|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين 29/3/ 2010                                هادي جلو مرعي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الانشغال بالانتخابات عن ذكرى الحرب

هادي جلومرعي
hadeejalu@yahoo.com

يهرع الكثيرون يوميا لالتقاط الصور التذكارية مع إمرأة من اصول إسبانية مضى عليها اكثر من عقدين تعتصم قبالة البيت الابيض احتجاجا على الحروب ودعما للسلام بين الامم .

وحين حاول البعض ابعادها عن المكان قبالة البيت الرئاسي إحتجت وذهبت الى الكونغرس الذي منحها حق البقاء في كيسها المصنوع من مادة النايلن غير المقاوم لبرد واشنطن..

في الذاكرة وبحسب تقاويم البشر فإن المعارك ما تزال مستعرة بين القوات العراقية المغلوبة على إمرها ونظيرتها الامريكية الغالبة على امر جميع الشعوب .وبينما ينزوي العراقيون بعيدا عن نظر الطيارين الامريكيين المحترفين وتذهب تعليمات القيادات العسكرية للحرس الجمهوري ادراج الرياح فإن القوات الامريكية تتقدم رويدا لتصل قريبا من ابرز مدن الجنوب والوسط وتوجه نيرانها لجميع الاهداف التي تتاح لها..

وكان جليا ان لا هدف يمكن ان يكون في منأى عن تلك النيران.

المعارك انتهت فعليا عصر التاسع من نيسان من عام 2003 وكنت هاربا كبقية العراقيين المنكوبين الى واحدة من القرى القصية شمال بغداد بينما كان التلفاز الذي يعمل بالبطارية يبث الصور الاولى لاسقاط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس وسط العاصمة.

مرت سنوات سبع عجاف على البلد الذي صبر طويلا على القهر والالم والمعاناة وهو يخوض في لجة الصراعات السياسية والطائفية والحسابات المغلوطة من الجميع وبينما يتظاهر المواطنون الامريكيون ضد الحرب ينشغل العراقيون الذين من المفترض انهم ضحايا لتلك الحرب بالانتخابات وبحسابات الربح والخسارة بل وصارت لدى البعض منهم القدرة على تحويل الحرب الامريكية التي جاءت به سببا لمحاربة المنافسين السياسيين مع ان الجميع انتفعوا من السقوط المذل للنظام السابق..

وبعد الانشغال الاول بحمى الفوز والكسب الذي يتمناه المتنافسون وإذ ظهرت النتائج التي اذهلتنا جميعا فإن الصراع تحول الى محاولة لكسب البعض للبعض في سبيل تشكيل الحكومة المقبلة التي هي الغاية للجميع خاصة الذين ارتفعت حساباتهم فوق حسابات المواطنين الذين حرموا من الطرق المعبدة والمياه والخدمات الصحية وسواها من متطلبات الحياة الكريمة..

والمؤمل من الجهات المسوؤلة عن الخدمات ان تراقب الضمير لا ما سينتج عن المفاوضات والصفقات السياسية وان يبذلوا الجهد ويعيدوا إحياء الضمائر التي اناموها طوال سنين وإن كنت اشك في ذلك ليقدموا للمواطنين خدمات بدلا من الوعود والاكاذيب..


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter