9 نيسان ..
التحول ؟
هادي جلومرعي
hadeejalu@yahoo.com
السذج هم الذين سيجيبون
بالتالي عن سؤال :
ترى ما الذي جرى في
التاسع من نيسان وماهو التغيير الذي حصل؟
سيقول السذج :
كان تسمى التقاطعات والاسواق والمحال
التجارية وبعض الدوائر الرسمية والاحياء
السكنية بإسم(7نيسان).وهو اليوم الذي اعلن فيه
من دمشق عن تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي
وفي مقهى الرشيد بالعاصمة السورية وفي العام
1947 من القرن الفائت! جواب مثير للشفقة..
في التاسع من نيسان من عام 2003 حدث الانقلاب
في المفاهيم والرؤى والتوازنات السياسية
والعقائدية للعراق وأثر بشكل ما في خارطة
الشرق الاوسط والعالم العربي لجهة الخشية من
تحولات مشابهة او خوف من انتقال تجربة.
ولذلك ما يبرره
خاصة بعد الذي حصل من صراع سياسي وطائفي وقومي
جر اليه المكونات الاثنية والدينية برمتها
الموجود على هذه المساحة من الارض المسماة
(عراق).
التغيير كان ضروريا في بلدنا.
لكن لم يكن مقبولا ما
تبعه من انفلات . وهجوم على المؤسسات
الرسمية من قبل مجموعات بشرية قد تكون محرومة
ومنفصلة عن النخب الفكرية والدينية والمثقفة
لكن لا مبرر على
الاطلاق يتيح لها تدمير الممتلكات العامة
والخاصة .
لم يكن مقبولا ان ندخل في دوامة الصراع
الطائفي ولا أن نغلب الطائفة على الوطن ولا
المصلحة الذاتية على مصالح المجموع العام من
الناس ولا ان نكون عرضة لهذه التجاذبات
المريعة والخسائر الجسيمة التي اصابت الارواح
والممتلكات والبنى التحتية وجعلت ما
تنبأ به صدام حسين ومن قبله وزير
الخارجية الامريكي الاسبق جيمس بيكر الذي تحدث
لوزير خارجية العراق في حينه طارق عزيز محذرا
اياه وصدام من مغبة الاصرار على احتلال دولة
الكويت بالقول :
سنعيدكم الى عصر ما
قبل الصناعة! أمرا" واقعا"..
لم يكن مقبولا ان نلجأ في الصغيرة والكبيرة
الى عواصم العالم والاقليم المجاور وسفارات
بعينها (الامريكية
)خاصة لتحل لنا اشكالات من قبيل تشكيل الحكومة
او حل النزاعات المثارة من هذا الطرف السياسي
او ذاك..
ولم يكن مقبولا تهجير سكان البلاد الاصليين من
كلدان وآشوريين ولا
قتل الناس على اساس الانتماء ولا ان يتم تقسيم
المناطق السكانية بحسب المذهب ولا ان يتم
اخضاع الشعب العراقي لسلطة الساسة وكان الصحيح
ان يرضخ الساسة لسلطة الشعب.
ما حدث كان ضروريا
لان العراق انهكته سياسات صدام حسين ولكن لا
يجب ان ننهكه نحن ايضا.. لاننا ندّعي
تخليصه من الدكتاتورية وتوجيهه الى المستقبل
الاكثر انفتاحا واملا" .والمنتظر منا ان نكون
بناته وحماته..