| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الثلاثاء 12/8/ 2008



هل سيتحقق موعد الأنصار الشيوعيين
تحت نصب الحرية

حاكم كريم عطية

في غمار توجه الأنصار الشيوعيين للألتحاق بسوح نضال الحركة الأنصارية وقواعدها فتح هذا التوجه الأمل لدى الرفاق بقرب سقوط هذا النظام وتقويضه على يد حركة المعارضة العراقية وفعلا ترك الآف من الرفاق مقاعدهم الدراسية ووظائفهم وعوائلهم ومحبيهم وكل ما غلا غير ذكريات الوطن ودفاتر أشعار وآلة موسيقية وفرشاة وصور وأشعار الحنين للوطن وحقيبة ظهر وبندقية في غمار ذلك المد الثوري وتلبية نداء الوطن قرب الأنصار الشيوعيين حلمهم في لقاء الوطن وحلم الأنصار في هذا التوجه المشروع فكانت لياليهم لا تخلوا من مواعيد لقاء الوطن والأحبة وفي ليلة من ليالي الفرح والتذكر حلق الأنصار مع بغداد الحبيبة وشوارعها وطاف التذكر والحنين أرجاء البيت الكبير ومع نشوة أغاني الحنين أنشد الجميع يا طيور الطايرة والكنطرة بعيدة وأمتلأت حيطان البيت الكبير* بصور بغداد ومدن العراق كلها وبين أغاني الحنين وأمل اللقاء وليلة العبور تعاهد الأنصار قبيل ليلة العبور الكبير لأول مفرزة على اللقاء فحضرت أماكن كثيرة في مخيلة الحاضرين للقاء بعد سقوط النظام فمنهم من أختار ساحة السباع ومنهم من أختار مقر الحزب في شارع السعدون ومنهم من أختار تمثال الأم في حديقة الأمة وبعد أخذ ورد أصطفى المودعين والمغادرين للقاء الوطن على موقع واحد يتسعع لجمهرة الأنصار وأحبتهم وصور شهدائهم وتأريخ حركتهم الثورية أتفق الجميع على نصب الحرية رمزا و مكاننا للموعد حيث يجتمع الجميع في ليلة رأس السنة لسنة 1990 تحت هذا النصب للأحتفال بسقوط النظام في بغداد و قيام مجتمع الديمقراطية في العراق وكان هذا الموعد يبلغ فيه كل المغادرين من هذا البيت صوب الوطن ليلة الوداع للقاء بعد عشر سنوات يومها كان حلم الأنصار مشروعا بعد عذاب السنين وفراق العراق وغربة السنين التي كانت في بداية حرقها لسنين العمر ومرت السنين وبقي الأنصار يتذكرون هذا الموعد للقاء وبين مد وجزر لحركة المعارضة العراقية وحركتها المسلحة وبين غازات سامة وأنفال غيبت آلاف البشر وبين معسكرات اللجوء في تركيا وعبور الحدود عبر سوريا وأيران وتركيا بقي هذا الموعد عالقا في أذهان الرفاق الأنصار وحتى سقوط النظام على أيدي مبشري الديمقراطية الجديدة في سنة 2003 كنت قد زرت العراق في تلك السنة ومررت على ساحة التحرير حينها تذكرت أن للأنصار موعدا تحت هذا النصب طال أنتظاره منذ 1990 وبللت أوراقه دموع الغربة وخيبة الأمل وما زال الشهداء في أنتظار ساعة الفرح معهم تحت نصب الحرية في ليلة رأس السنة وفي ظل عراق ديمقراطي حقيقي نزف فيه قوافل شهدائنا ونحكي للأجيال قصصهم وبطولات الأنصار الشيوعيين العراقيين ونفي بالوعد لشهدائنا الأبرار.


لندن في 12/8/ 2008
 


 

free web counter