|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 9/6/ 2010                                هادي جلو مرعي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

علم مهان ؟

هادي جلومرعي
hadeejalu@yahoo.com

إنزعج كثيرون لعدم ظهور علم العراق الى جانب الرئيس البرزاني اثناء زيارته للجارة تركيا وعدوه اهانة لرمز من الرموز وتجاوزا على البروتوكول الذي يقضي باحترام العلم باعتباره رمزا لوحدة البلاد.

السيد البرزاني أشار الى عدم المقصودية في الامر ،رغم إنه غير ملام لو كان فعل ذلك عمدا لانه لم يزر تركيا بوصفه مسؤولا من مسؤولي حكومة العراق إنما رئيسا لأقليم كردستان الذي يتمتع بخصائص الدولة وهو ماتفتقد اليه العاصمة الاتحادية بغداد. وخصائص الدولة ليس أقلها الانضباط العالي في الادارة والانفتاح على العالم والمحيط الاقليمي وتنافس الشركات العالمية ومنها العربية التي تصر على وحدة العراق بينما تتعامل مع كردستان بصفتها المستقلة بها عن بغداد .

العرب المطالبون بالوحدة العراقية غير منزعجين من التصريحات المتكررة من السيد البرزاني والتي غالبا مايشير فيها الى الخصائص المستقلة للاقليم وتفرده بها عن بقية العراق ولذلك يلهثون وراء العروض المغرية للاستثمار في المدن الكردية ويمتنعون من الوصول الى بغداد ولا يقلبونها (باعتبارها السمكة المتعفنة).

لكن هل يلام السيد البرزاني لو أنه تعمد تجاهل العلم العراقي ؟

أنا شخصيا كمواطن عراقي تعودت إهانات الانظمة الحاكمة ودروس السحق الوطني والمهانة وتفريغ الذات من حزمة الوطنيات والمشاعر الجياشة لاأبالي كثيرا خاصة وإن كل الحكومات التي تتابعت على هذا البلد المهان كانت تعمد في اول فرصة لطي علم الدولة السابقة وإحراقه أو رميه في الزبالة و(تخيط علما جديد) ..كنت اكره علم حكومة صدام لانه أرتفع على الرقاب الذليلة وكرهت قبله علم الجمهورية القاسمية لأنه جاء باوامر العسكر ورفرف فوق أجساد الهاشميين وكرهت علم الهواشم في بدايات تأسيس الدولة لانه رفرف تحت ارادة الانجليز المحتلين.وكرهت العلم الذي صممه احد المغتربين الفايخين في لندن وكأنه علم محاك في تل ابيب بعد الغزو الامريكي.

الرئيس مسعود مواطن كردي يؤمن بالامة الكردية وبحق الاكراد في تأسيس وطن قومي لهم ويصرح بذلك ولايجامل مثل بقية القيادات الكردية.

ولذلك يتصرف بعفوية ويفخر بعلم الاقليم الجميل.

نحن تعودنا إهانة أعلامنا وكل يوم نرفع واحدا مثل الغواني في العصور الغابرة حين يرفعن الاعلام للدلالة على بيوت الدعارة ولايعبأن بتلكم الرايات.

نحزن ونغضب لانه لم يرفع علم العراق في تركيا في حين ان الاتراك استقبلوه كزعيم كردي يمكن ان يوفر لهم المساعدة في انهاء بعض المشاكل التي تسبب لهم وجع الرأس مع جهات كردية منتشرة على الحدود وفي الداخلين التركي والعراقي.وهو ذهب الى تركيا للتباحث في قضايا السياسة والاستثمار في كردستان والعراق .والاتراك لم يتحدثوا في موضوع العلم العراقي لانه لا يعنيهم.

علينا ان نتفق على علم يرضي المكونات العراقية كافة ثم نطالب باحترامه لا ان نتصرف بحسب المزاج.

العلم الذي نريد وبحسب مزاجنا البرتقالي لابد ان يضمن شروطا معينة منها ان نرى انفسنا فيه وكل تضاريس الوطن وامزجته وجنونه ورغباته وعقده الحاضرة والماضية وكل نزعات التسلط والاستعباد ليمثل تاريخنا الحافل بكل المتناقضات والاخطاء والمصائب.

بصراحة ليس لدينا علم وطني يستحق الاحترام وعلينا ان نبتكر واحدا يصوت عليه البرلمان وكفى.

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter