| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الخميس 13/8/ 2009



هل تخضع خطب الجوامع والحسينيات
للرقابة والحساب مثلما تخضع الكلمة الحرة

حاكم كريم عطية

من بين ما تميز به الوضع الجديد في العراق هو الحرية المطلقة لرجال الدين في النقد والسب والقذف دون مراعاة لقوانين ودستور يحكتم له القائمين على السلطة السياسية في العراق وهذا الأنفلات في الحرية المطلقة يقابله تضيق معلن وغير معلن على الحريات الصحفية وعلى السياسيين المعارضين ممن ليس لديهم مرجعية دينية وما يتبعها من لوازم التأديب كالمليشيات والقوات الخاصة والحرس الخاص ورجال العصابات أصحاب العمل في القطعة في قتل الناشطين في مجال فضح ممارسات هؤلاء ورغم أن التطمينات من الحكومة ووزراء حقوق الأنسان والحريات تبشر بالعهد الجديد ألا أن الحساب البسيط لما تكبدته شريحة الكلمة الحرة الناقدة يبين أننا في حقبة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقترب من بلد يستعد لبناء حياة دستورية يتمتع فيها الفرد العراقي بحريته وكرامته ويمكن أن تسمى حياة ضامنة لهذا الفرد في أن يعبر عن رأيه فيما يجري على الساحة العراقية وهو الذي ما زال يتحمل الويلات ونشاط الأرهابيين وبؤس الخدمات وقائمة طويلة جعلت من حياة العراقيين جحيما لا يطاق فمن عاش وأعتاش في المنطقة الخضراء أو في المكاتب الخاصة في الجوامع والحسينيات التي تنعم بكل وسائل الراحة لا يمكن أن يرتقي لمعاناة العبد الصالح في شموس تموز وآب ولا يمكن أن يرتقي ألى معاناة الفلم الذي يقطر دما على دماء العراقيين التي تسفك هدرا كل يوم ناهيك عن الدماء التي تسفك على أيدي مرافقي هذا وذاك من السياسيين ورجال الدين والذين كما قلت أنعم الله عليهم بنعمة المرافقيين وشلل كاتم الصوت من بقايا المليشيات التي تحولت الى مجاميع للقتل الخاص وترهيب الناس فحادثة بنك الزوية خلصت ألى دروس عدة أولها رخص الأنسان العراقي عند سياسي ورجال دين العهد الجديد حيث أن النيا قامت لا لشيء أنما كيف ربطت قضية سرقة بنك بوضح النهار بحزب كبير يشترك في العملية السياسية وسارع كل منهم قبل المبادرة بالأسف على الضحايا والأعتذار من عوائلهم وذويهم بالدفاع عن نفسه وسمعته وسمعت الحزب والطائفة التي ينتمي أليها وهذا السيناريو يتكرر في كل مرة ولذلك أخلص ألى القول وعذرا للشعب العراقي أن الأنسان العراقي لم يعد ذا قيمة فقتل ثمانية عراقيين بكاتم الصوت وفي وضح النهار لها دلالات كبيرة وتقودنا ألى أن هذه النظرة الدونية للأنسان العراقي تجعل منه صيدا سهلا للمشاريع الأرهابية لتوريط هذا الحزب أو ذاك أو هذه الشخصية أو تلك فثمن الأنتخابات القادمة سيكون غاليا من دمائكم أيها العراقيين وثمن التحالفات الجديدة أيضا له ثمن باهض والكل لا يريد أن يعود ألى المربع الأول في العملية السياسية ألا تبا لعملية سياسة لا تخلص ألى حرية الأنسان العراقي وكرامته وعيشه ويا ليتكم تعودون ألى المربع الأول حتى تقفون بشجاعة وتراجعون مواقفكم خلال السنوات الماضية وكم عانى العراقيين منها وكيف أن الدستور الذي وضع لترتيب البيت العراقي أصبح وبالا والكل يريد أن يغير ويضيف ويعدل والدستور الذي أريد منه جعل حرية المعتقد والدين والقومية حق شخصي مقدس بات مباح لرجال الدين وممثليهم في العملية السياسية دون غيرهم فتراهم يرعدون ويزبدون دون وجه حق لا لشيء سوى عدم أحترام ما أتفقوا عليه ألا وهو الدستور ودولة القانون فنحن أبعد ما نكون عن هذا الحلم ما دام الدستور يفصل على مقاسات السياسة والدين والمحاصصات ويوم نشعر بأن الجميع يخضعون ويحترمون هذا الدستور سأقول أننا بدأنا من المربع الأول الصحيح .




لندن في 13/8/2009

 

free web counter