|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء 4/5/ 2010                                هادي جلو مرعي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مفهوم وطني للشهادة؟

هادي جلومرعي
hadeejalu@yahoo.com

الفكرة بدأت من مسؤول عراقي كبير يعمل في احدى الملحقيات في الغرب.

لماذا لانؤسس لمنظمة تعنى بفكر الشهادة ورعاية اسر الشهداء؟ وهي فكرة طيبة تعترضها أسئلة يطرحها التناقض الغريب في البنية الفكرية للمجتمع العراقي المعروف بتوزيع الشهداء عبر التاريخ وبعناوين مختلفة وفي ظروف متباينة.

لنعد الى ثلاثة عقود إنصرمت وحصدت في مرورها ارواح الملايين.في مطلع سبعينيات القرن الماضي اندلعت حرب طويلة بين ماسمي في حينه التمرد الكردي في شمال العراق والحكومة في بغداد.كان وقود الحرب من جانب الجماعات الكردية هم المواطنون الاكراد الذين ينتمون لقضية الامة الكردية او الذين وجدوا انفسهم جزءا من الحراك المسلح.من جانب الحكومة العراقية كان الاندفاع للحرب يسحب معه فئات اجتماعية متعددة من الجنوب والوسط وكان المقاتلون من السنة والشيعة واطياف قومية ودينية اخرى وكان بعض الكورد متعاونا مع الحكومة.هذه العناوين كان منها العديد ممن سقطوا صرعى السلاح.

كيف ينظر القرار الحكومي الى قتلى التمرد؟هل هم شهداء ام خونة وعملاء ومتمردون؟ وكيف يصف الكورد حال الجنود الحكوميين الذين قتلوا برصاصهم؟ كيف يصف الكرد حال خالي رجل المغاوير الذي قتل في تلك الحرب؟هل هو قتيل أم شهيد؟ الحكومة في بغداد سمته شهيدا ومنحت زوجته الثكلى بيتا وراتبا شهريا تتقاضاه منذ ثلاثين عاما كاملة!

في الحرب مع ايران قتل الالاف يرى البعض انهم كانوا ذاهبين في حرب عدوانية ضد جار مسلم ويرى اخرون انهم شهداء..وفي حرب احتلال الكويت وحرب تحريرها قتل الالاف ودفن مثلهم في الرمال..ترى كيف نصف الذين قتلوا اثناء الاجتياح لدولة جارة ومهما كانت مبررات الغزو؟ وكيف نصف الذين قتلوا اثناء الانسحاب ؟ والذين قتلوا اثناء ايام الانتفاضة في الجنوب؟ والذين اعدمهم النظام لانهم هربوا من المواجهة؟وكيف نصف الذين قتلوا المنتفضين وقتلوا هم ايضا؟وكيف نصف الذين دفنوا في المقابر الجماعية؟ وماهو وصف الذين قتلوا في حلبجة والانفال؟

احدى السيدات تبكي ابنها الشاب الذي قتل في غزو الكويت وتريد ان يسمى شهيدا .وصديق يصف اخاه بالشهيد رغم انه يعتقد ان الحرب مع ايران لم تكن شرعية!

هل احل المشكلة بذكر حديث شريف ورد عن السيدة عائشة؟ ومن سيوافق على التخريج الذي أجئ به لانصاف المظلومين؟

في الحديث :ان الرسول محمد(ص) قال عن جيش السفياني الذي يتوجه الى المدينة المنورة لتدميرها في ايام نزول عيسى وظهور المهدي::ان خسفا في البيداء يهلكهم..وسألته السيدة عائشة :وكلهم في النار يارسول الله؟ فقال:إنما يبعثون على النية..

فإذا كانت المواجهة باطلة وكان الجندي او المواطن مقهورا على امره ودفع دفعا للقتال فان الله يعلم خانئة الاعين وماتخفي الصدور..

وبرغم ان الامرييكين في اغلب حروبهم كانوا غازين معتدين إلا أنهم اتفقوا على مفهوم وطني للقتلى حيث يتم تقديرهم واعتبارهم مضحين وفي مختلف الصراعات. وكذا ماجرى في الكويت وحتى ايران وتركيا..

ولابد إذن من مفهوم وطني للشهادة لاأستطيع انا أن أحدده وربما لايستطيع كثيرون. لكن يمكن التواصل مع فعاليات دينية وفكرية وأكاديمية لغرض تحديده..وهو يستحق الاهتمام مادمنا ندعي اننا نشرع في بناء دولة جديدة...صح؟

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter