|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

       
 

 الخميس  11  / 9 / 2014                                 حامد الحمداني                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

   
   

 

داعش وما ادراك ما داعش!!

حامد الحمداني  

من صنع عصابات داعش ؟
ومن دربها على السلاح؟
ومن جهزها بالسيارات الحديثة تويوتا ذات الدفع الرباعي ؟
ومن جهزها بالأسلحة الحديثة الفتاكة ؟
ومن دَرّسها اساليب القتل الارهابية الوحشية الشنيعة ؟
من ادخلها في سوريا والعراق؟ من أي طريق؟
لأي هدف جرى خلق عصابات داعش؟

هذه اسئلة مطلوب من الولايات المتحدة الاجابة عليها، فكل ما جرى ويجري في عالم اليوم ليس ببعيد عن مخابراتها المنتشرة في كل اصقاع الارض، وهو ليس ببعيد عن دهاقنة السياسة ومنظري السياسة الامريكية وربيبتها دولة اسرائيل قاعدتها العسكرية المتقدمة في الشرق الاوسط، وسيفها المسلط على رقاب العرب، ولاسيما وأن لهم سابقة انتاج عصابات القاعدة ايام الصراع الأمريكي مع الاتحاد السوفيتي السابق في افغانستان، والتي امتدت مهمتها فيما بعد لتشمل ما دعي بـ[ الشيشانيون العرب ] و[والبوسنيون العرب] و[الكوسوفيون العرب] والذين كان لهم الدور الكبير في ذلك الصراع مع الاتحاد السوفيتي، ومن ثم مع الاتحاد اليوغوسلافي في قلب اوربا والذي انتهى بتقطيعها إلى عدة دول بعد مجازر رهيبة ارتكبت في تلك الدولة!، في حين جرى توحيد دول اوربا الغربية من خلال الاتحاد الأوربي، وجرى بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي توسيع الاتحاد الاوربي ليضم دول شرق اوربا.

فما اشبه اليوم بالبارحة، فذلك السيناريو يتجدد هذه المرة في الشرق الاوسط، وبالضبط في العالم العربي المحيط بإسرائيل المزروعة في قلبه، نقطة التقاء مشرقه بمغربه. والهدف هذه المرة تقسيم الدول العربية ذات الثقل الاستراتيجي، وذات القدرات المادية والقوة العسكرية، والثروات الهائلة، فكانت البداية في العراق حيث جرى غزوه من قبل جيوش الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، وبمشاركة فعالة من اسرائيل بحجة امتلاك العراق اسلحة كيماوية ونووية، والتي ظهر فيما بعد كذبها، وعجزت فرق التفتيش الأمريكية والاوربية عن ايجاد اي نوع من تلك الاسلحة في العراق، بعد أن جرى تدميرها بعد حرب الخليج الثانية من قِبل فرق التفتيش الدولية التابعة للأمم المتحدة. وبعد أن تم تدمير البنية التحية للعراق جرى حل الجيش العراقي، وقوات الشرطة العراقية وتم تدمير كل اسلحة العراق وطائراته الحربية، تاركين البلاد دون قوات امنية، وفُسحَ المجال واسعا لنهب متاحف العراق وكل ما يمت بصلة لحضارة العراق على ايدي العصابات المتخصصة، وجرى تجريد العراق من كل اسباب القوة ليبقى بلدا ضعيفا، وهكذا تم نهب كل مؤسسات الدولة باستثناء وزارة النفط !! وأقامة نظام طائفي مقيت في البلاد تتنازعه الصراعات الطائفية والقومية [الشيعية والسنية والكردية] .

ثم التفتوا نحو سوريا الدولة القوية الثانية، وذات الموقع الهام جدا والمجاور لإسرائيل، والتي تمتلك جيشا قويا وأمكانيات كبيرة ، مستغلين التحرك الشعبي للمطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية بعد أن استإثرت عائلة الأسد بحكم البلاد منذ الانقلاب البعثي في 8 آذار عام 1963 وباتت سوريا ملكا لهذه العائلة حتى يومنا هذا .

وهكذا جرى استغلال الانتفاضة الشعبية ضد نظام البعث الذي جابه الانتفاضة بقوة السلاح والعنف لقمعها مما أدى إلى انتقال الانتفاضة السلمية إلى ثورة مسلحة، وهنا جاء دور الولايات المتحدة في تأجيج الصراع، وادخال عناصر مسلحة باسم المجاهدين عن طريق تركيا، وبدأت الاسلحة تنهار على من تسميهم بالمجاهدين، والذين قويت شوكتهم وتمكنوا من السيطرة على اجزاء كبيرة من سوريا وذلك تحت اسم دولة العراق والشام [ داعش] .

وكان الهدف من إدخال عصابات داعش انهاك الجيش السوري وتحطيم القدرة العسكرية السورية لكي تبقى اسرائيل السيد الأقوى في الشرق الأوسط دون منازع، وهنا بدأت احلام داعش تتوسع تبعاً لتنامي قوتها العسكرية ، وتوسع المناطق المسيطرة عليها في سوريا لتمتد إلى العراق حيث استطاعت السيطرة على محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار لتقيم [دولة الخلافة الاسلامية]! وبات خطر عصابات داعش، وجرائمها الوحشية البشعة بحق السكان الآمنين، وبوجه خاص ضد المواطنين المسيحيين واليزيديين والشبك الذين تعر ضوا للتهديد بالقتل إذا لم يعلنوا اسلامهم أو دفع الجزية أو الموت ! وقد جرى قتل المئات منهم وبيع نسائهم وبناتهم في سوق النخاسة، واضطر مئات الالوف منهم إلى الهرب إلى كردستان، وجرى نهب كل ممتلكاتهم ومساكنهم وأموالهم.

وهكذا شعرت الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أن خطر عصابات داعش بات يهدد ليس فقط مصالحهم في المنطقة، وفي المقدمة مصالهم النفطية، بل يهدد كذلك دولهم، وانقلب السحر على الساحر فأوربا قاب قوسين أو أدنى من الشرق الأوسط، ولا سيما وأن هناك الألوف من تلك العصابات قد جاءوا من دول اوربا وامريكا، وأنهم يحملون جنسيات اوربية وامريكية!!

وهكذا بدأت الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بالدعوة لتشكيل تحالف دولي لمحاربة عصابات داعش التي تجاوزت الدور المخطط لها بعد أن تمردت وقويت شوكتها، وتوسعت احلامها بتأسيس [امبراطورية اسلامية]!! ولم تستطع الدول الغربية تحقيق ما خططت له، فلا هي استطاعت اسقاط نظام بشار الأسد بسوريا ولا هي استطاعت السيطرة على هذه العصابات، كما جرى الحال فيما سبق مع عصابات القاعدة .

أن الولايات المتحدة وحلفائها وكل من يقف وراء عصابات داعش، ومن ادخلها إلى سوريا والعراق وليبيا وتونس واليمن ولبنان وسيناء، ومن جهزها بالسلاح ومن دربها ومولها يتحملون كامل المسؤولية عما اقترفته عصابات داعش وما زالت من جرائم يندى لها جبين الانسانية بحق الابرياء من المواطنين السوريين والعراقيين والمصريين في سيناء وفي ليبيا وتونس واليمن، وستنكشف كل اسرار صناعة هذه العصابات المجرمة لا محالة، وسيلقى قصاصه كل جاني.
 

 9/9/2014!!


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter