|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت 2/6/ 2012                                هادي جلو مرعي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

فضيحة السفارة العراقية في جنوب افريقيا

هادي جلومرعي

جاء في الحديث الشريف,إذا مات الإنسان إنقطع عمله إلا من ثلاثة أشياء ......ولكن إذا مات العراقي في جوهانسبيرغ إنقطع ذكره من الدنيا ,ولاتعود السفارة العراقية في جوهانسبيرغ تهتم بجثمانه ,ولا تدري الخارجية العراقية مصير جثته ,وقد يتبرع أحد ما ,أو واحدة ما من بني البشر ,كما فعلت مواطنة من تلك الجمهورية حين أودعت جثمان المواطن العراقي إبراهيم عبد المهدي المحمداوي لدى إحدى شركات نقل الجثامين في العاصمة الجنوب أفريقية لحين حل مشكل إعادته الى موطنه الأصلي ,وليس في بلاد الواق واق, بل الى العراق الذي أقر برلمانه ميزانية العام 2012 ,والتي بلغ مقدارها 112 مليار دولار ,لن تؤثر ثلاثة آلاف دولار في إنقاصها أبدا, وتكون كافية لنقل الجثمان المحتجز منذ أربعين يوما هناك ليدفن في موطنه الأصلي, بحسب وصيته . الخبثاء يقولون, (إن مواطنة مسيحية ماتت منذ مدة في جنوب أفريقيا ,ودفنت دون علم ذويها العراقيين ) !.

شقيق المتوفى السيد ضياء الدين الذي كان يرتدي السواد ,وقد غاب وجهه خلف غيمة بيضاء ,وكذلك رأسه حيث غطاه الشيب ,وإحتوشه الألم ,قال ,إن اخي المرحوم إبراهيم عبد المهدي مثنى يعمل في جوهانسبيرغ منذ أكثر من سنتين لحساب شركة إستثمارية,وهو من مواليد 1962 ,وقد أبلغنا بوفاته من خلال إمام مسجد إتصل بنا ,مضيفا إن تاريخ الوفاة كان في 23 / نيسان الماضي وفي ظروف غامضة ,ولدينا شكوك حول ذلك الأمر,ويضيف ضياء الدين,راجعنا وزارة الخارجية التي كانت تلقت كتابا من سفارتنا هناك برقم 314 في 3 مايو الماضي يشير الى إن التقرير الطبي يثبت وفاته نتيجة الجفاف بسبب الملاريا, وفي نفس الكتاب أبلغت السفارة وزارة الخارجية بان الجثة تعرضت الى محاولة إخراج من المستشفى,لكن المستشفى نفى تلك الإدعاءات, حين إتصلت بإدارته شخصيا ,وأكدت الأدارة ان الوفاة طبيعية وغن الجثة لم تتعرض لتلك المحاولة وإن هذه الإدعاءات لاأساس لها من الصحة !!ثم إن الإدارة ابلغت السفارة بعدم قبولها بإبقاء الجثة في ثلاجة المستشفى.

الجثمان في هذه الأثناء بعهدة شركة لنقل الجثامين, أودعتها مواطنة أجنبية لانعرف دينها ولاقوميتها ,بينما تهمل وزارة الخارجية وسفارة العراق هذه القضية الإنسانية التي تؤشر حال الخلل في عمل سفاراتنا ,ولذلك نحن نطالب الدكتور هاشم العلوي سفيرنا في جوهانسبيرغ ليتدخل بشكل مباشر, وينهي معاناة عائلة المتوفى إبراهيم المحمداوي ,ومأساته تلك التي يهتز لها الضمير,كما ندعو الحكومة والجهات المعنية ولجنة حقوق الإنسان في البرلمان للتحرك العاجل لإعادة الجثمان,,ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter