| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الأربعاء 7/4/ 2010

 

تعدد القتلـة والقتيل واحـد

حسن حاتم المذكور       
 
يبدو ان محنـة العراقيين سوف لن تدرك شاطيء الخلاص في المدى القريب ’ هكذا يفهم من الأحداث عبر السبع سنوات الأخيرة للأحتلال المباشر ’ سوى فرق واحد ’ هو كان الموت بعثياً واصبح هجيناً مشتركاً .
الآن حيث الجميع متفقون مهما اختلفوا على تمويـه هويـة الفضيحـة ’ فالمشتركات تشكل خطاً احمراً هو الوحيد الذي استبقوه فيما بينهم .
يسفك الدم العراقي وتزهق ارواح العراقيين وتدمر ممتلكاتهم ’ فقط اذا ما ارادت سوريا اشراك حصتها مـن البعثيين في العمليـة السياسيـة ’ واذا ما ارادت الرياض ان تفرض على العراق رئيساً للوزراء مـن متعهديها ’ تسارع بتخريج دورة جديده مـن البهائم الأنتحاريـة لتصديرها للعراق عبر اقرب حدود خليجيـة وسوريـة او شراء ما هم تحت التدريب في سجون المحافظات الغربيـة ’ واذا ما ارادت امريكا ان تمرر قضيـة او تؤجل اخرى او عمليـة خلط الأوراق ثـم اعادة ترتيبها لأزاحـة فلان وتنصيب علان او اضافـة حفنـة من الرموز البعثيـة على ما هو موجود ’ ينزل على رؤوس العراقيين عدد مـن الصواريخ الذكية جداُ ’ الأنتخابات عادة تكون مسبوقة بعدد مـن التفجيرات الدموية لترفع من شأن هذا على حساب ذاك’ ومن اجل ان تمرر عملية تزوير لأعادة فصال الحكومـة القادمة على مقاس المخططات الخارجيـة ’ يكون الدم العراقي جاهزاً مثلما هي الأستنكارات والأتهامات جاهزة ايضاً ’ وبعد كل حادثـة موت جماعي يظهر علينا اللواء الأعلامي قاسم عطـا ليأخذ بنا بعيداً عـن اجواء الجريمـة ليحدثنا عن مسؤوليـة القاعدة والبعث الصدامي ’ انـه تمويـه قاسي ’ وحتى لو اتفقنا معـه ’ فاي بعث يعني ’ البعث الأمريكي مثلاً او العروبي او الأيراني ’ وأي قاعدة ’ الأمريكية او الأيرانية او العروبية ’ ثم من اي حدود تسللت مع تجهيزاتها ومفجراتها وصواريخها وادلائها ثم ورشات مفخخاتها واحزمتها وعبواتها الناسفة حتى قارب عدد المجرمين الذين تم القاء القبض عليهم المليون ونصف المليون على امتداد السبعـة سنوات الأخيرة ولـم نتأكد يقينـاً ان احدهما قد تمت معاقبته ’ وقبل اسدال الستار على الفاجعـة تبادر الفضائية الشرقيـة لتضيف صفراً على رقم الضحايا فترد عليها الفضائية العراقية لتحذف صفراً حيث اصبـح ضحايا العراقيين ارقاماً لا تستحق الدقـة في العد.

الأيام السوداء تمر على العراقيين بكثافـة ’ البيت الأبيض والسفير الأمريكي يدين ويستنكر بشده ’ دمشق البعث تستنكر وتدين ايضاً ’ عاصمـة التكفير الوهابي القاعدي تستنكر مـن السعوديـة ’ دويلات الخليج للجنوب العراقي تستنكر ويحتفل الثأر داخلها ’ كذلك تستنكر وتدين طهران وعمان والقاهرة وانقرة والجامعـة العربيـة وهيئـة الأمم المتحدة ’ عائلـة السفلس للعقيـد الأحمق تهنيء عائلـة تمثال المقبور ’ القاعدة تستنكر استهداف الأبرياء وتدعي مقاتلة المحتلين ’ عزة الدوري لا يستهدف الأبرياء لأن مقاومتـه شريفـة ’ الكتل والأئتلافات السياسيـة تبادر للأستنكار والأدانـة ثم تتهم بعضهـا ’ بعدها تختتم المسرحيـة بأعلان على موقع مجهول لمنظمة مجهولـة تتبني العمليـة وكفى المختلفون شر الأختلافات وتمر الجريمـة كسابقاتها والشعب مذعوراً مـن القادم الأسوأ ولا يوجد بين المسؤولين السياسيين مـن لديـه الأستعداد للأنتحار بقول الحقيقـة والجميع يمتلكونها ’ العراقيون فقط في بيوتهـم ومجالسهم وتجمعاتهم يهمسون بهـا لكنهم غير مؤهلين لحـد الآن للأعلان عنهـا ردود افعال شعبية خوفـاً من ان يكونوا اهدافاً سهلة لفرق الموت المحلية والأقليميـة والدوليـة التي تمتلك الشارع العراقي تماماً .

المواطن العراقي يخشى ان يصرخ : لماذا كل هذا .. وما العمل ...؟ حتى لا يفرض عليـه الأمر مواجهة هو الأضعف فيها تجاه المفخخات والعبوات والأحزمـة الناسفـة وزمـر موت مخابراتيـة مسلحـة بالسريـة والقسوة يمتلكها الجميع وهو الأعزل ’ وخير ما يمتلكـه هو صبره الأسطوري وثباته غير العادي وسخاء التضحية مـن اجل وطنه ومستقبل اجيالـه ’ انـه حريص على ان يبقى عـثرة لا يمكن تجاوزها ’ والغريب في طبعـه وتاريخـه وثقتـه بنفسه هو سحق وعبور ازماتـه التي يسببها لـه مـن يمارسون لعبـة اذلالـه وتدمير ارادتـه ’ انـه عنيد في مواصلـة طريق قناعته مهما كانت الأنتكاسة ’ ينتخب وتسرق اصواته ثـم ينتخب وتزور ثقتـه ثـم ينتخب فتحرف ارادته وسينتخب حتى تجد ثقته وارادتـه واصواتـه مكانها اللائق في احضان قضيتـه ’ وهكذا دائماً لأن اليأس والأستسلام ليس طريقاً لمن يريـد وطنـاً يعيش فيـه امنــاً .

 

07 / 04 / 2010
 

 

free web counter