| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الأربعاء 11/11/ 2009



قانون الأنتخابات قبر للديمقراطية المنشودة

حاكم كريم عطية

بعد مخاض عسير ولدت الديمقراطية الطائفية قانونا يظمن مصالح الكتل الكبيرة والتي أثبتت التجربة أنها بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب العراقي وطبقاته الفقيرة كتل كان للأحتلال فضلا كبيرا عليها حين أستوزرت وتبوأت مناصب كانت تحلم بها لتلعب دور الدكتاتور المتسلط على متنفس الديمقراطية البسيط بالأمس أنتقد قانون أنتخاب مجالس المحافظات والأجحاف الذي لحق بملايين العراقيين وأصواتهم حين ذهبت لكتل لا تستحق هذه الأصوات بل وأن نماذجا لا تتصف بأية مؤهلات أحتلت مراكزا في مجالس المحافظات جراء مصادرة أصوات الكتل الصغيرة الغير فائزة بعد أن جاهد التيار الديمقراطي والكتل الصغيرة لأيصال وجوه تتصف بالمصداقية والوطنية لخدمة المواطن والتخيف من معاناته وهكذا ذهبت أصوات الملايين لجيوب الكتل المتخمة والمترهلة بالوصوليين والأنتهازيين مما أنعكس بشكل سلبي على مزاج الجماهير ومستقبلية توجهاتها لخوض غمار الأنتخابات المقبلة .

مخاض أستمر لأكثر من عشر جلسات حامية الوطيس وفي غمرة سفر رئيس البرلمان وعجالة الشيخ العطية في التصويت والأقرار جلسة كانت أشبه بحلبة الصراع لأنهاء الآخر مهما كانت النتائج المستقبلية لربط العراق بقانون أنتخابات جائر قتل الكتل الصغيرة بل وحجم مشكلة الأقليات بشكل أستفزازي ينم عن حقد بعيد كل البعد عن أي معيار سياسي مسؤول عن بلد متعدد الطوائف والقوميات ورغم أعتراض النواب هنا وهناك أستمر هذا الشيخ بالعد التنازلي في الحلبة أبتداءا من نسبة المقاعد التعويضية ألى عدد المقاعد التعويضية للمكونات الأثنية والدينية الأخرى حتى أنه تفضل على الأيزيدين بأعطائهم مقعد واحد وفي غفلة أراد أن يلغي هذا المقعد لأنه كان يتحدث بأسم وشخص دكتاتور صغير من كتلة كبيرة مليئة بمرشحين للدكتاتورية نعم لقد كان ماراثون للتصويت على قانون تتوقف عليه حياة الديمقراطية في العراق وتتوقف عليه الحياة الدستورية والمدنية في العراق أذا ما كنا نبتغي بناء بلد القانون والمؤسسات وتدوال السلطة وفي بلدان الديمقراطية يقاس البلد بموقفه من الأقليات وحل مشاكلها وضمان حقوقها لا بمصادرة هذه الحقوق نعم لقد هلل الجميع وتبادل التهاني وسارع الرئيس الأمريكي بأرسال برقية التحية وسارع الجميع من زبانية الكتل الكبيرة للتهليل والتكبير لهذا الأنجاز العظيم .

لقد حفرتم قبرا للديمقراطية الوليدة وسوف تنقلب كتلكم على بعضها طال الزمان أم قصر وليتذكر الأخوة في كتلة التحالف الكردستاني أن من يصادر حق الأقليات والتيار الديمقراطي سوف لا يتوانى يوم ما في ضرب قومية يوم تتعارض المصالح فلعبة السياسة قذرة بين لاعبين لا تهمهم غير مصالح الطائفة والقومية والحزب على حساب ملايين العراقيين ولكم في تجربة النظام الدكتاتوري عشرات الدروس والعبر يوم أنقلب عليكم حتى أبناء جلدتكم ولم يقف معكم غير الحزب الشيوعي العراقي الذي تصدر أنصاره وبيشمركته لقوى الدكتاتورية دفاعا عن الشعب الكردي وقضيته العادلة ويوم كان الحزب لولب حركة المعارضة العراقية لم يتخلى عن شعاره المركزي الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان واليوم أنتم في مجلس الرئاسة وفي كتلة كبيرة في البرلمان تقرر مصير الشعب العراقي ومستقبله السياسي بل وتقرر مستقبلكم السياسي ومستقبل الشعب الكردي وأنتم تعلمون علم اليقين أن الشعب الكردي وقواه الوطنية حققت الأنجازات يوم كانت جزءا من قوى الشعب الديمقراطية التي ناهضت الدكتاتورية هي فرصتكم في وضع الأمور في نصابها الصحيح ورفض هذا القانون وأرجاعه ألى البرلمان للنظر في ثغراته وتجاوزاته على الديمقراطية والدستور العراقي وأجحافه بحق الكتل الصغيرة والأقليات العرقية والدينية والقومية في العراق .

ولرفاقي في التيار الديمقراطي أقول فعلا لقد حان وقت العمل لتخليص العراق من هذه الدرنات والنزول ألى الشارع العراقي ولنترك المناصب والبرلمان لكتلهم الكبيرة ولنمسك بالشارع العراقي ونتصدر النضال المطلبي للجماهير فهو الطريق الذي يفضي لقوتنا وأرغام من تسيد وأستوزر ليتناسى موقف التيار الديمقراطي وتضحياته في سبيل حرية الشعب العراقي وعيشه الرغيد ولنقاطع هذه الأنتخابات أذا ما بقي الحال على ما هو عليه في القانون الصادر لأننا سنصوت للكتل الكبيرة من غير وجه حق ولنعلن ذلك لجماهير الشعب العراقي كبداية لمشوار طويل نستعيد به مكانة التيار الديمقراطي .



لندن في 11/11/2009


 

free web counter