| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد الحمداني

 

 

 

 

السبت 7 /1/ 2006

 

 

 

البعثيون والزرقاويون يوغلون في الجريمة

 

حامد الحمداني

ما برح البعثيون وحلفائهم الزرقاويون المجرمون يصعدون من نشاطهم الإرهابي ويرتكبون من الجرائم البشعة ما يندى لها جبين الإنسانية ، وتشمئز لها النفوس ، وترفضها كل الأديان السماوية والقوانين الأرضية ، بل وتخجل منها كل وحوش الغاب دون استثناء .
وتمارس هذه العناصر الفاشية والظلامية إرهابها في طول البلاد وعرضها ، تضرب يميناً و شمالاً ، وشرقاً كان أم غرباً لا فرق عندها في اختيار ضحاياها بين مسلم و مسيحي ،أو صابئ أو أيزيدي ،و بين شيعي وسني ما دام الهدف يصب في اتجاه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ، ومحاولة استعادة السلطة المقبورة لحزب الفاشية والطغيان .
فأول أمس أقدم أحد العناصر المجرمة الحامل لحزام ناسف على تفجير نفسه بين جموع المواطنين الأبرياء الذين كانون يشيعون احد ضحاياهم الذي جرى اغتياله في المقدادية ليوقع أكثر من 30 شهيداً وعشرات الجرحى في مشهد لا أستطيع وصفه بالوحشي ، فوحوش الغاب تأبى اقتراف مثل هذه الجريمة البشعة .
ويوم أمس نفذ عنصر آخر من هؤلاء القتلة جريمة أبشع من سابقتها في كربلاء بين مرقدي الإمامين الحسين والعباس ، حيث فجر جسمه القذر بين الجموع الغفيرة من المواطنات والمواطنين القادمين لزيارة العتبات المقدسة ، موقعاً ما يزيد على 50 من الضحايا الأبرياء نساءاً وأطفالاً ، وشيوخاً ، وأكثر من مئة من الجرحى في مشهد رهيب تقشعر لهوله الأبدان.

وفي اليوم نفسه فجر مجرم ثالث يحمل الحزام الناسف نفسه النتنة بين جموع كبيرة من طالبي التطوع في صفوف الجيش والشرطة في مدينة الرمادي موقعاً أكثر من 60 ضحية ، وأكثر من 100 جريح من الشباب الباحثين عن مورد رزق يسد حاجة عوائلهم في مشهد مروع يعبر عن سادية هذه العصابة الفاشية التي رباها جلاد العراق صدام حسين على الجريمة وإرهاب الشعب من أجل إدامة حكمه البغيض .
كما أقدم مجرم رابع على تفجير سيارة مفخخة في مدينة الموصل موقعاً 11ضحية والعديد من الجرحى .
إن هذه الجرائم البشعة التي تجتاح العراق الجريح كل يوم تثبت بما لا يقبل الشك أن هؤلاء القتلة يستهدفون تحقيق الغاية نفسها ، ألا وهي محاولة استعادة السلطة ، وإعادة نظام الطغيان والقبور الجماعية .
وإذا كانت هذه الزمر الفاشية ترتكب كل يوم مثل هذه الجرائم فماذا ستفعل لو قدر لها أن تتولى السلطة من جديد ، وهي المتعطشة للانتقام من الشعب الذي عبر عن شعور الفرح والابتهاج من زوال نظامهم البشع .
إن على كل القوى الوطنية ، وعلى سائر أبناء الشعب أن يدركوا إن هؤلاء القتلة لا يستهدفون طائفة بذاتها ، ولا قومية بذاتها ، ولا دين بذاته ، بل إنهم يستهدفون الجميع دون استثناء ، وهم يرومون من خلال خططهم الإجرامية في توجيه سهامهم الغادرة تارة لأبناء الطائفة الشيعية وأخرى لأبناء الطائفة السنية إلى إشعال نيران الحرب الأهلية الطائفية التي لا تخدم أحداً سوى مخططاتهم الإجرامية في الوثوب إلى السلطة من جديد .
إن السبيل الوحيد المتاح أمام شعبنا وقواه السياسية الوطنية كافة هو تقوية اللحمة الوطنية، وكبح جماح الدعوات التي تصب في اتجاه الفعل ورد الفعل والتي لا تخدم سوى مخططات المجرمين أعداء شعبنا من أيتام النظام الصدامي المقبور وأذنابه القتلة الزرقاويين والسلفيين المتخلفين المغسولة أدمغتهم لكي ينفذوا الجرائم الوحشية البشعة بحق الشعب والوطن .
إن على جميع القوى السياسية أن تدرك حقيقة المخاطر التي تجابه الجميع دون استثناء ، وعليها تقع مسؤولية جماعية كبرى في معالجة الوضع الأمني المتدهور ، وهذا يتطلب من هذه القوى أن تضع مصالح الشعب والوطن قبل مصالحها الذاتية والمغانم الحزبية ، وتضع العراق في مقدمة برامجها وسياستها المستقبلية فالجميع في سفينة واحدة ، وإذا غرقت السفينة ،لا سمح الله ، فسيغرق الجميع دون استثناء .
فليكن الجميع وطنيين عراقيين ، ولتكن مصلحة العراق وشعبه فوق الجميع ، وليحافظ الجميع على وحدة الشعب والوطن ، وسيحاسب التاريخ كل من يسعى في غير هذا السبيل، ويتحمل مسؤولية كل ما يصيب الشعب من ويلات ومصائب لو نجح المجرمون في سيعهم للوثوب إلى السلطة من جديد .