| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حاكم كريم عطية

hakem_atia@yahoo.co.uk

 

 

 

السبت 10/11/ 2007



دور الفضائيات في المشكلة العراقية

حاكم كريم عطية

يعتبر دور الفضائيات الأعلامي دورا مهما وخطيرا في توجيه وعي المتلقي ومن كافة الأعمار ويؤكد العلماء في هذا المجال على أن دور هذه المؤسسات الأعلامية يعد من الأدوار الخطيرة في توجيه التطور والحضارة البشرية كونها أصبحت في متناول الجميع ومن مختلف المستويات الأجتماعية ولكون المواطن العربي والعراقي خاصة مر بفترة من الحصار الأعلامي خلال حقبة حكم صدام حسين أدت ألى أنفجار هائل حين سقط النظام لأقتناء أجهزة الساتالايت بعد أن كانت محرمة بغية معرفة ما يدور في هذا العالم من ضخ لبرامج متنوعة تتأرجح بين الجاد وبين الجنس وتجارة الربح والخسارة واللاهوت ومدارسه المتنوعة ومناظرات سياسية وأجتماعية متنوعة لم يتغيب عن أي منها هدف الفضائية الأعلامي لأرضاء الممول المالي والجهة التي تقف وراء هذا التمويل كما أصبحت هذه الفضائيات متسعا لظهور الكثير ممن كان يحلم بطرح القضية هذه أو تلك حبا وخدمة للبشرية أو فرصة للظهور وكسب الشهرة على حساب مأساة قطاعات واسعة من الناس من مختلف البلدان وقد كان حظ العراق وقضيته وافرا بعد الأحتلال الأمريكي وليس قبله حيث تعتبر الكثير من هذه الفضائيات أن الشعب العراقي لا يمتلك قضية كانت تستوجب المعالجة خلال حكم صدام حسين بل أصبحت هذه الفضائيات بوقا للنظام أيام حكمه كونه كان واحدا من أهم الممولين لقنوات كثيرة وتمكن من أخراس العديد من هذه الفضائيات خلال فترة حكمه ومع تطور القضية العراقية ومرورها بفترات حرجة عملت هذه الفضائيات على المساهمة وللأسف بشكل سلبي على تشويه الكثير من الحقائق وخلقت الكثير من المشاكل بين قوى الشعب العراقي وبين قطاعات واسعة من المجتمع العراقي ساعد تدني مستوى الوعي لدى المتلقي العراقي في نجاح الكثير من هذه الفضائيات في التدخل وتشويه الحقائق بهذه القضية أو تلك وكذلك أثر غياب الصوت الحقيقي الذي يعنى بقضية الشعب العراقي وحتى القناة الرسمية قناة العراقية في مواجهة هذه القنوات لأسباب ذاتية وموضوعية ولعل المأزق الطائفي كان من أهم العوامل الذي أصطفت بموجبه الفضائيات في العراق ولم يخلو جميع أنظمتها من تأثيرات المحاصصة فكان وضعا ليس بأفضل من وضع الكتل السياسية في العراق حين أصبح الجميع جزأ من المشكلة العراقية وليس جزأ من الحل وتعتبر جميع الفضائيات عربية كانت أم عراقية سلبية أتجاه المشكلة العراقية ومساهم كبير في عرقلة حل المشكلة العراقية بل ومساهم كبير في تهيئة الظروف لمشاكل كبيرة في العراق من خلال الضخ الهائل من المعلومات التي أدت بشكل كبير ألى تأزيم هذه القضية أو تلك في المجتمع العراقي ويمكن أن اعطي مثلا حيا على واحدة من القنوات التي ساهمت ولازالت تساهم بشكل فعال في تأجيج الصراعات العراقية طائفية كانت أم قومية ام سياسية وعلى كافة المستويات و لاأعتقد أن هناك من يشاهد قناة المستقلة التي تبث من لندن ويمتلك حس وطني أزاء بلده وقضيته لا يتلمس الجهد الكبير الذي تبذله هذه الفضائية في تأجيج الصراع العراقي العراقي والعراقي العربي والعراقي مع دول الجوار ويكمل دور هذه القناة الوجوه العراقية التي تلعب دورا كبيرا في البرامج التي تقدم من خلال هذه القناة وأنا لاألوم البعثيين من الظهور في هذه القناة والدلو بدلوهم حول الوضع العراقي كونهم بحاجة لمثل هذه القنوات لتبيض صفحتهم وليكونوا من جديد فرسان المقاومة العراقية ولكن أن يجلس الكثير ممن عانوا من هذا النظام وويلاته ليصبوا الزيت على النار التي يشعلها البعث وبقايا النظام ورموزه هذا ما لا أفهمه ألا أذا قبل هؤلاء أن يصبحوا أداة بيد هذه القناة وبنظرة بسيطة على النشاط الأعلامي لهذه القناة بعد سقوط نظام صدام حسين ولحد هذه اللحظة لم أشاهد حلقة واحدة تناقش الوضع في العراق ألا وكانت مشوهة ومملؤة بالمغالطات التأريخيةوتنتهي بصورة لا تمت بصلة لنضال الشعب العراقي وقواه الوطنية ورموزه السياسية ولعل ما يثار الآن من موضوع الأزمة التركية العراقية مليء بالأمثلة الحية على موقف هذه القناة والممولين والداعمين لها من قضية الشعب العراقي بعربه وكرده وجميع مكونات الشعب العراقي فالشوفينية واضحة أزاء الشعب الكردي وقد دأبت القناة من خلال عشرة حلقات أو أكثر على أثارة وتشويه العلاقة الأخوية بين قوميات الشعب العراقي وخصوصا العرب والكرد وكنت أتمنى على هذه القناة أن تطرح بديلا بناءا لمشكلات الشعب العراقي والتي هي غير قليلة حقا ولكن للأسف مهمة هذه القناة واحدة هي صب الزيت على النار التي تحرق مجتمعنا العراقي وبأيدي وألسن عراقية مع الأسف أما باقي القنوات فهي لا تتعدى هذا الدور وكأن مشاكل الشعب العراقي أصبحت هي مورد الرزق الوحيد لهذه القنوات التي تمول بأموال الدول العربية التي تخاف التجربة العراقية الجديدة وتريد قتلها في المهد قبل أن تكبر وتفضح سنين العهر العربي وأنظمته الدكتاتورية الفاشية.

لندن في 10/11/2007
 

Counters