| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

الجمعة 11/7/ 2008



يوم الشهيد العراقي

حاكم كريم عطية

تحتفل البشرية والكثير من المجتمعات بيوم الشهيد وعادة ما يترافق ذلك مع يوم الأستقلال أو حدوث مجزرة أو أنتصار في الحرب أو أجبار سلطة عنصرية أو دكتاتورية للتخلي عن السلطة لصالح شعب ما وعادة ما يتم أختيار رمز ويوم تحتفل فيه الشعوب وفاءا لذكرى هؤلاء الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الوطن والعراق مر بظروف كثيرة يمكن أختيارها رمزا للشهادة وأعتبارها مناسبات قدم فيها الشعب العراقي الكثير من الدماء الزكية تستحق أن تذكر ويحتفى بها مع الأجيال القادمة ولكون المجتمع العراقي مجتمع خليط من قوميات وطوائف و حركات وأحزاب دينية وسياسية متعددة تجعل من مهمة أختيار يوم ورمز محدد لأعتباره يوم الشهيد مهمة ليست بالسهلة ويمكن أن تكون عملا آخر من عوامل فرقة الشعب العراقي أذا ما جرى الأختيار بشكل غير دقيق وأعتقد أن هذا ما جرى وما سيولده من أختيار أقدم السياسيون الدينيون الجدد على أختياره ومع جل أحترامي لشخص السيد محمد باقر الحكيم ودوره بالنسبة للشيعة في العراق ألا أنه لا يمكن أن يرتقي ألى الرمز الذي يعكس نضالات الشعب العراقي والمآسي التي مر بها وأعتقد أن هذا الأختيار كان غير صحيح وفيه من الغبن والأجحاف لكل قوى الشعب العراقي السياسية والدينية والديمقراطية التي ناظلت في سبيل نيل العراق أستقلاله والقضاء على الدكتاتورية فيه فكان الأحرى بمن أختار هذا اليوم أن لا يسمي شهيد معين وحزب سياسي معين ليسمى يوم الشهيد بأسمه فالأسماء كثيرة للشهداء من مختلف القوميات والطوائف والملل تعلو سماء العراق لتكتب أسم الشهيد ولماذا لا يكون الشهيد مثلا كلدو أشوري أو فيلي أو شيوعي أو ديمقراطي أو كردي أو يزيدي أو صابئي أو أو !!!!!!! ويمكن أن أعدد من العلماء والمثقفين و الصحفيين ممن قدم للعراق الكثير والذي يستحق أن يكون رمزا للشهادة والأختيار لهذا اليوم ولذلك تتجنب البشرية من أختيار شخص ما لتحديد هذه المناسبة وأنما يصار ألى أختيار رمز يمثل كل الشهداء كنصب مثلا أو لوحة أو حدث معين تجنبا لأثارة الحساسية خصوصا في المجتمعات المركبة من قوميات وأديان وكتل سياسية مختلفة .
وفي بلد مثل العراق مقبل على بناء مجتمع ديمقراطي فدرالي يتم تدوال السلطة فيه عن طريق صناديق الأقتراع يبدو لي أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن حيث تدفع كتلا وأحزاب سياسية نفسها لتتصدر العملية السياسية بطرق لا ديمقراطية نتيجة الظروف الأستثنائية التي يمر فيها البلد وهؤلاء المتصدرين سعيهم واضح والأنتخابات المحلية على الأبواب فأختيار السيد محمد باقر الحكيم رمزا للشهيد العراقي وتسمية يوم الشهيد العراقي تبعا لذلك هو نتجة أستغلال المجلس الأعلى لنفوذه وقدرته المالية ودعمه الخارجي من أيران وهو أسلوب جديد للدعاية الأنتخابية بأستخدام الرموز الدينية ضاربين عرض الحائط قرارات البرلمان العراقي والدستور في منع أستخدام الرموز الدينية ولما لم يصار بعد ألى أقرار قانون الأحزاب وطرق تمويلها سيبقى الكثير من الأحزاب يمول خارجيا على حساب الكثير من الأحزاب والكتل السياسية وسيدفع الكثير من هذه الأحزاب الغنية نفوذا ومالا أن تدفع بالعملية السياسية بأتجاه تحقيق مصالحها الضيقة وهذا أيضا ما سيقود البلاد مرة ثانية ألى شكل من أشكال الديكتاتورية التي عانى منها العراق لسنوات طويلة كلفته مئات الألآف من الشهداء والضحايا ولابد لي من أذكر أن الحلف الذي عقد بين المجلس الأعلى والأحزاب الكردية بدأ يأتي بثماره وعتبي على الحركة الكردية التي قدمت الكثير من الدماء العراقية الكردية من الشهداء أن تقبل بتمرير هكذا أختيار في ظل صرخات شهداء حلبجة والأنفال و الحركة التحررية الكردية ممثلة بحركة الأنصار و البيشمركة دفاعا عن حقوق الشعب الكردي وفيه غبن وأجحاف بحق الديمقراطيين واليساريين العراقيين لكن يبدو أن العراق يمر بفترة مخاض طويل سيفرض عليه الكثير مثلما فرضت الدكتاتورية الكثير لكنه ذهب مع الريح بعد السقوط فتحية لشهداء الشعب العراقي رموز التضحية والفداء وألى يوم تنصفون فيه لما قدمتم لهذا الوطن الجريح.

لندن في12/7/2008
 


 

free web counter