| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حكمت حسين

 

 

 

                                                                                        الأربعاء 11/5/ 2011

 

أياد علاوي ..... للأسف لست مؤمناً

حكمت حسين

لانهم قالوا سابقا : ان المؤمن لا يلدغُ من جحر مرتين ، وها انت من جديد تهدد بالخروج من الحكومة لانها ، وبالاحرى ، ان المالكي لم يلتزم باتفاقات اربيل ، التي افرزت حكومة المحاصصة ، بعد ان اعتبرت المحكمة الاتحادية العليا ان الجلسة المفتوحة للبرلمان غير قانونية ، وربما لولا ذلك النشاط من المبادرة المدنية للحفاظ على الدستور ورفعها الدعوى ضد رئيس السن ، لكانت فترة المفاوضات اطول مما كانت عليه . وماذا انتجت تلك الاشهر الثمانية ؟ حكومة من 42 وزيرا ، بعضهم وزراء بدون وزارة . لا يوجد مثل هذا العدد من الوزراء في حكومات امريكا والصين .

هل تتذكر ؟ طبعا تتذكر ، مشاركة العراقية في حكومة المالكي الاولى ، وتحت واجهة حكومة المشاركة الوطنية ، وانتهى الامر بانسحاب وزراء العراقية من الحكومة ، عدا الوزير بابان الذي يبدو انه فضل منصب الوزير على الموقف السياسي للقائمة ، ولم تنفعه مواقفه تلك ولم يمنحه المالكي اي منصب في حكومته الحالية . وحينها سجلَ لك بعض الناخبين هذا الموقف ، ولكن !!

افرزت الانتخابات الاخيرة فوز قائمتكم باعلى الاصوات ، ولم تنفع مطالب المالكي لاعادة الفرز ، وتأخرت لاشهر مفاوضات تشكيل الحكومة ، كما هو معروف ، ولكنك تنازلت عن حق العراقية في تشكيل الحكومة مقابل ان تكون رئيسا او امين عام لمجلس ما ، اردته انت ان يكون بمستوى منصب رئيس الوزراء ، واراده المالكي هيئة للنقاش بين قادة الكتل السياسية وليس اكثر .

لقد لدغك المالكي مرة اخرى ، هل هذا غير صحيح ؟؟ ها انت تهدد الان بالانسحاب لعدم تنفيذ اتفاقات اربيل . لقد عاد وجلس على كرسي رئاسة الوزراء ، وهذا ما كان يريده بأي ثمن ، حتى لو جلس صالح المطلك على يساره في مجلس الوزراء بعد ان طبل المالكي وزمّر حول خلفية المطلك البعثية .
لقد كشر المالكي عن انيابه بسرعة مبتدأ في الهيئات المستقلة ، مفوضية الانتخابات ، هيئة النزاهة ، البنك المركزي وغيرها ، وآخرها رسالته الى رئيس الجمهورية بنقض قرار مجلس النواب حول رفع القيود لمحاسبة المفسدين . وماذا تنتظر أكثر ؟
لقد رفعوا الحواجز الكونكريتية من امام منزلك ، واعتقد ان هذه الحواجز ستعاد ، بعد ان تجري العراقية اتصالات مع آخرين في الحكومة ، ولكن رسالته قد وصلتك ، انه من يحكم العراق ، وهو القائد العام للقوات المسلحة ، تلك القوات التي لم تجهز لحد الان لتحّمل مسؤولية الملف الامني بعد نهاية العام عند مغادرة الامريكان ، وهاهو المالكي يتوسل الكتل السياسية لطلب التمديد ، لا يجرأ على الطلب بنفسه ، يريد ان يشرك الاخرون معه .

ماذا لو كنت قد اتفقت انت والمالكي على حكومة اغلبية برلمانية وتقاسمتا السلطة ، لقد ركبتما رأسيكما ، كما يقولون ، والنتيجة ان المالكي استعان بتيار مقتدى الصدر الذي اصبح له يد طولى في شؤون البلاد ، وهاهو يهدد الجميع من خلال مسيرة 25 آيار ، بجيش المهدي الذي يتسلح من الجارة ايران ، واصبح مقتدى يسُتقبل من قادة دول الجوار استقبال القادة ، اعتقد ان على مقتدى ان يقبل ايادي الامريكان الذين لولا احتلالهم العراق ، لما ظهر مقتدى على سطح الحياة العامة ، والذي يشارك في حكومة تتعاون مع الامريكان ويحرض الشعب ضد قوى الاحتلال ، اية متناقضات في سياسة الاحزاب العراقية ؟

لقد حصلتَ يا دكتور اياد علاوي على اصوات كثيرة من العراقيين ليس لانك اياد علاوي المناضل ضد الدكتاتورية منذ نعومة اظافرك ، بل لانك تحدثت بلغة بعيدة عن الطائفية التي كرهتها الكثير من فئات الشعب بعد تجربتها في حكومتي الجعفري والمالكي ، لقد تحدثت بلسان علماني يفصل الدين عن الدولة ، وقد كنت الافضل بين المتنافسين ، لذلك حصلت العراقية على اعلى الاصوات لان الناس صوتوا لاسمك كتعبير عن رفضهم للطائفية . انا لم اعطك صوتي لاني صوّت لاتحاد الشعب ، القائمة الاكثر صدقا لخدمة الشعب ، ورغم اني كنت اشعر ان صوتي سيذهب الى القوائم الكبرى حسب القانون الجائر ، والذي لم تعترض عليه قائمتك ، لكني لم اجرؤ على عدم التصويت لاتحاد الشعب ، ولو ان اتحاد الشعب لم تشارك في الانتخابات ، لكنت قد اعطيتك صوتي ومن المؤكد ان كثيرين غيري كانوا ليفعلوا نفس الشيئ .

النتيجة الان ، ان كل السياسيين العراقيين المشاركين في الحكومة والبرلمان ، واحزابهم المختلفة ، قد فشلت في تحقيق متطلبات المواطن العراقي ، حتى البسيطة منها ، وهاهي تظاهرات 25 شباط وما سبقها وما بعدها من تظاهرات متواصلة ، اكبر دليل على فشل الحكومة وفشل كل الاحزاب المشاركة في الحكومة .

ارجو ان تكون دعوتك لانتخابات برلمانية مبكرة هي دعوة صادقة وليست لتهديد المالكي ، وحينها ستقول الناس كلمتها ، بعد ان جربت من انتخبتهم ، ولكن المهم ان تكون انتخابات نزيهة وتحت اشراف دولي ، حتى لا تتعرض مفوضية الانتخابات للمحاسبة ، كما يجري الان ، لانها لم تحقق رغبة المالكي في الفوز باعلى الاصوات .

ربما سيحاول المالكي ارضاؤك ، اذا شعر بالضغط عليه ، من اي طرف كان داخلي او خارجي ، وربما ستقبل ، تحت واجهة المصلحة الوطنية ، عندها سيكون لدغك للمرة الثالثة ، ولن تنطبق عليك مواصفات المؤمن بأي شكل من الاشكال .

الرحمة لابناء العراق الذين عانوا الأمرين ايام الدكتاتورية والحصار ، ويعانون الاسوأ الان في عراق يدعي الجميع انه جديد .



12 آيار 2011
 


 

free web counter