجيوب من أنتهازي هذا العصر وجيش الفساد الأداري والمالي وساسته الجدد لقد كتبت وكتب اللألآف من الكتاب والمعنيين بشأن أبرام المعاهدة العراقية الأمريكية المرتقبة ولو جمعتم ما كتب في الصحف والمواقع الألكترونية والمذكرات التي قدمت من أحزاب وكتل سياسية وصحافة حزبية ستجدون أن العراقيين بمختلف شرائحهم أجمعوا على أن المعاهدة التي تجاهد أمريكا لعقدها مع العراق لن تجلب الخير والسلام والطمأنينة للشعب العراقي ولن تحل مشاكله ولن تصلح الظروف المتردية التي يعيشها فقراء العراقيين لأن محتلا لم يبالي بالعراق وثرواته وتأريخه ومواطنيه وجعلها عرضة للسلب والنهب والأنتهاك سيستمر على هذا الحال وسيخلق ألف دكتاتور من العراقيين لحكمهم بالحديد والنار فلو كان لدى المحتل أي أحساس بالعراقيين ومعاناتهم لما عاش الجندي الأمريكي في معسكرات فيها من وسائل الراحة ما يوازي فنادق الدرجات الراقية وفيها من وسائل الأتصال ما زاد على ذلك وفيها ما زال ممثلي الشعب من أعضاء البرلمان يمكن أن يتعرضوا للأهانة من جندي أمريكي بسيط سيتمتع بالحصانة مستقبلا من خلال معاهدتكم ولرأيتم بأن الجميع يتفق على أن معظم مشاكل العراق وأزماته فيها طرف أساسي هو الولايات المتحدة الأمريكية وأنها المستفيد الوحيد من هكذا معاهدة مذلة تخافون على البنود التي تهم أيران ودول الجوار وعدم التدخل في شؤونها وتتركون الحق لبلد محتل أن يعتقل من يشاء ويقوم في أجراءات أمنية وعمليات عسكرية دون مشاورة الحكومة العراقية وممثليها الشرعيين وتسمون هذا بلد ديمقراطي اي زمان هذا حين تنقلب الديمقراطية لتصبح لعبة مصالح وضمان كرسي لسنوات عديدة على حساب حرية وكرامة الشعب العراقي أي أذلال سوف نرضى به من خلال معاهدة نحن لسنا مجبرين على توقيعها حتى ولو قبلنا بتمديد قرار الأمم المتحدة ولماذا نخاف من أشراك المجتمع الدولي معنا وتحمله المسؤولية أزاء قضايا شعبنا أذا كنا غير قادرين على مواجهة أمريكا ألا أذا كنا نشترك معها في المصالح والنوايا نعم أيها السادة أجمعوا ما كتب عن هذه المعاهدة وما سيكتب وأصغوا ولو لمرة واحدة لما يقال ويكتب وخذو من تجربة قوى شعبنا المختلفة التي قارعت الدكتاتورية أيام المعارضة العراقية ونضالها ستجدون أن الطريق الوحيد للعراق هو المجتمع الديمقراطي مجتمع المؤسسات وتدوال السلطة وسماع الرأي الآخر أن مجتمع لا يتخلص من آفة الصراع على المصالح لن يسمو فيه أسم العراق وسوف يكون لقمة سائغة لكل صاحب مصلحة على هذه الأرض وسيبقى الشعب العراقي يعيش هذه الظروف وليدة الديمقراطية الأمريكية والتي تنفذ بأياد عراقية شعبنا لا يستحق ما أنتم مقدمون عليه والظلم لو دام دمر.

 
لندن في 23/6/2008
 

free web counter