|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 14/7/ 2010                                هادي جلو مرعي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

فضل الله . ثمة إنفتاح

هادي جلومرعي
hadeejalu@yahoo.com

وأخيرا رحل السيد محمد حسين فضل الله الذي كان بأفكاره وطروحاته الفقهية مثار جدل في الدائرة الاسلامية والشيعية على وجه الخصوص ..وكان عرضة للهجوم من أوساط متطرفة أتهمته بالانفتاح برغم أنه أصر على مواجهة التطرف الاسرائيلي ولم يخرج كثيرا عن دائرة قوى الممانعة.

بنزيف داخلي أنتهت حياة المرجع الكبير الذي أستهوت افكاره الكثير من الشباب ليس في لبنان لوحده إنما في بلدان اخرى منها العراق الذي سارع شباب منه في التسعينيات الى إعتناق ماطاب لهم منها دون ان يعني ذلك قدحا بشخصه إنما لسمة الاعتدال والانفتاح التي طبعتها.

كان موقفه من الافكار المتطرفة حادا ولذلك عمد الى نسج فكر مغاير لم يخرج به عن الاعتدال الذي هو الوصف الحقيقي للاسلام.

ساند المرجع الكبير قضية الشعب الفلسطيني ورفض السلوك الامريكي من قضايا العرب والمسلمين وكان يحمل هم المقاومة ويحنو على عذابات المسيحيين في هذا البلد.

في التسعينيات من القرن الماضي وكنا مانزال طلابا في الجامعة وفي مدينة مثل بغداد كنت افاجأ بزملاء في الكلية يتداولون افكار السيد فضل الله في الاختلاط والموسيقى والعلاقات الاجتماعية في وقت كان غالب علماء الدين يطرحون فتاوى لايجد المقلدون سوى الالتزام بها دون أن يجدوا منهم من يمكنهم من أحداث مقاربة بين ماهو تقليدي وماهو جديد على مستوى الفقه والعقائد.

وهكذا كان فعل السيد فضل الله أنه لم يجهد المقلدين من الشيعة الذين هم خارج دائرة ولاية الفقيه وأفاض عليهم برؤى وطروحات أثارت حنق رجالات في الحوزة التقليدية لكنها كانت نافعة للشيعة لتظهرهم متفاهمين مع الاخر غير منغلقين وانهم يمكن ان يكونوا في الدائرة التي تجعلهم على مسافة ليست بعيدة عن سواهم ممن تحملوا تبعات الهم الديني في الشرق المضطرب بالافكار والحوادث.

ويرفض كثير من المهتمين بالشأن الديني أن يكون السيد فضل الله موسوما بالأعتدال ويعدونه رائدا من رواد الانفتاح وهو حق لأنه أثبت ذلك بالفعل.ولهذا أيضا يرى كثيرون وأنا منهم ان الخسارة بفقد فضل الله ليس من السهولة بمكان أن يكون سهلا تعويضها.وعلى أمل أن يظهر من مريديه وتلامذته من يملأ الفراغ الذي تركه .ماعلينا إلا أن نشكر له دوره الرائد.وأن نشكر الله أنه أفاض علينا بعلماء معتدلين يصعب أن نجد نظراء لهم في هذا الزمن الصعب.

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter