| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الأثنين 8/6/ 2009

 

المغزى الوطني لتصدير النفط مـن اقليم كوردستان

حسن حاتم المذكور

من اقليم كردستان وبحـضور السيديـن جلال طالباني رئيس جمهورية العراق ومسعـود برزاني رئيس اقليم كوردستان تم استخراج وتصدير النفط العراقي عبر تركيا حيث الأسواق العالميـة ’ العراقيون في جنوب ووسط العراق كما هـم اخوتهم في كوردستان ’ استبشروا وتفاءلوا ان تقلل تلك الأموال القادمة مـن كوردستان مـن نسبة الرازحين تحت خط الفقر وتخفيف معاناتهـم ’ تماماً مثلما سيستبشر ويتفاءل مواطني كوردستـان اذا ما ارتفعـت معـدلات تصدير النفط من الجنوب العراقي ليجلب الخير والرفاهيـة لهم اسوة بأشقائهم مـن المكونات الأخرى .

كانت كلمـة الرئيس جلال طالباني صريحـة حيث وجه التحيـة الى الشعب العراقي " ان نفط كوردستان سيساعد على توحيد العراقيين " كذلك كانت كلمة السيد مسعود البرزاني تضمنت تهنئـة للعراقيين كافة وبنفس المضامين الوطنية توجه السيد نيجرفان بارزاني بكلمتـه الى الشعب العراقي ’ مثل تلك المواقف الوطنيـة لا يمكن ان نجرد منهـا الخيرين في الحكومـة المركزيـة ’ حيث كان استخراج النفط وتصديره مـن مناطق كوردستان بمباركتهـم ودعمهم ايضاً’ هنا نستطيع ان نجزم’ على ان استخراج النفط وتصديره مـن مناطق في اقليم كوردستان’ يكتسب بعداً تاريخياً ومغزاً وطنياً وثمرة تعود منافعهـا على كافـة اهـل العراق تماماً مثلما هو استخراجـه وتصديره مـن منابعـه الغنيـة في الجنوب العراقي او ايـة منطقـة اخرى مـن جغرافيـة العراق الثريـة في كـل شـيئ .

واجب علـينا ان نشارك اهلنا في اربيل والسليمانية ودهـوك تماماً ’ مثلما نشارك اهلنا في البصرة والعمارة والناصريـة وبغداد والأنبار في افراحهم واحتفالاتهم بأنجازاتهم المشتركـة ’ ونثمن الجهد المبارك الذي بذلـه المسؤولين في اقليم كوردستان وندعو المسؤولين في وزارة النفط العراقيـة ان يبذلوا مـن جانبهم جهداً استثنائياً مماثلاً مـن اجل صنـع الخير وتحقيق الرفاهيـة لأهـل العراق .

اكـرر ’ ان انتاج وتصدير النفط ومن ايـة منطقـة في اقليم كوردستان ’ هـو مكسب عراقي مثلـه مثـل ارتفاع انتاجيتـه وتصديره من منابع مخزونـه الهائل في مناطق الجنوب العراقي ’ حيث ان تعميم الخير والرفاهيـة والأزدهار على اهل العراق سيكون سبباً هامـاً لتوحيد صفوفهـم ويعزز روابط الثقـة فيما بينهم ويقوي دوافع الأيمان بمستقبلهم الآمـن ويفتح افاقاً واسعـة لسمو وازدهار الثقافـة الوطنيـة الجامعـة والأعتماد الصادق على اواصر الأخوة والمحبـة والتسامح بين جميع مكونات المجتمع العراقي تحت خيمـة النسب والأنتماء للأرض والتاريخ والحضارات العريقـة ’ على ان يرافق تلك المباديء عمليـة اجتثاث جريئـة لكل القذارات التي تركتهـا السياسات العنصرية الطائفية جروحاً نازفـة تستفـز الذاكرة العراقيـة ونجنب مجتمعنـا تكرار الأصابات الخطيرة بأوبئة التطرف العنصري او محاولة تبعيث بعض الشرائـح السياسية والثقافية داخل الدولة العراقيـة والمجتمع .
في اعتقادي’ ان عملية استخراج النفط وتصديره من مناطق كوردستان يشكل عملية حضاريـة وانجاز وطني يجب ان يحييه ويباركـه جميع بنات وابناء العراق ومن مختلف مكوناته التاريخيـة والا نستبدل تلك الحقيقـة العراقيـة بأوهام ودوافع سوداويـة عديمـة المعنى والهدف .

هنـا سؤال اوجهه للذين يرغبون او لا يرغبون سماعـه .
كيف يمكن ان يفسر الأمـر معكوساً ’ ومـن ايـن جاء المعـتوهـون تجنياً بـفـبركاتهم اللئيمـة ’ كون ذلك الأنجاز الوطني ’ هـو كوردياً فقط وسيكون سببـاً للأنفصال ’ واين هي وجهـة الأنفصال في الأنجازات الوطنيـة ’ واذا كان الأنفصال هـدفاً كما يزعم المتبعثون’ فلماذا يستعجل الأكراد بأستخراج واستنزاف ثروات اقليمهم ليوزعوها على اهل العراق ’ اليس مـن الحكمـة ان يوفروهـا مخزونـة في اقليمهم الى مـا بعـد الأنفصال ... ؟

اسذاجـة تلك المفاهيم ام سفالــة ... ؟
انـا شخصياً ’ لايهمني كثيراً مـا يفكر بـه البعض ’ ولا ارغب التعامل مـع النوايا والخلفيات ’ ولا اسمح لشكوكي غير الواثقة ان تتحكم بمواقفي ’ الأمر ليس مشكلتي بقدر مـا احاول قدر المستطاع التمسك بعروة ايماني الراسخ بأن حكمة التطورات الأيجابيـة الحاصلـة داخل المجتمع العراقي ’ تشد جذور الشعبين العربي والكوردي وباقي المكونات العراقيـة الى بعضهـا امنـاً واستقراراً وازدهاراً ’ وسوف لـن يوجد في المستقبل مـن يستطيع او يتجرأ على مغامرة تفكيك الروابط الوطنية والأنسانيـة للسلم الأجتماعي تحرراً وديموقراطيـة ومساواة ’ انـه فقط جنون العنصريـة والتطرف الذي سيستنفـذ رصيـده تماماً ويفقد ارضيتـه وتتيبس جذوره وتنتحر روحـه في مواجهـة ديالكتيك الحراك الجماهيري وحتميـة التحولات نحـو المستقبل المشترك .

علينـا جميعاً ان نحذر ونحذر مـن قوى الدسيسـة والفتنـة واللعب على حبال الكراهيــة .
انهـم البعثيون عندما يمارسوا الصيـد في الأجواء الضبابيـة للعمليـة السياسيـة ’ والمختصين سفالـة بقلب الحقائق وخلط الأوراق فتنـة وكراهيـة وعداوات مفتعلـة .
انهم البعثيون سماسرة ووكلاء وعملاء وعنصريين مغامرين بأمتياز ’ على استعداد دائـم لبيع العراق مقابل بقايا فضلات تنعم بها الأسرة والحزب والعشيرة ’ وانهم التاريخ التآمري الأسود الدامي منذ انقلابهم الأكثر سواداً في 08 / شباط / 1958 .

تلك هي الحقيقة التي يحاول ان يتجاهلها بعض الأخوة مـن السياسيين والكتاب الكورد والذين يشكلون حالـة شاذة داخل المجتمع الكوردستاني النبيـل ’ عندما فسروا ذلك الأنجاز الوطني الكبير معكوساً ايضاً واحتفلوا بـه وكأنـه انتصار للشعب الكوردي على اشقاءه المحكوم معهم بشروط المصير المشترك ’ انهـا كانت ردود افعال قوميـة بالضد مـن تشويهات بعثية عنصرية يمقتهـا اهل العراق’ او تشنجات غير واعية ’ واحياناً نوبات التلذذ بأستذكار اوجاع الجراح الداميـة للماضي القريب ’ وتصرفاً سيضعف الموقف الكوردستاني ويأتي على حساب القيمـة التاريخيـة لذلك الأنجاز الوطني ’ في ذات الوقت ’ يعطي ثغرة وزخماً ومبررات لقوى التطرف والعنصريـة المتمترسة في الطرف الآخـر لتمارس ادوارهـا السافلة وهذا مالا يتمناه الشعب العراقي بكافـة مكوناته التاريخية والحضاريـة .

في الجنوب العراقي ووسطـه ’ اصبح الشعار العروبي المقيت ( نفط العرب للعـرب ) مرفوضاً مداناً مدعاة للتقزز ’ وقـد تشبع الشارع العراقي وعياً وثقافـة وطنيـة وايماناً راسخاً بأن ( نفط العراق وثرواتـه لا يمكن لهـا ان تكون الا للعراقيين فقط ) وتلك ثقافة عراقيـة ولدت مـع الوعي الجديد وستنمو وتتجذر وتترسخ تقاليد عراقية مـن خلف ظهر النفاق الدبلوماسي لمحترفي سياسـة فـن الممكن ’ هنا كيف يتجرأ ــ مع الأسف ــ بعض الأخـوة مـن الكتاب والسياسيين الكورد على طـرح شعار ( نفط الكورد للكور ) ’ الذي لا يخدم قضيـة عراقيـة مشتركـة ولا حتى الأهداف والحقوق المستقبلية المشروعـة للشعب الكوردي’ انه بالتأكيد ردود افعال غير ظروريـة على الأقل مرحليـاً ’ يجب تجنبهـا خدمة لمستقبل الملايين عرباً وكورداً وتركماناً ومكونات عراقية متآخية اخرى .

رغـم كل هذا وذاك ’ يبقى استخراج وتصدير النفط مـن اقيم كوردستان او الجنوب او ايـة بقعـة على جغرافيـة العراق ’ هـي انجازات وطنية ومكاسب مشتركة يجب ان يبتهج ويتفائل ويفرح بها جميع بنات وابناء العراق .

تبقى امنيـة لا زلنـا نتمناها ’ ولا زالت فينا متحدية اسباب اليأس وخيبـة الأمل ’ هـــي : ان تجـد تلك الثروات الوطنيـة طريقهـا الى اهلها ومستحقيهـا ومحتاجيهـا ’ قبـل ان تستولي وتتوافق عليهـا وتتحاصصهـا وتشفطهـا امبراطوريات المـال الحـرام - آمـيـن .


08 / 06 / 2009
 

 

free web counter