| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

 

 

 

 

الأثنين 11/12/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

حقائق يجب أن يعرفها الشعب العراقي

حاكم كريم عطية

محاكمة الطاغية ونظامه كانت في متناول شرائح وقوى سياسية في المجتمع العراقي ممن عانوا طوال فترة حكم النظام المقبور وممارساته الفاشية والقمعية مما خلف قوافل من الشهداء أمتدت على طول البلاد وعرضها مقابر جماعية وقبور لم تكتشف بعد ومغيبين ومعوقين ويمكن أن اعدد من مخلفاته الكثير جعلت مجتمعنا وبلدنا يصل الى هذه المرحلة من الدمار والخراب ولعل ابشع جريمة يحصد نتاجها المجتمع العراقي هو هذا الجيل الضحية الذي لم يعرف لا العراق ولا دول المنطقة والعالم حجم التشوه الحاصل بين ثناياه وأوصاله مما جعل كل مكونات الشعب العراقي تعاني منه وتدفع فاتورة حساب النظام على مدى خمسة وثلاثون عاما.
أن من أخطر النتائج الكارثية هو هذا القتل التدميري لكل قطاعات الشعب العراقي وبنيته السياسية والأجتماعية . أن تقبل القتل بهذه الطرق الهمجية هي أحدى نتاجات الفاشية بأشكالها القديمة والجديدة التي عانت منها الأنسانية لعقود طويلة وسجل التأريخ الأنساني حافل بها وثقت ودونت ودرست من كل جوانبها وأثارها على المجتمع الأنساني لكي لاتتكرر في حياة الأنسانية ولكي تعالج مظاهرها وهي في مراحلها الأولية خوفا من تكرار هذه التجارب وتكرار نتائجها الكارثية على المجتمع البشري .
النظام قد سقط منذ ثلاث سنوات وكان من المتوقع أن تكون واحدة من نتائج هذا السقوط هو أجراء محاكمة عادلة لهذا النظام ورموزه بغية الوقوف على ما أقترف من جرائم بحق الشعب العراقي وطلائعه السياسية التي وقفت تناضل في سبيل خلاص الشعب العراقي وعانت من جراء ذلك قتلا وتهجيرا ونفيا ومنافي في كل زاوية من زوايا هذا العالم وأختلفت درجات المعاناة هذه تبعا لأولويات النظام في تقدير خطورة هذه الجهة السياسية أو تلك وما تشكله من خطورة على نظامه المقبور فرصد الأموال والوسائل والطاقات البشرية المدربة أحسن تدريب على أيدي خبراء من اجهزة أستخبارتية عالمية وعربية على الوسائل الكفيلة لمحاربة وأنهاء أعضاء ومنظمات القوى السياسية المعارضة.
وبغية تسليط الضوء على ممارسات هذا النظام ودور القوى السياسية آنذاك كان هناك نشاط واسع من قوى سياسية وأحزاب ومواطنين للأعداد لشكاوى قدمت للمحكمة الخاصة وكان هناك نشاط أعلامي من خلال الفضائيات حيث تم تسليط الضوء على الكثير من أعضاء ومنتسبي أحزاب القوى الدينية وبعض القوى السياسية في العراق وهو موقف مبدئي أتجاه مناضلي هذه الأحزاب وفي نفس الوقت تم تسليط الضوء على نشاط وسياسة وكفاح هذه الأحزاب خلال فترة حكم صدام حسين وهي مهمة مشروعة لكل القوى السياسية العراقية لتسلط الضوء على هذا التاريخ النضالي وخصوصا أمام جيل لايعرف حتى هذه الساعة غير نظام واحد هو نظام الطاغية وأستطاعت هذه القوى في نشاطها هذا كسب الكثير من الأصوات الأنتخابية وخلقت فسحة كبيرة لنشاطها السياسي في العراق وفعلا حوكم الطاغية وأعوانه في قضية الدجيل .
صدر الحكم على الطاغية وأعوانه في هذه القضية والآن يحاكم في قضية الأنفال و تقدم الكويتيين والأيرانيين بقضايا جرائم حرب ضد بلديهما يمكن النظر فيها فيما بعد.
قبل أيام كنت أفكر في الكتابة عن شهيد و رفيق وصديق وآخ لي تربينا في أحضان الحزب وتعلمنا دروب السياسة في مرحلة مبكرة من عمرنا وقد أعدمه النظام في عام 1983 وظهر أسمه في وثيقة تم الحصول عليها بعد سقوط النظام وهذه الوثيقة تؤكد أرتكاب واحدة من أبشع الجرائم بحق رفاقنا ورفيقاتنا آنذاك وكانت الوثيقة تشير ألى أعدام 167 رفيقا و(14) رفيقة  أبان حملة تنظيف السجون سيئة الصيت والتهمة هي الأنتماء للحزب الشيوعي العراق وفي هذا السياق يمتلك الحزب واليسار العراقي بشكل عام الأطنان من الأدلة لأدانة هذا النظام ناهيك عن الكوادر والأمكانات القانونية لتقديم قضية ضد النظام الدكتاتوري لمسؤوليته المباشرة في أعدام وتعذيب وقتل آلاف الكوادر من هذه الأحزاب وحرمانها من ممارسة أبسط حقوقها السياسية وحرمان أعضائها من حقوقهم الأنسانية والمدنية والسؤال أما كان الأجدر بنا أن نكون السباقين في تقديم هذه الشكوى وفاء لشهدائنا ولرفاقنا المغيبين و الأحياء الذين تركت سجون النظام وزنزاناته ووسائل تعذيبه أثارا على أجسادهم ؟ أما كان يجدر بنا أن نبين للشعب العراقي تاريخنا النضالي وتضحياتنا في سبيل قضية الشعب العراقي حتى لو منعنا من ذلك بشتى الوسائل ؟ . أعتقد كان لدينا القدرة والخبرة والكوادر أكثر من أية جهة سياسية لكنني أعتقد اننا لا زلنا لا نحسن وضع هذه الأمكانات في مكانها الصحيح ويجدر بنا أن نلقي الكثير من الضوء على هذه الناحية من نشاطنا قبل فوات الأوان  .
وهنا لابد لي من ذكر دور الدكتورة كاترين في شهادتها الشجاعة والجريئة في محاكمة الأنفال لقد كان لهذا الدور على الرغم من محدوديته وقع كبير في نفوس الرفاق والأصدقاء  .
كان بودي أن أقول لرفيقي الشهيد أن موقفنا كان شجاعا في فضح هذه الزمرة التي غيبتكم عنا وأخبره عن الكثير والكثير واخبره عن فضائيات باتت تناقش تاريخ اليسار العراقي رغم جهلها به لا لشيء لأننا تركنا الساحة لكل من هب ودب   .
وأخبره بأن كل حركة سياسية أو حزب تحضى بأحترام الناس أذا ما واصلت الطريق وعرفت كيف تصل قلوب الناس وعقولهم وأحسنت أختيار أساليب الكفاح وتمكنت من تشخيص الواقع السياسي وآفاقه المستقبلية قبل فوات الأوان فتكرار الأخطاء حالة يجب الوقوف عندها في مؤتمركم القادم وتمنياتي بالنجاح.

لندن في11/12/2006